منذ الأزل ونحن اليمنيين نجيد فن «الرحيل و الترحال» بلا توقف.. وما من مكان حل فيه الأجداد إلا وتركوا أثراً خالداً يحكي للأجيال المتلاحقة براعة ما صنعوا.. ظلت تلك الصفة لصيقة «بنا» كابراً عن كابر حتى وقتنا الراهن؛ لتأتي «الحدود المصطنعة والجدران الفاصلة» لتحُد منها.. «أنى لها ذلك؟» هذا ما تؤكده الأحداث والوقائع المتتابعة، فقد أثقلت الظروف القاهرة كاهل كثيرين، ورفع الجميع شعار «غُربة.. غُربة.. ولو تهريب» ظُلم القلاع أن تُهرب السلع من مكان لآخر بدواعي الخوف من الضرائب أو القوانين المعقدة أو لأي سبب آخر، شيء بديهي ومُعتاد وينتشر في كل بلدان الله، كما أن المتاجرة بأجساد بشرية «الرقيق» هو الآخر أقل حضوراً وينتشر في بعض البلدان؛ لكن أن يهرب الإنسان نفسه وبمحض إرادته فهذا «أمر عجيب!!» لا يحدث إلا في «اليمن»!. - إنها بلادي المسحوقة.. حيث يزداد الغني غنى والفقير فقراً، وهكذا دواليك.. ففي الوقت الذي نرى فيه قصوراً واسعة وبروجاً شاهقة، وقلاعاً متكئة على قمم الجبال، تتعالى وتتسع مطامع أصحابها في سبيل الحصول على وادي الذهب الآخر، نجد في الجانب الثاني أصحاب الأكواخ البسطاء قد هدهم الفقر، ينكمشون وتختنق أمانيهم، وتتراجع أحلامهم، ف «من ينصف الأكواخ من ظُلم القلاع». مزيداً من التفاصيل الصفحات اكروبات ( 1 ) ( 2 )