يستقبل مركز الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك بعدن هذه الأيام بالتنسيق مع الجهات الطبية الفريق الطبي الجراحي الألماني وذلك لإجراء العمليات الجراحية المجانية للمرضى المتقدمين للمركز من كل محافظات الجمهورية، (الجمهورية) التقت بالدكتورة/ أحلام هبة الله علي مديرة مركز الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك في جامعة عدن واختصاصية تقويم أسنان وأجرت معها الحوار التالي.. فعاليات المركز يقوم بفعاليات مستمرة وهذه هي المرة الثامنة على التوالي الذي يحضر فيها فريق طبي جراحي ألماني إلى اليمن وذلك لإجراء عمليات مجانية لأطفال الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك، حيث نحن في المركز نقوم بالتنسيق لتواجدهم داخل جامعة عدن التي تدعم هذا الموضوع لأن المركز تابع لها ولأنه عبارة عن مركز علاجي بحثي علمي تدريبي كما يعتبر أحد نوافذ الجامعة على المجتمع نفسه. - المركز لديه لائحة داخلية تنظيمية يقدم خدمات مجانية للمرضى، حيث إن جامعة عدن تستقبل الفريق الطبي الجراحي الألماني منذ عام 2005م وتجري العمليات منذ ذلك الحين في مستشفى الجمهورية العام النموذجي. وأوضحت: إن مرضى الشفة الارنبية وقبة الحنك هم أطفال يعانون من شق في الشفاه وشق في سقف الحلق (قبة الحنك) وهذا الشق قد يكون ملتصقا على الشفاه وقد يكون متواصلا إلى حد شق الحنك الذي يدعى (سقف الحلق الرخو)، ومشكلة هؤلاء المرضى هو أنهم بحاجة إلى عمليات كثيرة قد تصل إلى (4-5) عمليات للطفل الواحد، وذلك لأن هذه العمليات (الشق) فيها لا يقفل بنفس الوقت حيث نراعي دائماً نمو الفك عند هؤلاء الأطفال. - وأضافت: فإذا قمنا بإقفال هذا الشق (مرة واحدة) سيؤثر على نمو الفك نفسه وذلك نتيجة للخلايا التي تتكون بعد العملية (خلايا الشد) حيث تقوم بعملية شد للفك ولا تسمح له أن ينمو بشكل طبيعي وبالتالي تحصل اختلالات في عملية الإطباق عندما يكبر الطفل، ويكون بحاجة إلى عملية ثانية، إلى جانب العمليات التي تحصل عليها أثناء إغلاق الشق وهذه مشكلة كبيرة تواجهنا. وأضافت: نقوم بعملية إغلاق الشفة في عمر (6) أشهر وعملية شق الحنك الرخو نقوم بها في عمر (9) أشهر، أما عملية شق الحنك الصلب فنغلقه في عمر سنتين بينما في عمر (12) سنة نقوم بإغلاق بقايا الشق الذي هو موجود في الفك نفسه وذلك بإضافة عظم يؤخذ من مناطق مختلفة من جسم الإنسان، هذا بالإضافة إلى العمليات التجميلية التي نقوم بها في حالة عدم التصاق الأنف أو عدم رجوعه لموضعه الصحيح. وأضافت: طبعاً قليلون هم الذين لديهم الإمكانيات الكافية لدفع المبالغ الهائلة لإجراء مثل هذه العمليات خارج المركز. مميزات وقالت: إنه يقوم باتباع استراتيجية محددة وتقديم علاج مترابط ومتكامل للأطفال (إعادة تأهيل)، كما تقدم لهم الخدمة من أول يوم من الولادة حيث يأتي إلينا الأطفال المشقوقون ونحن بدورنا نقوم بأخذ الطبعات (المقاس) حق الفتحة وذلك لعمل الصفيحة الإكليلية أو (السدادة) لهم والتي هي عبارة عن صفيحة من الإكليل تشبه (أطقم الأسنان) حيث يستخدمها الطفل بشكل موقت كي تسد الفتحة الموجودة في شق الحلق؛ وذلك ليتمكن من الرضاعة، أما الوظيفة الثانية لهذه السدادة هي أنها تقوم بتنظيم عملية التنفس لدى الأطفال، والوظيفة الثالثة هي أنها تقوم بتصغير فتحة الشق وتسمح بالنمو الطبيعي عند الأطفال. - بعد عمل السدادة للطفل نقوم بتقديم النصائح والإرشادات اللازمة للأم بكيفية التعامل مع وليدها أثناء عملية الرضاعة، وذلك لأن هذا الطفل يكون بحاجة إلى اهتمام خاص غير باقي الأطفال العاديين، وهذا من خلال مضاعفة فترات الرضاعة والأكل، كما إن طريقة الرضاعة لهذا الطفل تختلف عن طريقة الرضاعة بالنسبة للطفل العادي، بالإضافة إلى ضرورة المتابعة الشهرية له. وأضافت: تبقى السدادة في الطفل لغاية سن (9) أشهر ومن ثم نقوم بعملية شق الحنك الرخو. - وأهم شيء يعاني منه المريض نتيجة هذا الشق هو أن مخارج الألفاظ لديه تكون غير واضحة وخصوصاً في بعض الأحرف مثل (الكاف والميم واللام) وهذا التحدي الذي نعاني منه باستمرار في المركز وذلك لعدم وجود اختصاصي في مخارج الألفاظ، علماً بأن في المراكز العالمية بعد إجراء العملية للطفل يحول إلى اختصاصي في النطق ومخارج الألفاظ وذلك كي يتمرن على كيفية الكلام والنطق بشكل صحيح وواضح، بالإضافة إلى كيفية استخدام عضلات الفم المسئولة عن الكلام الموجود في شق الحنك الرخو الذي نقوم بإغلاقه في عمر (9) أشهر، وأضافت: لهذا لابد أن تكون العملية مضبوطة كي تترابط العضلات مع بعضها البعض وتؤدي وظيفتها بشكل صحيح. ما حققه المركز وقالت: حقق المركز إلى الآن أمورا كثيرة، منها الوعي الحاصل بين المواطنين بخصوص هذا الموضوع وكذا الاهتمام الكبير من قبل أولياء أمور هؤلاء الأطفال، واستطردت قائلة: إن العمليات المقدمة (مجانية) والمخيم سيكون لمدة (5) أيام في عدن ومن ثم سينتقل إلى مدينة حضرموت، طبعاً المركز يستقبل كل الحالات ومن جميع مناطق الجمهورية، علماً بأن المركز هو الأول من نوعه في الوطن العربي، ونتيجة هذا التشوه يعود إلى أسباب وراثية تصل إلى نسبة (40 %) تقريباً، حيث يوجد لدينا بحث نقوم به في المركز وصلت نسبة الأطفال المصابين بالشفة الأرنبية وشق قبة الحنك إلى (48 %) وذلك نتيجة (زواج الأقارب). وأضافت: طبعاً توجد لدينا توجهات في المركز حول هذا الموضوع وهي توعية الناس بمخاطر ومساوئ زواج الأقارب، وكذا طرق الوقاية من مرض الشفة الأرنبية وليس حلا نهائيا له، حيث ينصح باستخدام (فيتامين الفوليك أسيد)، علماً بأن اليمن تحتل المرتبة الثانية بعد السعودية من حيث زواج الأقارب ومن ثم تأتي السودان وقطر. وقالت: إن السعودية قدمت حلولا وطرقا حضارية لهذا الموضوع وهو من خلال إخضاع الأقارب المتقدمين للزواج لعملية الفحص المبكر (فحص ما قبل الزواج). نلاحظ في المركز بأن أعداد المتقدمين للعلاج تتزايد، فالسؤال الذي يطرح نفسه.. هل هذا التزايد يعود لانتشار الوعي بين الناس أم نتيجة زيادة نسبة الزواج بين الأقارب؟ واستطردت قائلة: طبعاً نحن في المركز نقبل كل الأعمار حيث وصلت عدد الحالات المتقدمة إلى الآن (120) حالة جديدة، بالإضافة إلى حالات المتابعة المستمرة سنوياً، وأضافت: طبعاً الفريق الطبي الألماني الذي سيأتي مكون من (2) جراحين و(2) فنيين وهؤلاء سيعملون بمعية طاقم طبي سعودي، بالإضافة إلى طاقم طبي يمني (طاقم مستشفى الجمهورية) ومن ثم سينتقل الفريق الطبي الجراحي إلى مدينة حضرموت، علماً بأن الاستعدادات تجري على قدم وساق.