غطّت الأدخنة سماء مدينة الحديدة ما أثار الرعب في نفوس المواطنين الذين هرعوا إلى المكان الذي انبعثت منه الأذخنة الناجمة عن التهام النيران مخازن “البداية والنهاية” في الحي التجاري بسبب حريق هائل شبّ في المكان, وقد شوهدت انفجارات من الدور الثاني للمخازن التي احتوت على مبيدات حشرية؛ بينما الدور الأول احتوى على مواد غذائية قدّرت خسائرها بأكثر من خمسين مليون ريال. سيارات الإطفاء لم تتمكّن من إخماد الحريق الذي استمر من الساعة الحادية عشرة وحتى الرابعة عصراً, وتم الاستعانة بإطفاء المطار وإخوان ثابت. وفي هذه الأثناء تفقّد حسن هيج, الأمين العام للمجلس المحلّي للمحافظة مكان الكارثة, واستمع من بعض التجار عن مسبّبات الحادث, مشيرين إلى أن المسؤولية تقع على قيادات السلطة المحلية في المحافظة والمدير السابق لصندوق النظافة, وذلك لعدم تجاوبهم مع شكاوى التجار المتكرّرة من خطورة الحوش المجاور للمحلات التجارية نتيجة وجود مخلّفات سامة وخطيرة قابلة للاشتعال في ذلك الحوش, مؤكدين أنهم سبق لهم أن وجّهوا رسالة في العاشر من شهر ابريل الماضي إلى المحافظ بأن الحوش توجد فيه مخلّفات سامة وخطيرة قابلة للاشتعال في أية لحظة؛ إلا أن المحافظ حينها وجّه الأشغال والنظافة برفع تقرير عن الحوش ولم يوجّه برفع المخلّفات التي تسبّبت يوم أمس بالحريق الهائل الذي التهم مخازن “البداية والنهاية” وتضرّرت منه كذلك الواجهة الأمامية لمبنى صندوق النظافة السابق.. وعقب الرسالة بعد خمسة أيام وجّهوا رسالة أخرى حذّروا من نفس ما حذّر منه التجار؛ إلا أن التهاون وعدم الشعور بالمسؤولية نجمت عنهما تلك الكارثة, وقد هدّد المتضرّرون بمقاضاة المحافظ وتحميل صندوق النظافة المسؤولية وتعويضهم عن الأضرار.