أبدت الصحف الإسبانية ونظيراتها الإيطالية اشتراكاً في عناوينها الرئيسية الصادرة يوم يوم أمس الاربعاء التي تناولت انبهاراً كبيراً بما فعله النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في قمة إياب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا التي حسمها برشلونة أمام ضيفه ميلان الإيطالي برباعية ساحرة .. وتقاطعت أغلب صحف البلدين في نقطة واحدة مفادها أنّ برشلونة كان في قمة الأداء العالي على أرض “كامب نو” الذي كان يغصّ بأكثر من 98 ألف متفرّج، ما جعل النادي اللومباردي عاجزاً عن تفادي الضغط المسلّط عليه ليلوح تائهاً وسط دوّامة الإعصار الكاتالوني، كما عرّجت الصحف الإيطالية على وجه الخصوص على فرصة مباي نيانغ الثمينة التي ارتطمت بالقائم عندما كانت النتيجة تؤشر إلى تقدّم صاحب الأرض بهدف نظيف في الشوط الأول. «موندو ديبورتيفو»: ليلة ساحرة للتاريخ خصّصت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكاتالونية أغلب حديثها عن سحر برشلونة ومردوده المميّز دون أن تنسى فاصلاً إطرائياً مطوّلاً خصّت به ميسي وثنائيته الرائعة التي دوّنها في شباك ميلان، والتي عبّدت طريق التأهل لل”بلاوغرانا” بعد أن انتهى الشوط الأول على أفضلية هدفيه ما أعاد المباراة إلى نقطة الصفر مبكّراً. كما بيّنت الصحيفة أنّ هذا الفوز التاريخي يكتسي أهمية قصوى للنادي، حيث سينعكس على باقي مسيره في هذا الموسم بالإيجاب بعد فترة عصيبة عاشها في الآونة الأخيرة تخللتها خسارتان متتاليتان في الكلاسيكو أمام غريمه ريال مدريد، كما سيمثّل هذا التأهل خير استقبال لتيتو فيلانوفا المقرّر أن يعود نهاية الشهر. وعادت الصحيفة إلى “سوبر ليو” لتذكّر بسجلّه المميّز في دوري الأبطال حيث دوّن حتى الآن 53 هدفاً في 42 مباراة خاضها “ساحر التانغو”. سبورت :«دخان أبيض في كامب نو» بدورها، سبورت المعروفة بولائها لفريق برشلونة لم تشذ عمّا ذهبت إليه نظيرتها “موندو ديبورتيفو”، حيث أسندت في صفحاتها تقارير فنية مفصّلة تناولت فيها محاسن فريق بلادها، وأكّدت على أنّ تلاحم الفريق وثقته في إمكانات لاعبيه الرائعين هو ما مكّنهم من تلافي نتيجة الذهاب والعودة بقوة لتحقيق تأهل مستحق.وأضافت سبورت أنّ ميلان كان عبارة عن شبح لذلك الفريق الذي فاز ذهاباً (2-0) في “سان سيرو” حيث لم يقدّم لاعبوه أيّ شيء يذكر ليشفع لهم، وتاهوا في شساعة “كامب نو” ولم يدركوا شيئاً من حقيقة ما حصل. “لا غازيتا ديللو سبورت” : “ميسي والبارسا من كوكب آخر” من جهتها ، بدت الصحف الإيطالية مقتنعة بالفوارق الشاسعة بين الفريقين حيث أثنت “لاغازيتا ديللو سبورت” على السمفونية الرائقة التي قدّمها برشلونة على ملعبه، وأكّدت أنّه نال ليلة المجد بامتياز بفضل نجومه الكبار وفي مقدّمتهم ميسي الذي خلط كلّ أوراق أليغري بحسب رأيها .. كما لم تنسَ التعقيب على فرصة نيانغ التي عدّتها حدثاً مفصلياً في المباراة، وعادت لتشير أنّ أسطورة برشلونة لم تنته والدليل على ذلك ما قدّمه برشلونة أمام ميلان .. واضافت الصحيفة أن ليو ميسي قد لعب دوراً رئيسياً في تدمير أحلام الفريق الشاب للميلان في لقاء الإياب من خلال تسجيل هدفين وصناعة الهدف الرابع ، مع التأكيد على أن الروسونيري قد دخل إلى ملعب كامب نو مع الخوف فضلاً عن الافتقار إلى الشخصية. «توتو سبورت» : إلهام ميسي حصرت “توتو سبورت” حديثها في إبداع البرغوث الأرجنتيني وقالت إنّ ميسي أثبت مجدّداً أنّه الرقم واحد في العالم، وأنّ عقدة تسجيله في الأندية الإيطالية كذبة كبرى (لم يسجّل سوى 3 أهداف، كلها في شباك ميلان وجميعها من ركلات جزاء قبل مباراة الاربعة)، مؤكّدة في الآن ذاته على إضاعة نيانغ للفرصة الأهم في مجموع المباراتين رغم عدم تشكيكها في أحقية برشلونة بالتأهل. «كورييري ديلو سبورت»: خلع الميلان واعترفت صحيفة “كورييري ديلو سبورت” في الوقت نفسه أن برشلونة كان فريقاً شاباً أكثر من ميلان قبل أن تشيد بالعرض المميز للمهاجم ليو ميسي ، بينما علقت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” على هزيمة الروسونيري حيث قالت أن ميسي يدمر حلم الميلان ويخلعه من الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا. لاعبون يعرفون مالديهم قال جيرارد بيكيه مدافع برشلونة إن إيمان اللاعبين بقدرتهم على الفوز سهّل مهمتهم أمام الروسونيري، مضيفًا: “الأجواء كانت مثالية، ولعبنا منذ الدقيقة الأولى لتحقيق الفوز .. كنا الطرف الأفضل طوال المباراة” . وأكد بيكيه أن الهدف المبكر الذي سجله (ليونيل) ميسي منح فريقه الأفضلية لتسجيل أهدافًا أخرى . وكان ميسي تقدم لبرشلونة في الدقيقة 5 وأضاف اللاعب نفسه الهدف الثاني قبل نهاية الشوط الأول ب 4 دقائق، وأضاف فيا الهدف الثالث في الدقيقة 55 قبل أن يختتم خوردي ألبا الرباعية في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع. زمن الأحزان ولى قال ديفيد فيا مهاجم برشلونة إن فريقه “تجاوز كل الأزمات التي تعرض لها بالفوز على ميلان” .. وأضاف فيا: “لعبنا على الفوز منذ الدقيقة الأولى من المباراة، وثقنا في قدراتنا، وحققنا ما نريده” متابعًا: “الآن يجب أن ننسى كل اللحظات الحزينة التي مر بها الفريق مؤخرًا” .. وتعرض برشلونة لانتكاسة محلية بخسارته أمام غريمه ريال مدريد مرتين في أسبوع واحد خلال منافسات الكأس والدوري، إضافة إلى تعثره في مباراة الذهاب وهزيمته أمام ميلان (2-0) .. وكان فيا نجح في تسجيل الهدف الثالث لفريقه في الدقيقة 55 بعدما بدأ المباراة أساسيًا على حساب سيسك فابريغاس الذي جلس احتياطيًا .. وأنعش الفريق الكاتالوني آماله الأوروبية الموسم الحالي لاستعادة لقب دوري أبطال أوروبا من خزينة تشيلسي الإنجليزي. حسرة لا تنفع ! أرجع مدرب ميلان الإيطالي ماسيمليانو أليغري هزيمة فريقه برباعية نظيفة إلى عدم ترك برشلونة أي مساحة للعب في مباراة العودة في دور ال16 لدوري أبطال أوروبا .. وقال أليغري في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الاسبانية “قدمنا أداء أسوأ من مباراة الذهاب في ميلان، ولم تسنح لنا سوى فرصة “مبايي” نيانج التي سددها في القائم” .. وتابع “أتمنى أن تكون تلك الكرة درسا له في المستقبل، وتلك المباراة ستكون فرصة لجميع اللاعبين للتطوير من أدائهم في المستقبل” .. وأكد أليغري أن برشلونة هو “أفضل فريق في العالم” معتبراً أن الضغط الذي قام به في أول 30 دقيقة من الشوط الأول كان حاسماً بجانب غياب الحظ في كرة نيانغ التي ارتطمت بالقائم .. وأضاف “اللعب بديفيد فيا في الهجوم ساعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على التحرك وتهديد مرمى ميلان في أكثر من فرصة، وإحرازه للهدفين في الشوط الأول” وأضاف «عندما تأخرنا 3 - صفر كنا لا نزال نحاول الضغط على برشلونة ونجحنا في صنع فرص ، لكن عندما تواجه برشلونة وتتاح لك خمس أو سبع فرص للتسجيل فانه يجب أن تستغلها” .. وتابع “الليلة قدم ميلان مباراة اسوأ من لقاء الذهاب وفي أول نصف ساعة لم يسمح لنا برشلونة باللعب” .. ويجب على ميلان بطل أوروبا سبع مرات وصاحب المركز الثالث في الدوري الإيطالي التركيز حاليا على العودة إلى المسابقة القارية الموسم المقبل. وقال اليغري “عندما تشاهدون اندريس انيستا وهو يراوغ بالكرة دون تعب في الدقيقة الأخيرة يمكنكم تفهم الكثير من الاشياء” .. واضاف “لعبنا بشكل جيد للغاية في لقاء الذهاب لكن امكانات برشلونة لم تتغير، برشلونة هو أقوى فريق في العالم ويملك ثلاثة لاعبين فوق العادة هم ميسي وتشابي وانيستا.” الرد في الملعب اعتبر المدرب المساعد لبرشلونة خورجي رورا أن رد فريقه على منتقديه جاء على أرض الملعب من خلال فوزه الساحق واللافت على ميلان الايطالي 4 -صفر .. وكان معظم النقاد انتقدوا اداء برشلونة ذهاباً واعتبروا أن فرصة قلب الطاولة على ميلان صعب للغاية، لكن الأرجنتيني ميسي وزملاءه قدموا مباراة مثالية وسجلوا هدفين في كل شوط ليوجهوا رسالة شديدة اللهجة بأنهم قادمون لاستعادة اللقب. وقال رورا:«تعرضنا لانتقادات كثيرة لكن اللاعبين ردوا على ارض الملعب بافضل طريقة ممكنة ، لم نقدم اداء جيدا في مباراة الذهاب وكانت مهتنا صعبة في تعويض خسارة سان سيرو لكن فريقي قدم مباراة مثالية». «ليو» يواصل تحطيم الأرقام تخطى نجم برشلونة الإسباني، الدولي الارجنتيني ليونيل ميسي رقم الهولندي رود فان نيستلروي في عدد الأهداف المسجلة في مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم بتسجيله ثنائية في مرمى ميلان الايطالي في الشوط الاول من مباراة الفريقين على ملعب كامب نو في اياب الدور ثمن النهائي .. ورفع ميسي رصيده الى 58 هدفا بفارق هدفين امام فان نيستلروي مهاجم ايندهوفن الهولندي ومانشستر يونايتد الانجليزي وريال مدريد الاسباني سابقا وفض معه شراكة المركز الثاني على لائحة الهدافين منذ موسم 1992-1993. وبات ميسي يتخلف بفارق 13 هدفا عن متصدر لائحة الهدافين نجم ريال مدريد سابقا والسد القطري حاليا راوول غونزاليز صاحب 71 هدفا، وبفارق 18 هدفا عن اللاعب نفسه في لائحة هدافي المسابقات القارية .. وارتقى ميسي الى المركز الثاني على لائحة هدافي المسابقة هذا الموسم برصيد 7 اهداف بفارق هدف واحد خلف مهاجم ريال مدريد الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو المتصدر. مباراة للتاريخ اعتبر لاعب وسط البارسا تشافي هرنانديز ان فريقه قام بانتفاضة حقيقية ضد ميلان وقال “كنا نملك الرغبة في الاستمرار في هذه المسابقة، وستبقى هذه المباراة في السجلات لفترة طويلة لاننا لم يسبق لنا ان حققنا نتيجة مماثلة بعد ان تخلفنا ذهابا” .. واضاف “لقد استحقينا الفوز تماما”. الهوية الحقيقية صانع الالعاب اندريس انييستا قال عن رباعية الميلان “كانت امسية رائعة ستبقى عالقة في الاذهان لفترة طويلة ، اظهر برشلونة هويته الحقيقية. كان يتعين علينا التحلي بالصبر امام فريق اغلق جميع المنافذ الى المرمى لكننا نجحنا في اختراق التحصينات وحالفنا الحظ بتسجيل هدف مبكر” .. وتابع “كانت المباراة مسألة حياة او موت بالنسبة الينا وقد بادرنا الى الهجوم منذ اللحظة الاولى املا في قلب النتيجة في مصلحتنا وهذا ما حصل”. لماذا فاز البارسا؟ سحق نادي برشلونة ضيفه نادي ميلان دون رحمة وهزمه بأربعة أهداف مقابل لاشيء ليرد له الصاع صاعين بعد أن كان قد هزمه الميلان ذهاباً بهدفين مقابل لاشيء، وهذا الانتصار لم يأت من فراغ بل كان له أسباب، وهذه الأٍسباب نلخصها لكم فيما يلي: فارق الذهنية بين الفريقين : دخل برشلونة المباراة بذهنية الفوز في حين دخلها الميلان بذهنية الخروج بأقل الخسائر .. الوضع انعكس بين مبارتي الذهاب والإياب وهو ما يدل على فارق الذهنية لمصلحة برشلونة التي تمرّست على التعامل مع الوضعيات الصعبة في حين أن الميلان لم يعرف أن يتعامل ذهنياً مع وضعيته الممتازة . فارق الخبرة واللاعبين : لعبت الخبرة دورها في المواجهة اليوم بشكل كبير .. فخبرة برشلونة حسمت الموضوع في حين أن قلة خبرة لاعبي الميلان كلفتهم المباراة وقد لاحظنا ذلك خاصة في التعامل مع الكرات الحاسمة في الهجوم .. كما ظهر الفارق واضحاً جداً في نوعية اللاعبين بين الفريقين، فبرشلونة فريق من النجوم أما الميلان ففريق قيد البناء. اللعب باتجاه العمق من ميلان : أصر الميلان على اللعب والتشتيت باتجاه العمق بدلاً من الأطراف وهو ما أعطى برشلونة زمام المبادرة بشكل كامل لأنه منح الكاتالونيين المساحة المطلوبة للتحرك وأفقد الميلان القدرة على استغلال المساحات التي تتركها أظهرة البرشا في الخلف فلاحظنا أن البارسا يقطع الكرات ويمنعها من الاتجاه نحو مناطقه ويرتد فيها على الميلان الذي لم يصمد أمام الضغط . ضعف قلبي دفاع الميلان : ميكسيس وزباتا دور هام في الخسارة فاللاعبان ارتكبا أخطاءاً كارثية أمام أفضل لاعبي العالم وهو ليونيل ميسي حيث لم يضغطا بالشكل المطلوب في الوقت الصحيح وقد لاحظنا ذلك في الهدفين الأول والثاني بشكل واضح ، وهذه الأخطاء لا يقوم بها تياغو سيلفا على سبيل المثال . غياب المدرب ماسيمليانو أليغري : المدرب الذي قدّم أداءً عظيماً في الذهاب فشل فشلاً ذريعاً في الإياب حيث هزمه مدرب يدرب من على بعد ألاف الأميال وهو تيتو فيلانوفا .. أليغري لم ينجح في وضع التشكيلة المناسبة،حيث استبعد مونتاري الواجب تواجده من البداية وأعطى تعليمات خاطئة خاصة من ناحية التركيز على إبعاد الكرة من العمق وعدم اللعب باتجاه الأطراف ، والأهم هو عدم توجيهه الصحيح لللاعبين بين الشوطين وهي فرصته لإعادة الأمور لنصابها . توهج ميسي:عندما يكون ميسي في يومه لايمكن لأحد أن يوقفه، حيث أظهر هذا النجم العالمي قيمته مجدداً من خلال استغلاله لسنتيمترات قليلة لأهداف حاسمة كاسراً عقدة الفرق الإيطالية ذات الدفاعات الحديدية..باختصار أنه أفضل لاعب في العالم. في النهاية فاز برشلونة وخسر الميلان .. البارسا فاز بجدارة واستحقاق الفريق الأفضل في العالم والميلان الشاب فهم أن مباريات الأبطال هي عبارة عن جولتين وليس جولة واحدة فهل يتعلم في المستقبل؟
