في إطار التحضيرات والاستعدادات التي تجربها مختلف أجهزة الدولة للوصول إلى يوم الاقتراع في ال21 من شهر فبراير الجاري لانتخاب المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً لليمن للعامين القادمين بشكل ديمقراطي وسلمي دشنت الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية برنامج التوعية الأمنية الخاصة بالانتخابات الرئاسية المبكرة والذي يهدف على مدى أسبوع كامل إلى توعية مختلف رجال الأمن والشرطة في مختلف محافظات الجمهورية بأهمية أجراء الانتخابات الرئاسية في أجواء آمنة ومستقرة لنقل السلطة في اليمن بأسلوب ديمقراطي وسلمي لضمان عبور البلد النفق المظلم الذي كاد يؤدي إلى انهيار مختلف مقومات الحياة في اليمن.. «الجمهورية» حضرت حفل افتتاح التدشين وأجرت اللقاءات التالية: توفير مناخات ملائمة البداية كانت مع اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان وزير الداخلية والذي ألقى كلمة بالمناسبة أكد خلالها أهمية الانتخابات الرئاسية المبكرة ودور رجال الشرطة فيها وقال: إن الجميع وصل إلى مرحلة الهدوء والوفاق والتوافق وذلك بعد متاعب جمة تحملها مختلف فئات المجتمع اليمني نتيجة لتداعيات الأزمة السياسية التي كانت موجودة وظهور ثورة الشباب في ساحات التغيير، بالإضافة إلى الانشقاق الذي حدث في الجيش، كل ذلك كاد يحدث حرباً أهلية مدمرة، لكن بحمد الله سبحانه وتعالى وبرحمته العظيمة وبفضل حكمة السياسيين وبتعاون الأشقاء والأصدقاء استطاع اليمنيون نزع فتيل الحرب الأهلية المدمرة من خلال المبادرة الخليجية والتوافق عليها، هذه المبادرة التي أجمع المجتمع الدولي بأنها تمثل المخرج السليم والآمن للأزمة في اليمن، بعد ذلك دخل الجميع مرحلة تنفيذ هذه المبادرة ابتداءً بتشكيل حكومة الوفاق الوطني وتشكيل اللجنة العسكرية التي أزالت العديد من المظاهر المسلحة.. وها نحن اليوم نستعد للوصول إلى يوم ال21 من فبراير للذهاب في اليوم العظيم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس التوافقي المشير الركن عبدربه منصور هادي بأسلوب ديمقراطي وسلمي وحضاري. وقال: لهذا علينا جميعاً التفاعل مع الانتخابات الرئاسية المبكرة بكل صدق حباً ودعماً لليمن ولمستقبل اليمن، وفي هذا الصدد على رجال الأمن العمل بروح الفريق الواحد لتوفير الأجواء والمناخات الملائمة لإجراء هذه الانتخابات في مناخات يسودها الأمن والاستقرار والطمأنينة في مختلف الدوائر الانتخابية بمختلف محافظات الجمهورية. وأكد اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان وزير الداخلية أن رجال الشرطة والأمن يقع على عواتقهم عبء ثقيل لكنهم سيكونون عند مستوى المسئولية الملقاة على عواتقهم لنجاح العملية الانتخابية. مشيراً إلى أن الرئيس التوافقي ستكون لديه قوة شعبية كبيرة، الأمر الذي سيمكنه من تحقيق مطالب الشباب والشعب اليمني في البناء والتطور والتقدم والمواطنة المتساوية والدولة المدنية الحديثة، كما أنه من حق المواطن أن يرفع صوته في وجه الرئيس التوافقي إذا ما أخل بواجباته الدستورية والقانونية. مؤكداً أن زمن الاختلالات قد انتهى وأن الجهود والأفكار والسواعد تتجه اليوم نحو البناء والتطور من أجل مصلحة الوطن ومن أجل مصلحة جميع أبنائه بعيداً عن المصالح الشخصية الضيقة. وقال: ولذلك سنتجه جميعاً يوم ال«21» من الشهر الجاري إلى صناديق الاقتراع للمشاركة السلمية في ترسيخ النهج الديمقراطي والانتقال السلمي للسلطة التي نؤسسها اليوم لأننا بالتأكيد سنكون في حاجتها غداً ولهذا واثقون كل الثقة بأن رجال الشرطة والأمن سيكونون عند مستوى المسئولية لتأسيس العملية الديمقراطية رغم تعرضهم للمخاطر العديدة التي تهون من أجل اليمن ومستقبله وعزته وكرامته. تغيير وليس انقلاباً بعد ذلك التقينا الأستاذ هشام علي بن علي وكيل وزارة الثقافة والذي تحدث عن العملية الانتخابية ومن يدعون إلى مقاطعتها فقال: الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير الجاري تكمن أهميتها في الاختيار الحر بمعنى أن الشعب اليمني سيتمكن من الاختيار الحر والمناسب لحريته ومساره الجديد، وبالتأكيد هذه الانتخابات لها طابع مختلف على اعتبار أنها انتخابات رئاسية مبكرة وأيضاً هي انتخابات غير تنافسية لعدم وجود مرشحين متنافسين وإنما مرشح توافقي وحيد كما نصت المبادرة الخليجية.. وهذه الانتخابات هي اختيار لمرحلة قادمة تحمل شيئاً من التغيير في طبيعة النظام وفي تغيير العملية السياسية في بلادنا، كما أن هذه الانتخابات مرحلة للانتقال نحو مرحلة ديمقراطية جديدة، وبالتأكيد أن هناك أسئلة تثار منها لماذا الانتخابات إذا كانت غير تنافسية..؟ ونجيب على مثل هذه التساؤلات بأن أهم ما يميز هذه الانتخابات أنها تعكس أمراً واحداً وهو أن هذا التغيير ليس انقلاباً وإنما هو اتجاه لتغيير طبيعة الحكم ليس بتغيير الأشخاص وإنما الانتقال من مرحلة إلى مرحلة جديدة يثبت فيها الشعب اليمني قدرته على اختيار مصلحته وحريته واختيار السلام المجتمعي، خاصة أننا كنا العام الماضي على شفا حرب أهلية مدمرة وعنيفة وشرسة ولكننا استطعنا بفضل تعاون الأشقاء والأصدقاء وبفضل وعي وحكمة الشعب اليمني بمختلف أحزابه وفئاته وقبائله وشبابه ونسائه أن يوقف هذه الحرب أو الكارثة.. خاصة أن الحروب هي كوارث وليس فيها فائدة رغم أن هناك من يعتقد أن في الحروب فوائد، غير أن التغيير الذي يأتي على فوهات المدافع والسلاح والرصاص ليس لصالح المجتمع، وقد رأينا الديمقراطية التي جاءت عبر الدبابات في العراق الشقيق والتي أحدثت انقساماً طائفياً ومذهبياً ونحن لا نرغب في ذلك بالرغم أن اليمن مرشحة لمثل هذه التغييرات، غير أن الانتخابات هي الضمانة الأكيدة لعدم حدوث ذلك، لهذا يوم 21 فبراير الجاري هو الضامن لوحدة اليمن وحريته وانتمائه، والمواطن الذي يذهب إلى صناديق الاقتراع في هذا اليوم المجيد هو يذهب لانتخاب اليمن ومستقبل اليمن بعيداً عن آثار ورواسب الماضي وانقساماته وتطلعات البعض فيه، لهذا في يوم 21 فبراير نحن نختار اليمن وليس اختيار رئيس للجمهورية فقط، نختار اليمن والمستقبل الذي نريد. دعوات المقاطعة كما تحدث الأستاذ هشام علي عن دعوات البعض لمقاطعة هذه الانتخابات قائلاً: الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات ليس أول مرة تشهدها، حيث نلاحظ عند كل عملية انتخابية هناك من يدعو للمقاطعة وهذا الاتجاه هو لتحقيق بعض المكاسب السياسية بدرجة أساسية وهناك أكثر من لاعب في المشهد السياسي اليمني، وقبل حوالي أسبوعين كنت متواجداً في القاهرة وخلال زيارتي لها وجدت أن هناك اتجاهاً غالباً استخباراتياً وسياسياً موجهاً نحو اليمن وهناك يمنيون كثر سياسيون متعددون ومختلفون موجودون في مقاهي وفنادق القاهرة ومثلهم في بيروت والكويت والدوحة ولندن وغيرها من المدن العربية والأوروبية وكما نلاحظ أن من هذه الأطراف الموجودين في مثل هذه العواصم من يرغب في عدم استقرار اليمن، لأن البلد بالنسبة لهم سوق رابحة لهم سوق للسلاح وللأفكار السياسية المتطرفة والانشقاقات.. لهذا الرهان على سلامة اليمن وأمنه ووحدته هو مضاد لمثل هذه الاتجاهات، ومع احترامي لكل الأطراف السياسية التي تعمل في الخارج من أجل المعارضة أو غير ذلك، يفترض أن يتم ذلك من داخل اليمن، وأن لا يكون هناك أوصياء على الشعب اليمني، لأننا حالياً نشكو من الوصاية اليمنية والوصاية الأجنبية وهذا لا يناسب اليمن ولا يناسب كرامة الإنسان اليمني وحقه في حق حرية الرأي والاختيار. ويضيف الأستاذ علي قائلاً: ولهذا أحب أن أؤكد أن دعوات المقاطعة ستؤثر على من يدعو لها أكثر ما تؤثر على سير العملية الانتخابية، لأننا كما نعتقد أن الغالبية سوف تصوت لليمن ومن أجل مستقبل اليمن، والحراك الجنوبي ليس له أي مبرر في مقاطعة الانتخابات هو يرى أنه إذا كانت المقاطعة في الجنوب كبيرة فإن ذلك سوف يحرر الجنوب وهذا بالتأكيد تعبير فارغ لأن اليمن موحد كشعب بدرجة أساسية، ولهذا الاتجاهات الجغرافية لا تكون جغرافية أو هوية وطنية فلا يوجد هناك شعب الجنوب أو شعب الشمال ومسألة الجغرافية تحل بإدارة السياسة وليس بالمقاطعة أو غير ذلك. برامج توعوية كما التقينا كذلك بالعقيد الدكتور محمد القاعدي مدير عام العلاقات العامة بوزارة الداخلية والذي تحدث من جانبه عن أهمية الانتخابات الرئاسية قائلاً: لاشك أن اليمنيين بشكل عام ينتظرون يوم 21 فبراير من الشهر الجاري للإدلاء بأصواتهم وسيكون هذا اليوم بإذن الله خاتمة خير وإنهاء لهذه الأزمة السياسية التي عصفت بالبلد على مدى عام كامل، وبالتأكيد سيكون رجال الأمن عند مستوى المسئولية من خلال قيامهم بتأمين العملية الانتخابية وتهيئة الجو الملائم لعملية الانتخابات الرئاسية المبكرة، وبإذن الله ستصل بلادنا إلى اتفاق وتوافق وطني، ونحن في وزارة الداخلية سننفذ برامج توعوية مختلفة على مدى أسبوع كامل في مختلف محافظات الجمهورية لتوعية رجال الأمن بأهمية الانتخابات الرئاسية المبكرة في تجاوز آثار وسلبيات الأزمة السياسية، حيث سيتم التركيز على تهيئة الجو الآمن والمستقر للعملية الانتخابية والمشاركة الفاعلة من قبل مختلف رجال الأمن ودفع وحث المواطنين على المشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية التي تمثل المخرج المناسب والأمن من الأزمة السياسية الراهنة، هذه الأزمة التي استطاع اليمنيون بحمد الله تجاوزها بفضل حكمتهم وبتعاون الأشقاء للأصدقاء. القبول بالآخر الدكتور أمين الحذيفي أستاذ القانون الجنائي بجامعة الحديدة قال من جانبه: إن أهمية الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير الجاري تكمن في كونها تمثل عملية انتقال من مرحلة التمزق والتفكك والتناحر والعنف واللا شرعية خاصة بأن الجميع ابتعد عن الديمقراطية إلى مرحلة الأمن والأمان والاستقرار مرحلة التوافق الوطني وبمشرح توافقي هو المشير عبدربه منصور هادي. والهدف من هذه الانتخابات هو كيف يمكن أن نعيد تأهيل المجتمع إلى ما بعد العام 2014م بأن يقبل بالآخر وبالتعددية والأغلبية والديمقراطية والانتخابات الحرة والنزيهة والتنافسية.. وعدم نجاح هذه الانتخابات يعني العودة إلى مرحلة العنف والخراب والدمار والحرب الأهلية، ولله الحمد اليمنيون لا يقبلون بالدمار أو سفك الدماء وقد قبل الجميع بالمرشح التوافقي من أجل اليمن.. وحول دعوات المقاطعة التي يطلقها البعض يقول الدكتور الحديفي: من حق أي شخص أن يذهب إلى صناديق الاقتراع أو يقاطع سلمياً، هذا حق دستوري ولكنه في المقابل سيجد نفسه خارج عن الإجماع، والمقاطعة هي معركة خاسرة بالرغم أنه من حق أي شخص أن يقاطع سلمياً كما ذكرت.