ينذر الوضع البيئي في محافظة تعز بكارثة وشيكة تهدد سكان المدينة بسبب انتشار القمامة وتراكمها في كل شوارع المدينة علاوة عن مجاري الصرف الصحي التي تفجّرت هي الأخرى في معظم الأحياء, وبالرغم من مساهمة بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية في تنظيف المدينة؛ إلا أن المشكلة سرعان ما تعاود إلى الواجهة بسبب إضراب عمال النظافة عن العمل, الأمر الذي يتطلب حلولاً جذرية وطويلة المدى وتتمثل هذه الحلول بتسوية أوضاع هؤلاء العمال وإعطائهم حقوقهم كاملة غير منقوصة. يكشف سامي طاهر النجار, رئيس منظمة كل الشباب وأحد المدافعين عن قضية السود في اليمن بعض الأسباب التي دفعت بعمال النظافة إلى الإضراب ومن ذلك عدم وفاء محافظ المحافظة حمود الصوفي بالوعد الذي قطعه لهم والمتمثل بتوظيفهم رسمياً ابتداءً من بداية العام الجاري، وبالرغم من مضي 3 أشهر؛ فإن الوعد لم ينفذ باستثناء التسجيل وتعبئة استمارات الخدمة المدنية.. ينوّه النجار إلى أن العمال كانوا قد حذروا من معاودة الإضراب في حالة عدم الاستجابة لمطلبهم. يضيف سامي في معرض حديثه ل«الجمهورية» إن عمال النظافة والذي مضى على بعضهم أكثر من عشرين عاماً بالأجر اليومي كان بمقدورهم الصبر لبضعة أشهر أخرى لو تم تنفيذ البند الثاني من الاتفاق والمتمثل بزيادة رواتبهم من 25 ألف ريال إلى 32 ألف ريال ابتداء من شهر يناير؛ ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث. يردف النجار: وبالرغم من محدودية الراتب فإنه لا يسلم من الاستقطاع الذي يذهب لجيوب (المشرفين, مسئول الدائرة, المراقبين) وبالتالي يتقلص الراتب إلى 15 ألف ريال وقد يقل عن ذلك. ومن الأسباب التي أدّت إلى تذمر عمال النظافة كما يوضح النجار أيضاً هيكلة النقابة السابقة التي كانت تتابع حقوقهم واستبدالها بأخرى دون الرجوع إلى الجمعية العمومية للنقابات, حيث اكتفت النقابة المشكلة بتصريحات من صنعاء تمت بتوصيات من السلطة المحلية في المحافظة الأمر الذي دفع بالعاملين للمطالبة بإجراء انتخابات شفافة وعبر الصندوق.. يكشف رئيس منظمة كل الشباب ل«الجمهورية» أن إجمالي الموظفين في النظافة يبلغ عددهم 1100 عامل, وهو رقم حقيقي بالإضافة إلى 350 عاملاً وهمياً يتم تقاسم مرتباتهم بين العديد من الجهات المسئولة في المحافظة من خلال نسبة معينة تعطى للجهات المسئولة عن صرف الرواتب. من جانب آخر يعزو مدير مشروع النظافة في المحافظة عبدالجليل الحميري انتشار القمامة في تعز إلى إضراب عمال النظافة عن العمل لأسباب تتعلق بالمستحقات المالية والمطالبة بزيادتها بالإضافة إلى مقتل أحدهم وأيضاً نهب المعدات الخاصة بالمشروع. ينوّه الحميري إلى أن الإضراب استمر لمدة أسبوع فقط، وابتداءً من أمس باشر عمال النظافة بتأدية أعمالهم لاسيما بعد أن استلموا مرتباتهم الثلاثاء الماضي, منوهاً إلى أن مهامهم تكمن في الرقابة الميدانية كون المستحقات المالية تتم عبر صندوق النظافة والتحسين. وأوضح مدير المشروع أن عملية رفع القمامة بعد تراكمها قد تستغرق عدة أيام في المحافظة, مرجعاً الأسباب إلى قيام مسلحين بمصادرة 8 سيارات خاصة بنقل القمامة علاوة عن وجود 13 سيارة أخرى بحاجة إلى صيانة, وإذا توافرت أي من هذه المركبات سواء المنهوبة أم تم إصلاح المتوقفة فإن عملية تنظيف المدينة لن تستغرق 3 أيام.