العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    تضحياتٌ الشهداء أثمرت عزًّا ونصرًا    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    مانشستر سيتي يسحق ليفربول بثلاثية نظيفة في قمة الدوري الإنجليزي    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    عين الوطن الساهرة (1)    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حاخام الطائفة اليهودية في حوار مع « الجمهورية »:
نمارس حقوقنا الدينية والمدنية وندلي بأصواتنا في الانتخابات لمن نريد
نشر في الجمهورية يوم 05 - 02 - 2011

الحاخام أو “ العيلوم” هو رجل الدين الأرفع مكانة في أوساط يهود اليمن، فهو من يتولى عقود الزواج، كما يقوم بذبح الحيوانات والطيور التي يتناول اليهود لحومها، فلايجوز تناول أي من اللحوم التي تجيزها الديانة اليهودية ما لم يكن قد تم ذبحها بيد “ العيلوم” الذي يمثل المرجع ليهود اليمن في كافة شؤون حياتهم، ونظراً لتلك المكانة التي يحتلها كان ل “ الجمهورية” حوار خاص مع حاخام الطائفة اليهودية في اليمن سليمان بن يعقوب أجرته في منزله بمنطقة “ريدة”.
اليهود في اليمن قدموا من خارجها أم يمنيون اعتنقوا الديانة اليهودية؟
بسحب ما توارثناه من الأجداد، فإن يهود اليمن هم من أصول يمنية، اعتنقوا الديانة اليهودية في عهد الملك الحميري “ ذي نواس” في القرن الرابع الميلادي، وكما تلاحظ فملامحنا ومظهرنا الخارجي ولون بشرتنا تؤكد أن يهود “ريدة” يمنيون.
حتى العام 1948م أي قبل عمليات التهجير إلى إسرائيل التي أطلق عليها “ البساط السحري” كم كان عدد اليهود في اليمن؟
يروي لنا آباؤنا بأن عدد اليهود في اليمن كان يقارب ال 300 ألف يهودي وكانوا موزعين في أغلب مناطق اليمن في صنعاء، وكذا في تعز وعدن، وعمران “كانط أرحب قفلة عذر بني عبد القارة”، وحجة وصعدة، حيث كانوا في مديرية “ حيدان” حتى تم تهجيرهم في السنوات الأخيرة وما تبقى منهم خمس أسر تسكن في المدينة السياحية بالعاصمة صنعاء، يحظون بالرعاية الكاملة من قبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله، الذي يعطيهم كل ما يحتاجونه والزيارات بيننا وبينهم متواصلة، نتزوج منهم ويتزوجون منا.
حرية العبادة
كيف تمارسون الشعائر والطقوس الدينية؟
قمنا ببناء “كنيس” للعبادة بجوار منزلي نؤدي فيه الصلوات المفروضة علينا وهي “ صلاة الصبح ، وصلاة المغرب ، وصلاة ما بعد الغروب”.
نؤديها بشكل جماعي، شرط أن نكون عشرة فما فوق، ما لم فنؤديها في منازلنا بشكل فردي.
طقوس الزواج
ماهي مراسيم وعادات وطقوس الزواج لدى أبناء الطائفة اليهودية في اليمن؟
لاتتم “ الملكة” أي عقد القران إلا بشاهدين، شرط إلا يقربا لا للعريس ولا العروس حتى لايشهد أي منهما لمصلحة طرف. ونعمل ورقة عقد وزفاف وحناء عند العروسة التي تزف من قبل النساء. أما العريس فيزف من قبل الرجال، ويشارك أفراحنا المسلمون ونأتي بمطربين يمنيين، وأبناء القبائل الذين يحضرون أفراحنا يرقصون على "المزمار"ونحن نرقص على أغاني الفنانين اليهود “ شمعة بنت طيبي”، هي الآن في أمريكا و«صيان قولان» فنان يهودي، أصله من “ قفلة عذر” بمحافظة عمران، وقد أصبح مطربا مشهورا في أمريكا، كذا الفنانة “ عفراء حازا” الحائزة على جائزة “الغرامي” العالمية عن أغنية “ الدودحية” في العام 1992م، ويستمر العرس سبعة أيام في منزل العروسين، ولايختلط الرجال بالنساء في حفلات الرقص والغناء، ويجتمع اليهود يومي الخميس والجمعة عند أهل العروسة، ويوم الأحد في منزل العريس للرقص والغناء، ويوم الاثنين نتناول وجبة الغداء عند أهل العروس، والثلاثاء والأربعاء نذهب عند العريس والعروس تدخل على زوجها في اليوم الخامس من بدء العرس ليلة الأربعاء، ولاترتدي الأبيض، ولاتضع على رأسها التاج، وإنما تتمسك بعادات وتقاليد اليهود.
زواج الفتاة
هل الديانة اليهودية تحدد سن الزواج؟
لايوجد في ديانتنا سن معينة للزواج، ولكن الفتاة تبلغ الحلم في 14 عاماً، ويفضل في الديانة اليهودية تزويجها في سن الحلم 18 عاماً، والرجل كذلك إلا إذا كان قادرا على الصبر في حال مواصلته لتعليمه أو ما شابه ذلك.
ماذا عن تعدد الزوجات؟
عندنا في الديانة اليهودية يجوز للرجل الزواج بأربع نساء مثل ما هو في الإسلام شرط أن يكون قادرا على النفقة والوفاء بحقوق الزوجات.
مقابر خاصة
ماذا عن مقابر موتاكم؟ وماهي مراسيم الوفاة عندكم؟
نعم هناك مقابر خاصة بيهود “ريدة”، وهي تبعد عنا بضعة كيلو مترات في القرى القديمة، التي كنا نقطن بها “كانط ناعط عفار العرقة”، والذين يتوفون منا نذهب بجثامينهم لمواراتها في هذه المقابر. أما عن مراسيم الوفاة فعند الاحتضار نوجه المريض صوب “ بيت المقدس”، وعند مفارقة الروح للجسد نقوم بغسله وتكفينه وتطييبه، ومن ثم حمله لمواراة جسده في واحدة من مقابر اليهود، ويستقبل أهل المتوفى العزاء من أبناء الطائفة اليهودية، وكذا المسلمين الذين تربطنا بهم علاقات صداقة، وتعايش على مدى سبعة أيام، ونقدم لأسرة المتوفى “ الغداء والعشاء”، ونحيي العزاء بالطقوس الدينية والموشحات وقراءة تراتيل من كتبنا المقدسة.
الصناعات الحرفية
لماذا ارتبط أبناء الطائفة اليهودية بالصناعات الحرفية اليهودية؟
هم صناعيون من قديم الزمان امتهنوا النجارة والحدادة وصياغة الحلي والمجوهرات، لكن بالنسبة ليهود “ريدة” اليوم فقد تلاشت عندنا هذه الحرف والمهن، ولم يعد يعمل فيها إلا يهود معدودون؛ لأن اليوم قد تواجدت المكائن والآلات الحديثة، كما احترف يهود اليمن في العقود الأخيرة التجارة، وكان من التجار اليهود في اليمن “ البقيعي حبشوش” الذي كان يورد التجارة من عدن القديمة، وكذا التاجر” المنصورة”، كان في مدينة عمران، ولكن هؤلاء جميعاً سافروا إلى إسرائيل، أما نحن فلا نمتهن التجارة خوفاً من الدين، وما أحد يدري هل سنبقى في اليمن أم نهاجر.
إلى أين يعود تاريخ صناعة الأحذية لدى يهود اليمن؟
من قديم الزمان ارتبط اليهود بالصناعات الجلدية، مثل الكروك والجروم "جاكيتات وأجواخ" تصنع من جلود الأغنام والماعز، التي نقوم بدباغتها. أما الأحذية فكنا نصنعها من جلود البقر، وكانت جميعها إنتاجا محليا بما فيها المواد الخام أما اليوم فالأغلب مستورد.
الزنار
ماذا يمثل “الزنار” لليهودي؟
الزنار بمثابة علم اليهودي، ويسمى بالعبرية “سيمان” ويتمسك به اليهودي المتدين، إلى جانب إطلاق اللحى، وارتداء القبعة، وأنا كنت أظن أن “الزنار” لا يوجد إلا لدى يهود اليمن، لكن حين سافرت إلى أمريكا وبريطانيا، وجدت يهودا أكثر منا تمسكاً ب”الزنار”، وإطلاق اللحى كرمز لتدينهم وتمسكهم بيهوديتهم. واليهود الذين لا يتمسكون بالزنار، وإطلاق اللحى، وارتداء القبعة هم اليهود العلمانيون، ويطلق عليهم في اسرائيل “اشكناز” أما يهود اليمن فيطلق عليهم “سفوردي”.
المقام الأخير
لماذا سكن بقية يهود اليمن في منطقة ريدة؟
بقي تواجد يهود اليمن في مناطق متفرقة بمحافظة عمران، وقصد بقية يهود “ريدة” بحثاً عن الماء حيث كانت بقية المناطق في محافظة عمران تعاني الجفاف وريدة مشهورة بتوفر المياه، وخصوبة الأرض الزراعية، وكذا سهولة المعيشة بها، وتوفر فرص العمل حيث فتح اليهود محلات تجارة لصناعة أدوات الزراعة؛ كون ريدة تتوسط قيعان زراعية، والمزارعون بحاجة إلى أدوات حراثة الأرض.
من الملاحظ أنكم لا تحملون السلاح ولا الجنابي لماذا؟
عندنا في الديانة اليهودية لا يجوز التكبر والسلاح والجنبية ننظر لها كرمز للتكبر وفي التوراة “ من أشهر شفرة في وجه أخيه فقد استحق لعنة الله وغضبه”.
حكم الرئيس صالح
ما تقييمكم للرعاية التي تحظون من قبل الرئيس علي عبدالله صالح؟
نحظى بكل الرعاية والاهتمام في ظل حكم الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله، فهو لا يبخل علينا بشيء، وفي الانتخابات الرئاسية منحه أبناء الطائفة اليهودية أصواتهم بالكامل بقناعتنا، وبدون أي ضغوطات، أو إغراءات وللأمانة ما نلقى أفضل منه، وقد قابلته أنا شخصياً مرتين، وفي كل مرة يلبي جميع طلباتنا، كما يوفر كامل الرعاية لليهود النازحين من صعدة إلى المدينة السياحية بصنعاء.
تعايش ديني
هل لا تزال روح التعايش سائدة بين اليهود والمسلمين في ريدة؟
إلى حد ما والصالح والطالح في كل مكان.
ما انعكاسات الصراع العربي الإسرائيلي على أوضاعكم في اليمن؟
كان البعض من المسلمين عندما يشاهدون أفعال الصهاينة بحق الفلسطينيين يصبون غضبهم علينا قائلين: “كلهم يهود”، وإذا حدثت مظاهرات منددة بأفعال الصهاينة نقفل منازلنا على أنفسنا خوفاً من تعرضنا للمضايقات، أو أي أذى حتى تهدأ الأوضاع بالرغم من أننا ندين ونستنكر ما يقوم به الصهاينة بحق الفلسطينيين كأي مواطن يمني، وقد تبرعنا للفلسطينيين بالدم أكثر من مرة.
ما الفرق بين اليهودية والصهيوينة؟
اليهودي هو المتمسك بالتوراة وتعاليم الديانة اليهودية، أما الصهيوني فهو الذي لا يهمه التمسك بمبادىء وتعاليم اليهودية. ونحن يهود اليمن نمتثل لأوامر الله التي توجب على اليهودي الاهتمام بدينه فقط، وحسن المعاملة مع الجار أيا كان فاليهودية تحرم معاقبة حتى العصفور؛ لأنه يملك روحا وفي التوراة كما في القرآن “ من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”.
الشبزي
ماذا يمثل سالم الشبزي ليهود اليمن ؟
الحاخام سالم بن يوسف الشبزي كان رجلا صالحا وشاعرا وأديبا ولد في “شبز” بمحافظة تعز في العام 1619م، وأغلب الموشحات والأغاني التي يرددها اليهود اليمنيون ويتغنى بها الفنانون والمطربون اليهود الذين ترجع أصولهم إلى اليمن هي لسالم الشبزي ضمها كتابة “الديوان” وهو محفوظ لدينا بالعبريةو ويحوي 550 قصيدة وموشحا.. وظهرت في سيرة حياة سالم الشبزي علامات الروحانية والصلاح والتقوى ويروي لنا التاريخ اليهودي أن وفاته كانت في تعز عام 1720م وعند دفن جثمانه بجوار قلعة القاهرة انفجرت عين يستشفى بمائها، ربما إلى اليوم، وكل من حاول الاعتداء على قبره بحسب حديث الحاخام سليمان بن يعقوب يتعرض لسخط الله وغضبه ويضيف: حتى النساء العقيمات إلى وقت قريب، كن يذهبن إلى عين الماء التي بجوار قبره أملاً في الإنجاب، وكذا المرضى يقصدون عين الماء للاستشفاء.
العيلوم
كعيلوم وحاخام كبير ما الذي يشترط في الذبائح حتى تجيز تناول لحمها لأبناء الطائفة اليهودية؟
لا يجوز في اليهودية أكل لحم الخنزير، وكذا الأرانب وإنما ما كان لها ظفران مفترقان في أقدامها، وكذا أسنان في فكها السفلى، فهذه بهائم طاهرة، ولكن يشترط لجواز ذبحها من قبل العيلوم ألا تكون الشاة أو الخروف أو الثور أو البقرة عرجاء، وإذا كانت الرئتان أو المعدة في الذبيحة مثقوبة، فلا يجوز أكلها، بل يرمى بها، وكذا إن وجد بداخلها قطعة حديد أو مسمار فلا تصح، كما يشترط في السكاكين الخاصة بالذبح أن تكون حادة غير “مثلومة”؛ لأن الذبيحة حيوان أبكم فلا يجوز تعذيبه ويتوجب على “العيلوم” الذي يتولى الذبح أن يكون أكثر تديناً ومواظبة على الصلوات، وأن يكون صاحب خلق رفيع وأمانة وتقوى.
المدرسة العبرية
تهويد لأطفالهم في سن مبكرة
تمسك بالديانة اليهودية وحرص على تهويد أبنائهم في سن مبكرة ذلك مالمسته خلال زيارتي لمدرسة “يعقوب” العبرية الخاصة بأبناء الطائفة اليهودية في منطقة ريدة بمحافظة عمران.
فصلان دراسيان يحيط بهما سور وبوابة حديدية، مدون عليها بالعبرية لفظ “شالوم” وتعني"مرحباً" كل شيء فيها يوحي بالبساطة أربعة مقاعد خشبية موزعة في الفصلين، وكتب عبرية مقدسة يتحلق حولها ما يقارب من 15طفلاً يهودياً تتدلى “الزنانير” على خدودهم والتي يحرص آباؤهم على إطلاق خصلات شعرها منذ السنة الأولى لطفولتهم، لتلازمهم حتى الوفاة، كدلالة خارجية على يهوديتهم.
تعاليم ديانتهم
معلم يهودي طاعن في السن، وإلى جانبه شابان في ريعان شبابهما يتولى ثلاثتهم تنشئة أبناء الطائفة اليهودية على تعاليم ديانتهم.. لا يعنيهم التدرج في الفصول الدراسية للالتحاق بالتعليم الجامعي، فكل همّ آبائهم ومعلميهم، تهويدهم مبكراً، وتعريفهم بأكبر قدر ممكن من تعاليم الديانة اليهودية، فلم يسبق لأي يهودي أن التحق بإحدى الجامعات اليمنية.
المدرسة الوحيدة
إنها المدرسة العبرية الوحيدة لأبناء الطائفة اليهودية، يديرها الحاخام سليمان بن يعقوب، والذي يشرح تفاصيل العملية التعليمية بقوله: لقد عملت على إنشاء مدرسة يعقوب العبرية في العام 2002م، وذلك بتمويل من أحد اليهود الخيرين في أمريكا، وهي المدرسة العبرية الوحيدة اليوم، وقبلها كانت توجد مدرسة “الشبزي” في سوق مدينة ريدة على مقربة منا، والتي أسسها فايز الجرادي في العام 1999م، وكان قد حصل على ختم من الحكومة (يقصد ترخيصا من وزارة التربية والتعليم) إلا أن المدرسة أغلقت العام الماضي لهجرة مديرها إلى أمريكا.
تعليم متأخر
وعن طبيعة المناهج التي تدرس في مدرسة يعقوب العبرية يقول مديرها الحاخام سليمان: ندرس "دين يهودي" باللغة العبرية، التوراة، وبقية كتبنا المقدسة، وأدخلنا في الفترة الأخيرة مناهج علمية، كالرياضيات، والعلوم. وبشأن تعليم الفتيات يوضح: لم نهتم بتعليم الأبناء إلا في الفترة الأخيرة، فقد كان الكنيس والمنزل هو كل شيء حتى سافرت إلى أمريكا وبريطانيا، فأدركت أهمية التعليم فأنشأت المدرسة، كما قمت بتعليم بناتي، والآن يعلّمن بنات الطائفة اليهودية.
مدخل اللغة العربية
ويرى اليهود في المناهج التي تدرس في المدارس الحكومية، أنها لا تخدم الأهداف الخاصة بهم، ولا تتماشى مع معتقداتهم؛ لذا انصب اهتمامهم بعلوم الدين اليهودي، الذي يشمل العقيدة والأحكام الشرعية والسلوكيات اليهودية في الحياة اليومية، وكذا كتب التاريخ اليهودي، وأنبياء بني إسرائيل. أما تدريس اللغة العربية في مدرسة يعقوب العبرية، فتقتصر على المدخل والقواعد الأساسية في القراءة والكتابة.
رواتب المعلمين
يتقاضى المعلمون في المدرسة العبرية راتب عشرين ألف ريال يمني بحسب ما أفصح عنه أحدهم، والذي أشار إلى أن الرواتب الشهرية، ورغم ضآلة المبلغ إلا أن التعليم في المدرسة منتظم طوال أيام الأسبوع، عدا السبت وبفترتين صباحية ومسائية، ومواظبة وحضور وجدية من قبل المعلمين والطلاب.
معايير خاصة
يحظى المعلم اليهودي باحترام وتقدير خاص من قبل تلاميذه، كما أن معيار اختيار المعلم في المدرسة اليهودية هو الإلمام بعلوم الدين اليهودي، وفي هذا يقول مدير المدرسة: الخطأ في العلوم الدينية غير مقبول، ويعد ذنباً يحاسب عليه صاحبه فلا نرضى بأن يعلم أبناءنا من لا علم له بعلوم الدين اليهودي؛ لأن الخطأ إذا انطبع في عقل الطفل يصعب تلافيه؛ ولهذا نختار لهذه المهنة من نثق في دينه وعلمه.
عزوف عن المدارس العامة
لم يسبق لأي من يهود اليمن أن التحق بمدرسة حكومية، عدا واحد حكى عنه طلاب المدرسة العبرية، كان ينتظم في الفصل بمدرسة حكومية في مدينة ريدة حتى يحين موعد حصة التربية الإسلامية، ويغادر الفصل، وواصل تعليمه في المدرسة حتى الصف الثالث الإعدادي، وبعدها سافر مع والده إلى بريطانيا.. لايوجد يهودي من أصل يمني ملتحق بالتعليم العالي في الخارج، والسبب - كما يقول مدير المدرسة-: لم نهتم بتعليم أبنائنا إلا في السنوات الأخيرة، والذين يهاجرون منا يلحقون أبناءهم في بلدان المهجر من الصف الأول حتى وإن كانوا متقدمين في السن قليلاً؛ حتى لا يحرموا من التعليم كما حرم آباؤهم.
الدولة تشجع تعليمنا
ويختتم مدير المدرسة العبرية حديثه: الدولة ليست مقصرة معنا في شيء، ولكن التقصير من عندنا؛ لأننا لم نهتم بأنفسنا وتعليم أطفالنا وتنظيم أوضاعنا إلا في الفترة الأخيرة. أما الدولة فقد عملت على تشجيعنا على تعليم أبنائنا، وأبدت استعدادها لتذليل كافة الصعاب، ورئيس الجمهورية أهدانا باصا لنقل طلاب المدرسة، كما قدمت لنا الحكومة مقاعد دراسية والرئيس حفظه الله مانقول فيه إلا كل خير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.