الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الوزراء السوري: الحكومتان اليمنية والسورية تتحملان مسؤولية ترجمة الاتفاقيات المشتركة
نشر في الجمهورية يوم 15 - 08 - 2010

قال رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري إن تمسك الشعبين اليمني والسوري بالثوابت الوطنية والقومية تشكل عاملاً مشتركاً، مشيرا بأن هموم الأمة يحملها الشعبان بشكل واضح ورئيسي.
وأكد ، أن الحكومتين اليمنية والسورية ية تتحملان مسؤولية مشتركة في ترجمة هذه الرؤية الوطنية والقومية، من خلال الاتفاقيات والبرامج التنفيذية والبروتوكولات التي تحتاج إلى وضع آلية لتنفيذها على الطبيعة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية، والتي تعزز هذا التلاحم بين الشعبين السوري واليمني.
ورأى عطري أنه لا طائل من المفاوضات العربية الإسرائيلية الجاري في ظل الضعف العربي الراهن وان المقاومة المدعومة بموقف عربي قوي هي وحدها التي يمكن ان تجبر إسرائيل على التفاوض الجاد..ويؤكد أن على اسرائيل الاعتراف بان الجولان حق سوري لا مساومة فيه.
مشيراً الى انها اذا ما حاولت الدخول في مواجهة مع سوريا فانها تعلم بانها ستدفع ثمن ذلك غالياً.واستبعد عطري اندلاع حرب في المنطقة،معتبراً التلميحات الاسرائيلية والأميركية ضد إيران مجرد فرقعات هوائية ليس الا.
وفيما يلي نص الحديث:
* بداية دولة رئيس مجلس الوزراء.. دعني أسألك عن تقييمك للزيارة ونتائج اجتماعات اللجنة المشترك؟
- لابد في بداية حديثي أن أعبر عن شعوري بالسعادة أنا وأعضاء الوفد السوري لزيارة بلدنا الثاني اليمن.. فالعلاقات التي بين اليمن وسوريا علاقات متجذرة عبر التاريخ، وهذه العلاقة في الحقيقة أضفت نوعاً من المسؤولية على الحكومتين، وكان لتوجيهات الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس اليمني علي عبدالله صالح دور كبير في توجيه مسار بوصلة العمل الحكومي الى الاهتمام بتعميق وإعطاء حرارة للعلاقات السورية اليمنية.
إذاً هناك تاريخ وهناك مصلحة مشتركة.. إضافة الى أن هناك شعباً حياً في سوريا وشعباً حياً في اليمن،ولا أقول هذا الكلام مجاملة ولكني حقيقة من المتابعين لما يجري على الساحة اليمنية إزاء الأحداث الكبيرة التي مرت بها أمتنا العربية سواء في الانتصارات أو في النكسات، كنت أشعر بردة الفعل لجماهير الأمة العربية وخاصة اليمنية بالذات عبر مختلف وسائل الإعلام.. تختلف بحرارته وبتمسكه بالثوابت الوطنية والقومية التي تشكل عاملاً مشتركاً بين السوريين واليمنيين وألخصها في كلمتين لأقول بأن هموم الأمة يحملها هذان الشعبان بشكل واضح ورئيسي، هذا موضوع في الحقيقة خلق نوعاً من التواصل بين سوريا واليمن وجعله يتعمق ويتجذر.
إذاً أصبحت هناك مسؤولية على الحكومتين في ترجمة هذه الرؤية من خلال الاتفاقيات والبرامج التنفيذية والبروتوكولات التي تحتاج إلى وضع آلية لتنفيذها على الطبيعة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية، والتي تعزز هذا التلاحم بين الشعبين السوري واليمني.. وخلال الدورات العشر السابقة للجنة المشتركة كان هناك مجموعة كبيرة من الاتفاقيات، وفي هذه الدورة الحقيقة كان هناك تقييم لما تم تنفيذه خلال المرحلة السابقة، وعندما أريد أن أتحدث عن النتائج، فقد عبر دولة الأخ الدكتور علي محمد مجور اليوم الاحد تعبيراً صادقاً حين قال ان هذه النتائج تبرز بأن التبادل التجاري بين سوريا واليمن لم يتجاوز ثمانين مليون دولار في الاتجاهين، وهذا بالطبع لا يعزز الرؤية التي تتحدث عن مصلحة الشعبين.
وأنا في حديثي عند وصولي إلى المطار كنت أشعر أن هناك مشكلة، فكنا نبحث عن سبيل لانسياب السلع والبضائع بين البلدين، بمعنى ما تحتاجه سوريا تأخذه من اليمن، وما تحتاجه اليمن تأخذه من سوريا، وضمن الأولويات لكلا الطرفين، وضمن هذا الإطار ظهرت لنا مشكلة علينا أن نوجد حلاً لتأمين انسياب السلع والبضائع بين البلدين،و هذا يحتاج الى تأمين المستلزمات اللازمة.. وقد بحثنا هذه المستلزمات وهي تتمثل في الخط البحري الذي يوصل موانئ سوريا بالموانئ اليمنية، ونحن الآن لدينا شركة مشتركة مع الأردن، والأشقاء اليمنيون أبدوا رغبة بالانضمام الى هذه الشركة.. وقد تم الاتفاق أن يكون هناك اجتماع قادم بين وزيري النقل في كلا البلدين لإيجاد السبل والوسائل اللازمة لتحقيق هذه الغاية.
قد تكون هذه بعض المعيقات التي علينا إيجاد الحلول السريعة والعاجلة لها، إضافة الى أن هناك أوجه تعاون كبيرة في المجال الثقافي وفي مجال التدريب والتأهيل، في مجال الكوادر التي هي موجودة، في مجال الصحة، لدينا توجه لإقامة اسبوع صحي في صنعاء بحيث يأتي خيرة الاطباء السوريين الى اليمن لمدة اسبوع،ومن خلاله يمكن أن يكون هناك تعاون في المجال الصحي بين البلدين بشكل أفضل.. بالاضافة الى أن الأدوية السورية كما علمت وكنت مسروراً بأنها تأتي في الترتيب الثالث حالياً في الأسواق اليمنية، وتحوز على ثقة المواطن اليمني من حيث كفاءتها ومواصفاتها وأسعارها، وهذه كلها جوانب إيجابية، لكنني أنظر الى الجوانب الأخرى، فنحن لدينا إمكانات كبيرة في سوريا نضعها في خدمة اخواننا اليمنيين في أي جانب، فالقطاع الزراعي مثلاً اعتقد أنه يمثل هماً وطنياً ومهماً، وكنا نتحدث مع الاخ دولة رئيس مجلس الوزراء وبعض الاخوة الوزراء حول هذا الموضوع، فنحن في سوريا حقيقة أولينا هذا الموضوع الاهتمام الأول والرئيسي.. قد تسألني لماذا أعطيتم الأولوية لهذا القطاع؟ فأقول لك:
الامن الغذائي
إن موضوع الأمن الغذائي هو الركيزة الأولى لتحرير قرارنا الوطني، فاتخذنا قراراً ربما بعض الاقتصاديين لا يوافقون عليه، وكان هذا القرار كما أسميه (قراراً شجاعاً) بأننا نتسوق كافة محصول القمح من الفلاحين في سوريا عبر الدولة ممثلة في المؤسسة العامة للحبوب، وبسعر يساوي ضعف السعر الحالي فإذا كانت الاسعار العالمية حوالى 200 دولار فنحن نسوقه بحوالى 2400 دولار..هذا شجع الفلاحين..ورغم هذا فلدينا ايضاً مشاكل وتتركز في تأمين مصادر المياه اللازمة، وهو جعلنا نتوجه الى الاهتمام بالسدود واستصلاح الاراضي، فهذا الموضوع من المواضيع التي نعطيها الأولوية في عملية التنمية الشاملة لسوريا.
بالطبع هناك مشاريع ضخمة وكبيرة واستراتيجية نقوم في الخطة الخمسية القادمة بمتابعة تنفيذها والتوجهات الاخرى التي نعمل على تنفيذها.. وهناك تجربة رائدة لسوريا قد اتفقنا على أن نضع هذه التجربة أمام أشقائنا في اليمن، وفي لقائنا مع فخامة الرئيس وجه هيئة الاستثمار اليمنية أن تذهب الى سوريا، وان يطلعوا على التجربة السورية بهيئة الاستثمار وخاصة مبدأ النافذة الواحدة التي تستطيع أن تحل عدداً كبيراً من المشاكل البيروقراطية التي كان يعاني منها المستثمرون، وسيكون هناك مؤتمر مشترك في دمشق بين هيئة الاستثمار السورية وهيئة الاستثمار اليمنية.
ايضاً رجال الاعمال لهم دور كبير في هذا الجانب علينا تعميقه، وأن يكون هناك تواصل،ويمكن أن تنشأ شركات بين رجال الاعمال السوريين واليمنيين،ولذا تنشيط هذا الدور في مرحلة قادمة ضروري جداً.
وهناك الآن توجه لافتتاح مصرف في سوريا الذي هو «بنك التضامن الاسلامي» الموجود حالياً، وسيكون شريكاً رئيسياً ومعه عدد من المساهمين سواء السوريين أو اليمنيين.
اكثر من مجال
بالطبع فإن مجرد تأمين السبل والوسائل سيشجع على الحركة التجارية ويجعلها تدور من خلال التسهيلات التي يمكن أن تقدمها الحكومتان في عملية إدخال الصادرات والواردات الموجودة والأنظمة الجمركية، وإزالة المعوقات التي تعترضها في كلا البلدين، ونستطيع أن نقول بأمانة: قد خطونا خطوات الى الأمام في مجال تأمين المستلزمات اللازمة التي يحتاجها كل بلد للبلد الآخر.
الثروة السمكية الآن هي ثروة كبيرة موجودة في اليمن، و نحن بحاجة الى استثمار هذه الثروة، وقد طرحت العديد من الأفكار، وزير الزراعة ووزير الثروة السمكية ايضاً بحثا أوجه الاستفادة المتبادلة وايضاً هناك ثروات غنية موجودة في اليمن مثل البن، العسل، وغير ذلك .. ممكن أن نتبادل من خلالها السلع والبضائع.
أما بالنسبة للقطاع الصناعي فقد حاز على أهمية كبيرة في هذا اللقاء.. فالصناعة النسيجية مشهورة في سوريا، ولذا من الممكن أن يكون هناك صيغة من الصيغ لإنشاء شركة مشتركة سورية - يمنية لتوطين الصناعات النسيجية في اليمن، بالإضافة الى الصناعات الغذائية ايضاً، وهناك صناعات تحليلية كبيرة جداً..
ولدينا تجربة نعتز بها في سوريا وتحدثت حولها مع أخي الدكتور علي مجور، وهي تجربة المدن الصناعية، فلدينا الآن أربع مدن صناعية في سوريا مساحة كل مدينة بحدود ستة آلاف هكتار مجهزة بالبنية التحتية الكاملة وهي في خدمة الصناعيين..وفي هذا الموضوع لاحظت أن هناك اهتماماً من قبل الحكومة اليمنية بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودعمها وتنشيطهاونحن ايضاً..لدينا اهتمام موازٍ لها في سوريا، والآن لدينا حوالى ستة آلاف منشأة صناعية في سوريا.
أريد أخلص بعد كل هذا الى القول بأننا نضع التجربة السورية أمام الاخوة اليمنيين في مجال إنشاء المدن الصناعية.. والتسهيلات التي تقدم للصناعيين، وهي تسهيلات عديدة وكبيرة سواءً فيما يتعلق بتقدير قيم الاراضي وبأسعار التقسيط وتأمين البنى التحتية والخدمات والمرافق مع كل من له علاقة بالدولة، وجعل الصناعيون كلهم يتجهون باتجاه هذه المدن..ومن هنا يمكن القول بأن هناك آفاقاً كبيرة جداً للتعاون المشترك بين سوريا واليمن، وأنا في الحقيقة أتمنى من هذه الدورة أن تحقق نقلة نوعية.
ضد الانفصال
* هذا كلام طيب.. اختصرت خلاله كثيراً من الاسئلة، ولكن في ضوء ذلك هل أنتم قلقون مما يجري في الساحة اليمنية خاصة وأن سوريا ليست بعيدة عن ذلك؟
- الأدبيات التي تربينا عليها في سوريا هي الأدبيات الوحدوية، ونحن ضد أي عمل انفصالي مهما كان وسياسته "فرق تسد" بين أبناء الامة الواحدة لن يكتب لها النجاح، لأن قدر هذه الأمة أن تتحرك موحدة، وبالطبع فإن الاطراف المعادية لهذه الأمة بمختلف أطيافها ستحاول أن تُحرك باتجاه تطبيق قاعدة "فرق تسد" بين أبناء الشعب الواحد، وبين أبناء الامة الواحدة.. فما يحدث الآن في العراق حقيقةً مأساة كاملة.. فقد فرقوا العراق أطيافاً وأشياعاً وقبائل، وبدأنا نسمع عن العراق أشياءً عجيبة الآن.
الشعب العراقي دفع الثمن غالياً.. وأنت كمشاهد خارجي لما يجري على الساحة العراقية، وما حاولوا أن ينقلوه الى لبنان لتفجير الوضع فيها, وكان في حكمة الملك عبدالله, والرئيس بشار الاسد بإطفاء نار الفتنة التي كانوا يريدون إشعالها في لبنان مجدداً، إضافة الى ما تنظر اليه على الخريطة وما يجري الآن في السودان من عمليات تمزيق, والصومال نفس الموضوع.. كذلك في شمال المغرب العربي، ايضاً انظر كذلك الى حالة الأمة العربية والخريطة العربية الموجودة تجد الكثير من المآسي.
اسرائيل عدونا الرئيسي
* مقاطعاً.. اعتقد أن كل هذا نتيجة لغياب التضامن العربي, ولهذا بادرت اليمن بطرح مشروع الاتحاد العربي.. كيف تنظرون الى ذلك؟
- نحن كنا نقول الوحدة العربية، انتقلنا الى مرحلة اتحاد، ثم انتقلنا الى مرحلة في الاخير صرنا نتكلم فيها عن التضامن والتنسيق يعني الحد الأدنى، بكل أسف هذه التراجعات عن حلم الوحدة الذي كان قابلاً للتحقيق في عام 58م حين صارت الوحدة وتحققت, ولكن الاستعمار لم يسترح الى هذه الوحدة.. بيننا وبين العراق هناك علاقة اخوية متجذرة بين أبناء العراق وبين السوريين.. هذا الموضوع يبدو هناك مستفيدين أن المستفيدين لم يرق لهم ذلك وأن سوريا والعراق لا يجوز أن يلتقيا، كذلك الوضع في عدد من البلدان، فسوريا الآن والسيد الرئيس بشار الأسد يولي كل الاهتمام بتحقيق التضامن العربي حتى في مؤتمر الكويت.
كانت الرسالة واضحة.. ربما تختلف الازمنة، ولكن لنتفق على الطريقة لإزالة هذا الخلاف، وان نكون كلنا موحدين.. لنتفق على تحديد من هو العدو ومن هوالصديق للامة العربية ككل، فعندما يتفق ابناء الامة العربية على ان العدو محدد، هو «فلان» لن يكون هناك خلاف.. الآن بعض الاطراف العربية يحاولون اصطناع اعداء بديلاً عن إسرائيل وحتى لا نتوه نحن في توجيه البوصلة يجب ان نعرف ان العدو الرئيسي للامة العربية هي إسرائيل، فهذا الموضوع غير منطقي.. الاستعاضة عنه باختلاق اعداء آخرين حتى نستطيع ان نحول البوصلة باتجاهه، يجب ان نتوجه كلنا باتجاه عدوٍ مشترك واحد، وبمزيد من الجهد نستطيع ان نبذل جهوداً كأمة عربية لاستقطاب كافة الاطياف التي تساند قضايانا هذه.. ستظل قضايا خلافية في وجهات النظر.. وفي الحقيقة سوريا تبذل كل الجهود لتوحيد كل المواقف العربية حول رؤية مشتركة.. والرئيس بشار الاسد في لقائه الاخير مع الملك عبدالله كان هناك اتفاق كامل على كل هذه الثوابت الموجودة وهذا ما سرع في اعادة الدفء والحرارة للعلاقات السورية - السعودية، وربما شاهدت، او سمعت نتائج زيارة جلالة الملك والسيد الرئيس وما انعكس على الساحة اللبنانية والتي يسمونها «معادلة س س» وتعني اعادة التوازن الاستراتيجي، ونحن املنا في الحقيقة ان تعود باقي الاطراف لتنضم الى هذا الركب.. وثانياً فالصراع الرئيسي والمركزي هو صراع مع العدو الصهيوني.. القضية الفلسطينية هي الاساس شئنا ام ابينا، لا نستطيع ان نعتبرها قضية جانبية او هامشية فهذا الموضوع يعزز قوى المقاومة لانه لا يمكن ان يتحقق أي تفاهم مع عدو طامع في ارضك، طامع في كل شيء.
شيء مؤسف
* دولة رئيس مجلس الوزراء من باب اولى قبل ان نتحدث عن تضامن الامة العربية، نتحدث عن وفاق فلسطيني - فلسطيني..فمايحدث في الساحةالفلسطينية الان شيءلايطمئن..كيف ترى هذه المسألةواين الدور السوري من ذلك؟
- رؤيتي الشخصية، وليست الحكومية الرسمية..هي ان مايجري الآن على الساحة الفلسطينية مؤسف.. لان هناك طرفين، طرف رهن نفسه للقرارات الدولية واستسلم، والطرف الثاني هو طرف المقاومة والذي يؤكد على انتزاع حقوقه في مقاومة العدو الصهيوني، طبعاً الثمن سيكون كبيراً من خلال المقاومة.. ولكن متى كانت الامة قادرة على استعادة حقوقها دون ان تدفع الاثمان الغالية فالطرف الاول مستسلم وخلال 27 سنة من المؤتمرات والمفاوضات لم يأخذ ولا شعرة واحدة، فهذا الطريق غير مجدي، فالعدو الصهيوني عندما يجد امامه قوة قادرة على ان تقول له (لا) وهي مدعمة بتضامن عربي، تستطيع ان تفرض عليه ارادتك القوية، لانه لانستطيع ان نفاوض لمجرد التفاوض.. المقاومة اذا لم يكن وراءها قوة غير مجدية، امام طرف متعنت، وهو يعلم بأنك سوف تستسلم في النهاية..
فالذي يجري اليوم، وبكل أسف الاطراف الدولية التي من المفروض أن تكون لا أقول غير محايدة ولكن فلنقل منصفة.. او نزيهة بين طرفي النزاع، الان يحدث العكس تماماً، الاطراف الدولية هي متواطئة ومتبنية لكافة الامور التي هي تحقق طموحات واطماع الإسرائيليين في المنطقة، وهناك مشكلة، ولكن كيف نواجه هذه المشكلة.. هل نواجهها ونحن اقوياء ومتضامنين ويحسب الغرب لنا حساب ام نواجهها ونحن ضعفاء، هذا سؤال هو في الحقيقة مطروح الان
على ماذا نفاوض؟
* في مسار اخر.. ما تقوم به إسرائيل بمطالبة سوريا بالتخلي عن الجولان كشرط لاستئناف المفاوضات..
- مقاطعاً.. على ماذا افاوض؟! وإسرائيل تعرف بان اية عملية صراع مع سوريا ستدفع ثمنها غالياً، هذه هي الحقيقة، موضوع التوازن الاستراتيجي وهي المقولة التي كانت مختلة منذ سنوات ماضية.. الان زالت وإسرائيل تدرك هذا الموضوع، فأي حق لا تدعمه القوة لا يسمى حقاً الجولان حق لسوريا، ولن يكون يوماً محل تفاوض وهذا حق يجب على إسرائيل ان تعترف به اذا كانت تريد السلام فهناك منطلقات مدريد التي تنص على ان الارض مقابل السلام، الارض هي حق لسوريا، اما ان تتنازل عن الارض على ماذا؟ السلام مقابل السلام، أو الامن مقابل السلام؟ هل هذه هي النظرية التي تريدها إسرائيل.. لن تتحقق.
المشكلة انه لا يوجد هناك وسيط نزيه بيننا وبين إسرائيل إلاَّ تركيا، هي الوسيط النزيه الذي عاش ظروف الموضوع وإسرائيل رفضته في الاخير.. الولايات المتحدة بكل اسف ليست وسيطاً نزيهاً، الدول الغربية ليست وسيطة نزيهة، وانت تابعت ما جرى على سفن الحرية والاعتداءات التي قامت بها إسرائيل.. أين العالم اليوم من محاكمة إسرائيل على جرائمها؟
نحن فاقدون الامل في كل الاطراف الغربية وكل ما يدعوه حتى مبادرة السلام العربية.
* طيب والحل؟
- الصراع سيظل قائماً الى ما لا نهاية.
* استكمالاً للسؤال هل سوريا على استعداد للتفاوض اذا تنازلت إسرائيل وسحبت هذا الشرط؟
- تعيد الجولان الى اصحابها الشرعيين، وهناك موضوع اخر وهو الحقوق العائدة للشعب العربي الفلسطيني حق التوطين او حق العودة هناك حقوق يجب أن تعود الى اصحابها، الحل.. سيكون حلاً عربياً حتى يسود السلام وهو ان تلغي إسرائيل حلمها الذي ترى فيه ان حدودها من الفرات الى النيل، هذا الموضوع لا يمكن لاية قوة لا نحن ولا اجيالنا مستقبلاً ان تسلم به.
التآمر ضد لبنان
* دولة رئيس الوزراء، بعد طول قطيعة عادت المياه الى مجاريها وعادت الامور الى طبيعتها بين سوريا ولبنان.. هل هو الاعتراف بالحق، ام نتيجة اخطاء حدثت من كلا الطرفين؟
- أنا أسمي موضوع لبنان، وبكل صراح لبنان هو الخاصرة الرخوة في ظهر جسم سوريا، نحن يهمنا ان تكون لبنان معافاة وان يسود فيها الامن والاستقرار، وهذا يهمنا لانه متعلق بأمننا الوطني.. فالمؤامرة التي تعرض لها منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري اتهمت فيها سوريا ولمدة خمس سنوات، طيب هذه الاتهامات والقرار (1559) من كان وراءه.. الآن الزعماء اللبنانيون الذين كانوا في تلك الفترة مع هذه التوجهات صاروا يقولون وبكل صراحة اننا كنا مسيرين ومغشوشين وعادوا الى طريق الصواب.. الان الخص الموضوع في كلمة واحدة.. قبل 2005م كان لدينا تواجد بقرار عربي في لبنان، السلم في لبنان.. القوات السورية التي استطاعت ان تضع نظاماً له، بناء الدولة بناء الجيش اللبناني، بالرغم من كل هذه الاعتبارات انسحب الجيش السوري من لبنان وعاد.. الآن كماترى ومن خلال الاخبار سوريا عادت الى لبنان اقوى مما كانت سابقاً.. لأن الحقائق ظهرت امام الشعب اللبناني وصار يميز الشعب اللبناني أبعاد المؤامرة التي كانت تدبر له في هذا الموضوع.
الرئيس سعد الحريري كان لدينا في دمشق، وجرت مباحثات معه واجتماع اللجنة العليا السورية - اللبنانية ووقعنا عشرات الاتفاقيات بين البلدين وعادت الامور، كما هي بين بلدين شقيقين يتميزان بعلاقات متميزة، وأود هنا أن أميز بين العلاقات العادية وبين العلاقات المتميزة، فما بين سوريا ولبنان علاقات متميزة.
* هل يمكن ان نقول ان البلدين فطنا الى ما كان يدبر لهما بليل كما يقال..؟
- لا ندري ماذا يخبأ لنا، وانت اطلعت على ما يجري الان من اكتشاف لشبكة العملاء والجواسيس المزروعين في كافة المفاصل الرئيسية، عدد كبير من المفاصل الرئيسية على الساحة اللبنانية، ماذا تخبئ إسرائيل؟ هل الاعتداء الاخير هو دون سابق امتحان؟ الجيش اللبناني رد الرد الحاسم، وقدم شهداء بالتصدي لإسرائيل، هذا تغيير نوعي.. مقولة الجيش والشعب والمقاومة الآن هي المقولة الرئيسية على الساحة اللبنانية (تلاحم الجيش والشعب والمقاومة).
خيبة اسرائيل
* برأيكم ما هي تأثيرات قرارات القمة الثلاثية الاخيرة في بيروت على الوضع في لبنان وبين سوريا ولبنان؟
- بين البلدين الأمور سبقت هذا اللقاء زيارة رئيس الوزراء والاتفاقيات التي تمت، وانا لدي زيارة قادمة الى بيروت لمتابعة الاجندة التي تم الاتفاق عليها.. والآن لا توجد أي مشكلة تتعلق بالعلاقات السورية - اللبنانية.
أما فيما يتعلق بزيارة السيد الرئيس مع جلالة الملك عبدالله هي لسحب فتيل الفتنة التي كان يخطط لها ان تتم في لبنان، والتي كانت تستهدف قوى المقاومة بشكل رئيسي، وهذا هدف إسرائيل.. فبإنهاء المقاومة تستطيع إسرائيل ان تفرض ارادتها في المنطقة.
* هل أنت مع من يرون بأن العدوان الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان هو رد على القمة الثلاثية؟
- هو قد يكون امتحان للجيش اللبناني, ليروا ردة الفعل، هذا الامتحان جاء رد الجيش اللبناني الصاعق عليه في الحقيقة اذهلهم لانهم غير متعودين على ذلك، فكانوا يعتقدون انهم يمكن ان يدخلوا على لبنان كمايشاءون يذهبون ويأتون.. فرد الجيش اللبناني، وتصريح الرئيس ميشيل سليمان والقادة اللبنانيون كلهم وبالاجماع انهم سيسلكون طريق المقاومة والقتال عندما تعتدي إسرائيل على لبنان.. هذا موقف حاولت إسرائيل ان تغير هذه المعادلة منذ سنوات.
وأنا أرى ان هذا الرد هو فشل كامل للسياسة الإسرائيلية التي كانت تخطط لها في لبنان.
يهمنا وحدة العراق
* ننتقل الى جانب اخر.. سوريا والعراق كيف تصف الأوضاع الآن، وهل هناك دور لسوريا في إحداث وفاق؟!
- سوريا وكما تعلم يهمها وحدة العراق ارضاً وشعباً ويهمها عروبة العراق، وان يكون العراق عربي، لانه هو الظهير الى سوريا وهو السند عبر التاريخ.. اضافة الى المصالح المشتركة القائمة بين سوريا والعراق، وهي أكثر من أن تعد، فالعراق عندما تخرج منه قوات الاحتلال وتعود السلطة الوطنية العراقية وتتشكل حكومة الوحدة الوطنية التي تضم كل اطياف الشعب العراقي، وهذا ما نأمله وما نبذل الجهود في سوريا لتعزيزه، وكما تعلم فكل الاطراف المختلفة على الساحة العراقية جاءت الى سوريا (زرافات ووحدانا) هذه الرسالة كنا نتكلم فيها ردوا على بعضكم وكونوا لحمة واحدة، لان المحتل الاجنبي الذي هو الامريكي لا يقصد خير العراق، فيجب ان نؤكد على الوحدة الوطنية لانها الركيزة التي تسقط كل المراهنات على هذا العدوان..اتوقع بانه وخلال فترة قادمة ان شاء الله ان يتفق القادة العراقيون على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل اطياف الشعب العراقي وان يعود العراق كما عرفناه عربي اللسان، وعربي الهوية ويسقط كل محاولات التقيسم التي حاول البعض ان يخططوا لها في سنوات سابقة.
خط احمر
* تردد قبل فترة ان هناك خلافاً سوري - إيراني بسبب أن إيران مصرة على الميل لطرف او تفضيل طرف على طرف لرئاسة الحكومة العراقية، ما صحة ذلك؟
- أبداً.. هناك تنسيق كامل بيننا وبين الأخوة الإيرانيين، هذا التنسيق له بعد استراتيجي هو الذي يرسم معالم المرحلة القادمة بيننا وبين الإيرانيين.. طبعاً هذا الموضوع ليس له علاقة بما يجري على الساحة العراقية.. فالساحة العراقية من وجهة نظر سوريا.. عروبة العراق خط أحمر وهذه هي الرسالة الرئيسية التي سوريا تركز عليها في كل ما يتعلق بما يجري على الساحة العراقية.
* لا اقصد أن الخلاف ممكن يؤدي الى تدهور العلاقات بين سوريا وإيران إنما هو خلاف في جانب معين، وهو إصرار إيران على تفضيل احد الطرفين المتنازعين على رئاسة الحكومة العراقية..
- هناك نقطة متفق عليها مع الإخوة في إيران وهي أن أية حكومة لا ترضى عنها سوريا لن تشكل.
* بالنسبة لسوريا وإيران في ضوء ما يحدث الآن من أزمة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.. أين الموقف السوري من هذا؟
- نحن مع حقوق إيران فيما يتعلق بالحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية، وهم يقولون إنها لأغراض سلمية، ونحن نوافق على ما يقولون عليه، لان الوكالة الدولية تقول بأنها حتى اليوم ليس هناك ما يثبت، ولكن امريكا والدول التي تسير في فلكها لأسباب معروفة يخالفون هذه القناعة حقوق الشعوب سواء كان في اليمن، في سوريا، في مصر في امتلاك الطاقة النووية لغايات سلمية في توريد الطاقة الكهربائية هذا حق لا يستطيع احد ان يتنازع عليه.. وإيران تمارس هذا الحق.
لاحرب
* هل تتوقع حدوث حرب في المنطقة لهذا السبب سواء من جانب امريكا او من جانب إسرائيل؟
- لا أعتقد، فإسرائيل لديها صراع داخلي وهي دائماً تنفذ من الصراع الداخلي باتجاه عمل خارجي.. وما يجري من قبل بعض افراد الحكومة الإسرائيلية لا نستطيع ان نتوقعه، فكله تكهنات لكنني استبعد ان تكون هناك حرب قادمة في المستقبل، ولكن المؤشرات غير مطمئنة، هل تعطيها امريكا الإذن بشن حرب على ايران.. لان إسرائيل لابد ان تأخذ الإذن، لكنني اشك ان أميركا ستمنحها هذا الإذن لان ردة الفعل من ايران ستكون غير متوقعة، وستفجر المنطقة بكاملها، فمن الذي يتحمل النتائج، ولهذا اعتبر الحديث عن الحرب فوق التوقعات التي دائماً أسميها "بالونات او فقاعات في الهواء".
26 سبتمبر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.