في أقل من أسبوعين لقي شابان بمحافظة ذمار وبالذات في مديرية عنس حتفهما في حادثتين منفصلتين وبالرغم من مأساوية الحادثة الثانية التي حصدت حياة شاب عشريني إثر اختراق طلقة نارية رأسه المتطلع إلى غدٍ وعمر مديد إلا أن الواقعة كانت شبه مألوفة لأنها نبعت من خلفية وبواعث ثأرات قبلية اشتهرت بها أكثر مديريات ومناطق المحافظة وما يلفت النظر هو سيناريوهات الواقعة الأولى التي سبقت هذه الثانية بعدة أيام سواءً في الدوافع أو ما يمكن تسميته مجازاً أداة الجريمة. إن كان هناك ما يسمى “أداة جريمة”. ولمن أراد أن يطلع على تفاصيل هذه الحادثة فما عليه إلا أن يلقي نظرة على السطور القادمة. كانت “ فاطمة” تزاول مهنتها كعاملة تنظيف “فراشة” في قسم شرطة بيت الكوماني بمديرية عنس 15 كم تقريباً إلى الجنوب من مدينة ذمار وبعد أن أكملت مهمتها جمعت بقايا التنظيف وخرجت به خارج المبنى الأمني القائم على تلة صغيرة مطلة من جهة الجنوب على الخط الإسفلتي “ طريق صنعاء تعز” وفي مكان قصي قريب من بعض زوايا السور ألقت حفنة التنظيف المعروفة في اللهجة الشعبية “ الكنس” فلمحها أحد أطفال المنزل القريب الذي سارع إلى إبلاغ والدته عن موضع رمي القمامة من قبل عاملة نظافة القسم الذي كان منزلها قريباً من هذا المكان ويبدو أن عملية إلقاء بقايا التنظيف قد تكررت في هذا الموضع بالذات مما أثار حفيظة أهالي المنزل المجاور وفي مقدمتهم ربة المنزل التي حثت أطفالها على ترصد من يلقي بهذه القمامة التي تثير الروائح الكريهة وتجلب الذبابة والحشرات الضارة ويشوه المدخل المؤدي إلى باب البيت. مزيداَ من التفاصيل