من المجازفة مع مرور عقود من الزمن على ولادتها القول أن تناول الحداثة قد أشبع بحثاً ودراسة، وإن إعادة النظر في أطرها المعرفية والفلسفية والنقدية يدخل في دائرة التعريف بالمعرف، قد تمتلك هذه الرؤية وجهاً من أوجه الحق إذا ما سلمنا جدلاً بأن بنية الحداثة وأنساقها تندرج في دائرة الزمن ومقاييسه، لا دائرة المعرفة وقيمها. وبعيداً عن ماقيل في الحداثة ومحاولة تحديد ماهيتها أو دلالتها اللغوية والاصطلاحية، فإن الكرة من جديد من أجل تقريب المفهوم وتبيان إشكاليته لدى المثقف العربي لايزال سيد الموقف، فهو في الظاهر المثقف العربي يؤمن بالحداثة حيناً ويكفر بها أحايين أخرى، يقدسها ويلعنها في الوقت ذاته، يسير على أثرها ولا يقر برؤيتها، الرؤية القيمة لا رؤية اللحظة الزمنية، رؤية المعرفة بالشيء لا التعريف به، رؤية السير مع الالتفات لا الالتفات من دون سير، أو السير من دون التفات، هذه الرؤية/ القيمة هي جوهر الحداثة، ولكن المثقف العربي فيما يظهر لايتفاعل مع هذه القيمة بفعل متزن يصرف عنه مبدأ التشظي واللا وعي. مزيداً من التفاصيل الصفحات اكروبات