لم تكن ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة لحظة عابرة من تاريخنا المعاصر أو نتيجة طبيعية للتحولات الإقليمية التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية كما يتصورها البعض بل كانت امتدادا تاريخيا لإرادة الشعب اليمني التواق إلى الحرية والتغيير والإنعتاق وهدفا ساميا سعى الشعب لتحقيقه منذ أن انفصل الحكم عنه وتلغمت الحياة بمشاريع اللاعصر، وصار حبيس ثقافة تقليدية تؤكد الجهل وتعزز التبعية. ومما لاشك فيه أن الثورة السبتمبرية قد واجهت الكثير من التحديات والمؤامرات الداخلية والخارجية فكانت كمن يمر في حقل ألغام لكنها ورغم كل ما أحيك لها من مكائد وما أزجيت نحوها من سحب الحرب وطبول الاقتتال ، فقد ظلت محتفظة بجذوتها متقدة حتى في أصعب الظروف وأحلك الملمات ، ولعل من أدق وأحرج اللحظات التي مرت على الثورة السبتمبرية حصار السبعين يوما للعاصمة صنعاء و السبع سنوات لمدينة حجة . فمثلما مثّل الحصار الأول اختبارا صعبا للثورة ونظامها الجمهوري الوليد في الصمود والاستبسال واكتشاف قدرات الثوار الذاتية والمحلية ، مثّل الحصار الآخر اختبارا أصعب لمدى قابلية اليمنيين للثورة ومشروعها الذي جاءت به وحرب استنزاف عسكرية ونفسية طويلة الأمد لقوات الرجعية التي كانت تعرف جيدا معنى وقوف مدينه حجة في صف الثورة . مزيداً من التفاصيل الصفحة اكروبات ( 1 ) ( 2 )