اعتبر أدباء وفنانون ومثقفون وشخصيات اجتماعية رحيل الفنان والموسيقار اليمني الكبير محمد مرشد ناجي خسارة كبيرة للساحة الفنية والغنائية والإبداعية اليمنية نظراً لما استطاع أن يحققه من نجاحات كبيرة بتقديمه على مدى ستة عقود للأغنية اليمنية والاسهام الفاعل والمؤثر في تجديدها وتطويرها واخراجها الى آفاق اوسع على مستوى اليمن والجزيرة العربية والخليج ..فضلا عن اسهاماته من خلال الاغنية الوطنية في خدمة قضايا بلاده والارتقاء بدور الفن في خدمة الشعب ...من خلال تجربته المتميزة التي تجلت مدرسة ستظل منهلا ينهل منها الفنانون والمبدعون عبر الاجيال التي لن تنساه حيث غادرنا جسدا ليبقى فينا حيا من خلال عطاءاته التي لن تموت. وأكدوا في أحاديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) مدى تفرد شخصية وتجربة الفقيد الفنان المرشدي وأسلوبه الإبداعي في خدمة الأغنية اليمنية وأثراء الساحة الفنية والغنائية بإبداعات فنية نادرة وإنجازات ضخمة على صعيد الأغنية والقصيدة والبحث والدراسة والتي ستظل بوصلة فنية يهتدي بها كل فنان يريد أن يشق طريقا في مسيرته الإبداعية .. منوهين بإسهامات المرشدي مطربا وملحنا وباحثا ومؤرخا ومناضلا استطاع ان يقدم لليمن والجزيرة والخليج فنا راقيا ملتزما بهموم ومعاناة اليمنيين وان ينفرد بأداء خاص ومتميز في اغانيه وان يسهم بشكل كبير في توثيق التراث الغنائي اليمني المتنوع . من فرسان التجديد قال الفنان والموسيقار جابر علي أحمد : الفنان محمد مرشد ناجي حالة استثنائية في المشهد الموسيقي اليمني الحديث ، وهو فارس من فرسان التجديد الغنائي في اليمن ،وتشكلت تجربته الغنائية على قاعدة امتزج فيها الوطني بالفني ،وذلك أن الفنان محمد مرشد ناجي وعلى خلفية نشأته الصعبة وقدرته الفنية النادرة تمكن من بلورة تجربة خاصة اتسمت بالتمسك بالهوية الغنائية اليمنية والتماهي مع متطلبات التجريب الغنائي الذي ميز مدينة عدن منذ أو آخر اربعينيات القرن الماضي . وأضاف جابر:" ومن المعروف اليوم أن للفنان المرشدي انجازات ضخمة على صعيد الأغنية والقصيدة وهذه الإنجازات ستظل بوصلة فنية يهتدي بها كل فنان يريد أن يشق طريقا في مسيرته الإبداعية ".. واسطة العقد من جانبه عبر الشاعر الكبير حسن عبد الله الشرفي عن بالغ الأسى والحزن لرحيل الفنان الكبير محمد مرشد ناجي وعدَّه واحدا من سبعة من الأعلام العمالقة في مجال الفن كتابة وتلحينا وأداءً.. وتابع قائلا:" الفنان المرشدي واحد من سبعة عمالقة كبار انتقلت الصفوة منهم إلى رحاب الله وبقي منهم ثلاثة على قيد الحياة أسأل الله أن يمد في أعمارهم ويمن عليهم بالصحة والعافية وهم الأستاذ أحمد السنيدار والأستاذ ايوب طارش والفنان الكبير أبوبكر سالم بالفقيه، وأما الاربعة الذين خسرناهم وخسرهم الوطن فهم الأستاذ محمد قاسم الأخفش والأستاذ على بن على الأنسي والأستاذ محمد حمود الحارثي وواسطة العقد المرحوم الأستاذ محمد مرشد ناجي الذي فقدناه بالأمس القريب". واضاف الشرفي:" وعندما يغيب هؤلاء جميعا من الساحة الفنية استطيع القول إنه الجفاف المر في الساحة الفنية غناءً ولحنا وايقاعاً فعظم الله أجر الوطن واجر الجميع ". بصمة بارزة بدورها وكيلة وزارة الثقافة لقطاع المسرح والفنون نجيبة حداد أكدت مدى خسارة اليمن برحيل الفنان الكبير محمد مرشد ناجي الذي يعد أحد عمالقة الفن الغنائي الذين كرسوا حياتهم لخدمة الفن والغناء اليمني بمختلف مشاربه وأول من تغنى بالوحدة اليمنية منذ خمسينيات القرن الماضي. وأشارت إلى أن الفقيد الراحل كان له بصمة بارزة في إثراء المكتبة الوطنية بالعديد من الألوان الفنية والإيقاعية ورفع اسم اليمن عاليا على مستوى الجزيرة و الخليج من خلال إبداعاته وحفلاته الفنية التي أقيمت طيلة العقود الماضية، كما تميز الفقيد بالأحاسيس الصادقة والعواطف الجياشة تجاه الثورة والوحدة ومقارعة الظلم والاستعمار، ولم يكن يوماً يبحث او يسعى للمال، وكان له رسالة سامية في تقديم الألوان الغنائية الحضرمية والصنعانية والعدنية، واللحجية، ولمع بها في سماء المنطقة والخليج. وعبرت الوكيل عن أسفها الشديد، لما ألت إليه الأوضاع في وزارة الثقافة وإهمالها الكبير وتجاهلها وتقصيرها لكبار الفنانين الذين رفعوا اسم اليمن عالياً في المحافل المحلية والدولية ولم تستطيع الوزارة ان تقوم بدورها في معالجتهم او الوقوف بجانبهم في الأوقات الصعبة، او تلمس هموم أسرهم وتعرف احتياجهم . ودعت الحكومة والدولة للاهتمام بالفنانين والمبدعين، وخصوصاً من الرعيل الأول وتقديم أوجه الدعم المادي والمعنوي لرعاية الفنانين والمبدعين كون هذا العام شهد فقدان اكثر من 7 فنانين كان لهم دور بارز مختلف الأعمال الفنية، وتساويهم في المناضلين والثوار الذين حملوا البندقية، كان الفنان يناضل أيضاً ولكن بالكلمة. رائد الاغنية الحديثة من جانبه قال الوكيل المساعد بوزارة الثقافة الفنان نجيب سعيد ثابت: نعزي الفنانين والمبدعين والشعب اليمني والخليجي برحيل رائد الأغنية اليمنية الحديثة الفنان الكبير محمد مرشد ناجي الذي مثل رحيله خسارة كبيرة على مستوى اليمن والخليج، كونه قدم الكثير للأغنية اليمنية في مجال الحداثة والتطوير منذ الخمسينيات وحتى قبل وفاة. وأشار إلى أن الفنان المرشدي كان من أوائل الفنانين الذين اهتموا بالتراث والثقافة وكان يبذل قصارى جهده ويتطلع إلى انشاء هيئة للحفاظ على التراث وإنشاء وزارة التراث والثقافة نظراً للمخزون الثقافي والتراثي الكبير الذي تمتلك اليمن، وسبقتنا عمان في إنشاء هذا الشي رغم اننا بحاجة لمثل ذلك كون تراثنا لم يوثق ولازال ينهل منه الكثير في مختلف إنحاء المعمور. قامة وطنية الكاتب والصحفي نجيب اليابلي قال ايضا "الفقيد والراحل الكبير محمد مرشد ناجي قامة وطنية ورياضية وثقافية فنية وسياسية كبيرة وهو تاريخ امة ونموذج المدنية التي لا تعرف انت اصلك من اين ؟ لان في المدينة لا يسأل هذا السؤال. واضاف : لو استعرضنا تاريخ حياة الفقيد المرشدي لوجدناه انه صانع نفسه والعصاميون كثيرون ومن ابرز رموزهم عباس محمود العقاد...وأشار إلى أن محمد مرشد ناجي غنى لشعراء من كل مكان وتستغرب ان تكون باكورة انتاجه التي كانت /الوقفة هي وقفة / فعندما تسمع هذه الاغنية تستغرب وتقول هل هي هذه باكورة الفنان المرشدي ..لا يعقل من فخامتها وهي يفترض ان تغنى بعد نصف قرن ولكنها جاءت منذ الوهلة الأولى بتلك العظمة على يد المرشدي . منوها بتنوع عطاءات الفنان المرشدي الذي غنى للوطنية للحب للربيع و ما من مناسبة سياسية او اجتماعية او وطنية الا وغنى لها المرشدي وابدع فيها ايما إبداع ..معتبرا الفقيد المرشدي علامة من علامات الفن ليس على مستوى اليمن وحسب وليس على مستوى الجزيرة والخليج وانما على مستوى الوطن العربي الكبير . وقال :"هو تراث عظيم وننحني امام هذا التراث حيث حفلت مسيرة حياته الفنية الطويلة بالعطاء الرائع والمتميز في تقديم ا لأغنية اليمنية وجعلها محل إعجاب الجميع . من جانبه رئيس منتدى باهيصمي الثقافي بعدن الشاعر محمد سالم باهيصمي قال:" المرشدي كان قامة فنية عظيمة وتاريخ لليمن وموته خسارة علينا وعلى الجميع والوطن. و دعا الهيصمي الدولة الى الالتفات الى بقية المبدعين بالرعاية والعناية بهم ومعالجتهم ،وقال " حاليا عندنا في عدن الفنان عبدالكريم توفيق مقعد في مستشفى الجمهورية دون عناية أو لفته من قبل الدولة ممثلة بوزارة الثقافة، فهذا هو حال المبدع دائما يحترق بإبداعه وهمومه وأوجاعه وهو نشاط البلد الثقافي والابداعي والفني وهو
