تختتم فرقة الإبداع بعدن اليوم المعرض التشكيلي الثاني لجماعة (حوار الرؤية) والذي شارك فيه عشرة فنانين تشكيليين واستمر لمدة خمسة أيام. (إبداع) حضرت المعرض الذي أقيم في قاعة فندق فينسيا في جزيرة العمال، والتقت بعدد من الفنانين المشاركين، بدءاً من الفنان وائل ياسين الذي كان أحد ضيوف صفحات (إبداع) وإحدى حالات الإبداع فيها، الذي تحدث قائلاً: تقيم المعرض فرقة الإبداع الفنية بالتنسيق مع جماعة حوار الرؤية التي تضم نخبة من الرسامين في محافظة عدن. تلاقح وتشجيع وأشار وائل إلى إن هناك عشرة مشاركين في المعرض من الرسامين ذوي الخبرة ومن الرسامين المبتدئين الذي يمثل المعرض بالنسبة لهم أولى المشاركات الفنية، مؤكداً إن مشاركة الفنانين المتمرسين مع زملائهم من المبتدئين يمثل دعم وتشجيع للفنانين الأصغر سناً، بالإضافة إلى إن ذلك يشكل تلاقح وتعلم وتبادل للخبرات بين هذه المجموعة من المشاركين في المعرض. مؤكداً نجاح المعرض نسبة كبيرة خاصةً مع دعم قيادات المحافظة للمعرض وزيارة عدد من الشخصيات التجارية والأكاديمية والاجتماعية كسيدات الأعمال في عدن، ورئيس جامعة عدن الدكتور عبد العزيز بن حبتور، ودعمهم للشباب المبدع باقتناء عدد من لوحاتهم التشكيلية تشجيعاً لمسيرتهم الفنية. حوار الرؤية؟؟! من المواضيع التي شغلتنا ولفتت انتباهنا منذ الوهلة الأولى في المعرض هو تسمية جماعة الفنانين المشاركين في المعرض ب (جماعة حوار الرؤية)، الفنان الشاب محمد نسار حسن أزال عنا هذا الإشكال بالإشارة إلى إن اسم الجماعة كان مقصوداً، ولم يكن مصادفة. مستطرداً: فالاسم هو عبارة عن دعوة الجمهور وعشاق الفن التشكيلي للتحاور مع اللوحات التي نرسمها أو يرسمها أعضاء الجماعة، مشيراً إلى إن الأدباء يمكن أن يتحاوروا بالكتابة، كما إن الشعراء يتحاورون عن طريق اختيار أفضل الكلمات والمصطلحات ونظمها في سياق موسيقي لمخاطبة الآخر، بينما نحن في الجماعة نسعى لحوار الآخرين عن طريق رؤيتنا الخاصة التي تتضمنها اللوحات التي نرسمها، سواءً كان هذا الآخر رساماً زميلاً أو جمهوراً متذوقاً. في عمق التشكيل ويتحدث محمد نسار عن المعرض بالتأكيد إن المشاركة المتنوعة بين الرسامين ذوي الخبرة وآخرين مبتدئين يمثل فرصة لتشجيع المواهب الصاعدة والأخذ بيدها لصقل إبداعاتها، مشيراً غلى ميله للرسم طبقاً للمدرستين الواقعية والتجريدية، مؤكداً عشقه لرسم الواقع والمناظر الطبيعية خاصةً البحار نظراً للون البحر الشفاف المائي. ويتأثر التشكيلي الشاب بالإضافة إلى ما سبق بالمدرسة الانطباعية الذي يمثلها الهولندي فان جوخ رائد الانطباعية التشكيلية، وقال: لفان جوخ قصة حياة عصامية تأثرت بها كما تأثرت بلوحاته ورسوماته. معاناة التشكيل الأزلية وحول أهم المشاكل التي يعاني منها الفنانون التشكيليين قال نسار إن نظرة المجتمع للفن التشكيلي، وغياب الوعي بمغزى ومعاني الرسومات يسبب في بعض الأحيان احباطاً للتشكيليين خاصةً مع غياب الثقافة التشكيلية، إلا إن مثل هذه المعارض واستمرارها من شأنها أن تشجع الفنانين وتسهم في إحداث ثقافة فنية وتشكيلية. مشاركة أولى الإعلامية والمذيعة في إذاعة عدن سحر صقران شاركت في المعرض بدعوة من التشكيلي وائل ياسين بحسب ما أكدت ذلك، حيث قالت: هذه أول مشاركة لي كمعرض بهذا المستوى، ونظراً لإعجابي بالفن التشكيلي عموماً تعرفت على مجموعة من الفنانين كوائل ياسين الذي ضغط علي وساعدني على المشاركة عندما لاحظ وجود موهبة رسمية عندي، ولم أتوقع أن يكون هناك قبول على لوحاتي، وإن شاء الله سأستمر مستقبلاً لكن بشكل خفيف لأن الرسم يحتاج إلى وقت وجهد وأنا لا أحب الاستعجال، وفي نفس الوقت استمتع بوقتي ومع زملاء أعزاء. واحدية الأفكار وبمناسبة كون الفنانة سحر أديبة وقاصة بالإضافة إلى كونها إعلامية وتشكيلية (حديثاً) فقد بادرناها بسؤال عن الفروق بين الفن التشكيلي والقصة والأدب حيث قالت: يمكن لا يكون هناك أي فرق إذا الشخص هو نفسه أو عن الحالة الإبداعية واحدة بين الأديب والتشكيلي، ولتبسيط قولها ذاك أشارت إلى إنها تكتب مثلاً قصص عن معاناة ذاتية تهتم بها بتفاصيل الأحداث وجزئيات الأمور، وهو نفس ما تقوم به عندما ترسم فهي ترسم تفاصيل دقيقة وتركز عليها لتظهر بشكل أكثر وضوحاً من جوانب أخرى، وبحسبها فإن ذلك التميز في لوحاتها هو ما جعل الإقبال عليها كبيراً في المعرض. وكأنها تريد أن تقول أن لا فرق بين الحالة الإبداعية ما دامت أسباب الإبداع واحدة، فالأفكار أيضاً تنطلق من التشكيلي ومن الفنان والقاص والروائي بشكل موحد. كلمات أو الوان = أفكار وتدلو المبدعة صقران بدلوها حول ضعف الاقبال على الفن التشكيلي في اليمن بقولها: كما في أي مجتمع يوجد شرائح متفهمة وتتقبل وأخرى لا تتقبل، فاللوحة لا يوجد فيها كلما ولكنها تقوم على الألوان، وهنا تكمن المعضلة حيث نادراً ما نجد من يقرأ الألوان، بعكس الكلمات التي نجد من يقرأها ويستوعبها، رغم إن مصدر الكلمة أو اللوحة واحد هو ضوء الأفكار وتوجهها وحتى الموسيقى فهي عبارة عن أفكار مثل اللوحة والقصة مثلاً لكن تختلف الأساليب التي تقرأ وتستوعب من خلالها هذه الكلمات. دعوة وأشارت الإعلامية والأديبة سحر إن رسالتها المتمثلة في لوحاتها المشاركة في المعارض تتحدث عن تقديم دعوة لأمسك بيد الآخرين وأرشدهم للدخول إلى غرفة عقلي كي يروا مقتبسات من أفكاري.