أكد نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ، ان احتفالات شعبنا اليمني هذه الأيام بالعيد ال43 للاستقلال الثلاثين من نوفمبر المجيد، يأتي ثمرة لتضحيات وكفاح طويل قدمها شعبنا اليمني العظيم في سبيل الانعتاق من قبضة استعمارية دامت أكثر من 129 عاماً. واشار في مقال له اليوم في صحيفة الوحدة الى ان هذه المناسبة تأتي هذه المرة متزامنة مع تحقيق كثير من الإنجازات السارة.. داعيا الجميع الى الوقوف وقفة احترام وإجلال لليمنيين العظماء، الشهداء منهم والأحياء، الذين قدموا أرواحهم ودماءهم وطاقاتهم بسخاء في سبيل الحرية ونيل السيادة الوطنية ووضعوا شعبهم وجهاً لوجه أمام المستقبل والحياة الكريمة. وقال " أن فضيلة الإنصاف والأمانة تقتضي عدم إقصاء أحد أو نكران فضله مهما كان قدره وتأثيره ضئيلاً في حركة التحرر الوطني خاصة، والحركة الوطنية عموماً، فحقائق التاريخ تثبت بجلاء أن الذين نشروا الوعي الوطني وصنعوا تلك الأحداث الكبرى التي أنجزت الاستقلال الوطني، هم طلائع من مختلف التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية، ويجب الوفاء بحقهم والاعتراف بفضلهم مقاتلين ومفكرين وشعراء وفنانين وعمالاً، رجالاً ونساء". واعتبر نائب رئيس الجمهورية إنجاز الاستقلال الوطني، خاتمة حلقات مترابطة بدأت بمقاومة طلائع المحتلين الذين قادهم المحتل ستافورد هنز مروراً بتلاحم ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر التي شاركت فيها الحركة الوطنية اليمنية على اختلاف مشاربها. وأضاف " إن تلاحم الصفوف ووحدة الحركة الوطنية وتضافر الجبهة الداخلية للمجتمع كانت وستظل من أهم العوامل الأساسية التي جعلت اليمنيين يقدمون أفضل ما لديهم ويحققون أهم منجزاتهم" .. مستشهدا بهذا الصدد بمحاولة الاستعمار البريطاني اللجوء إلى شتى الوسائل والمناورات والمؤامرات وأساليب البطش من أجل الحفاظ على مصالحه ومصالح عملائه للإبقاء على ديمومته. وتابع " لقد أدركت الحركة التحررية خطورة تلك المحاولات على الثورة، فقاوموا معاً أساليب الاحتواء واسقطوا تلك المحاولات والمؤامرات واضعين أمام أعينهم تضحيات الشعب وتوقه للحرية والاستقلال وامتلاك القرار الوطني، وبالتالي فقد كانوا جاهزين للمعركة الفاصلة وتمكنوا من السيطرة على كل الميادين في مواجهة قوة استعمارية غاشمة مزودة بمختلف الإمكانيات المادية والأسلحة والتجهيزات العسكرية وشبكة إعلامية واسعة". وقال نائب رئيس الجمهورية "لقد أعلن المستعمر في 1967م القبول بالجلاء على ان يتم ذلك في السابع من يناير 1968، ولكن التراب الوطني كان يتحرك تحت أقدامه والشعب اليمني في جنوب البلاد يغلي منتفضاً وثائراً رافضاً بقاء الاستعمار، فبدأت قلاع الاستعمار تتهاوى ابتداء من الضالع ولحج وأبين وحضرموت، وانتهاء بعدن التي انسحبت منها معظم القوات الاستعمارية في 26 نوفمبر 1967م.. وكانت تلك الانتصارات على أرض الجنوب هي أقوى سند للمفاوض اليمني في جنيف الذي فرض على الاستعمار الاعتراف بالاستقلال وإقامة دولة ذات سيادة في 30 نوفمبر 1967م، وفي الوقت نفسه كان ذلك الانتصار أقوى سند لثورة سبتمبر والنظام الجمهوري في مواجهة القوى الإمامية التي كانت تحاصر صنعاء، وكان الاستعمار هو أحد الداعمين لتلك القوى وهو الأمر الذي يؤكد واحدية الثورة اليمنية، وانتماءها إلى أرض وشعب واحد". وأشار إلى أن حركة التحرر الوطني في جنوباليمن لم تكن حينها تعمل في جزيرة منفصلة معزولة عن التأثر والتأثير بمحيطها الوطني والإقليمي، فالمؤامرة على الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) والنظام الجمهوري في الشمال من قبل قوى التخلف المدعومة من قوى استعمارية حليفة لها، دفعت حركة التحرر الوطني في الجنوب للرد على تلك المؤامرات والانتكاسات فضربت أهم حلقاتها بمزيد من التلاحم الوطني ورفع وتيرة العمل الثوري الذي تلازم فيه الوعي الثوري الوطني مع الممارسة العملية وذلك ما قهر الاستعمار وقاد إلى امتلاك القرار الوطني. ولفت الى ان اليمنيين جسدوا في سلوكهم ووعيهم الوطني طوال مرحلة التحرر قضية الوحدة الوطنية والانتماء الوطني ورعاية مصالح الشعب ونشر الحرية في كل مكان والإيمان بالديمقراطية والثقة بالذات، وهو ما يستوجب من الجميع أن يكونوا أمناء على إرثهم الوطني باستلهام ما هو حي وأصيل من هذا الإرث.. مؤكدا ان الولاء الوطني قضية مشتركة لأن مصدره الروح الوطنية العامة لهذه الأمة، ولا يكفي أن يظل السياسيون يؤكدون من خلال أقوالهم الالتزام بهذه القضية والتزامهم بالديمقراطية والحوار بدون ممارسة. واضاف نائب رئيس الجمهورية " من هنا نؤكد تمسكنا بالحوار، وحرصنا الشديد على احترام الدستور والخيارات الوطنية والديمقراطية، باعتبار أنه لا ديمقراطية دون انتخابات. وقال " ما يضاعف بهجتنا بهذه المناسبة ونحن نحتفل اليوم بالعيد ال43 للاستقلال، هو وجود أشقائنا من مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق بيننا للمشاركة في خليجي عشرين الذي أضفى على فرحتنا فرحة مضاعفة، ونحن سعداء بوجودهم، الذي بدد الشائعات التي ظل البعض يرددها ويروجو لها تشكيكاً بقدرة اليمن على استضافة مثل هذه البطولة الرياضية الكبيرة".. مؤكدا إن نجاح اليمن في استضافة هذه البطولة وجذب الأشقاء نحوها كان أمراً محسوماً منذ البداية، وها هي اليمن تثبت قدرتها على القيام بواجبها في توفير شروط نجاح خليجي عشرين، وليمت بغيظهم كل الذين سعوا إلى عرقلة الاستضافة من الكارهين والمناطقيين والمنحازين للتعصب والإرهابيين.