أجمع المشاركون في ملتقى أبناء تهامة المنعقد بمدينة الحديدة على ضرورة إيجاد إطار جامع مانع للقضية التهامية بحيث يضمن عدم الانزلاق نحو العنف والمناطقية التي يحاول البعض جرها إليه لغرض تمييعها أو التسلق عليها. ودعا الدكتور جلال فقيرة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء كافة المكونات الثورية والاجتماعية والقوى السياسية في تهامة إلى الالتفاف حول رؤية تتضمن تأصيلاً فكرياً للقضية التهامية بكل أبعادها وتجسّد حجم المظلومية التي قامت عليها هذه القضية وخطة وبرنامج عمل تستند إلى قيادة ومرجعية موحدة. وقال فقيرة في كلمة خلال الملتقى: “إن الفعل الثوري والحراك الحقوقي الذي شهدته تهامة مؤخراً نقل القضية التهامية إلى بُعد آخر يفرض على الجميع تضافر الجهود والعمل وفق رؤية ومفاهيم موحّدة ترفض العنف والعنف المضاد وتنبذ ثقافة الكراهية والمناطقية والطائفية والمذهبية”. الدكتور عبدالودود مقشر، أستاذ التاريخ في جامعة الحديدة، أكد أن القضية التهامية هي عنوان لمظلومية تراكمية تعود بدايتها إلى مطلع القرن العشرين عندما زحف الإمام أحمد بجحافله على المناطق التهامية التي كانت تخضع آنذاك لحكم الأدارسة وخاض معارك شرسة مع قبيلة الزرانيق انتهت بفرض سيطرته الكاملة على تهامة، واستعرض الدكتور مقشر أهم الأحداث التاريخية التي عاشتها تهامة منذ كانت إقليماً مستقلاً يسمى «المخلاف السليماني» مجسّداً بذلك حجم المعاناة لأبنائها الذين قال إنهم تجرعوا كل أنواع الظلم والحرمان، وظلوا هدفاً دائماً لسياسة الإلغاء والتهميش المكرّسة على مدى ثلاثة عقود متتالية من قبل نظام الحكم الجمهوري في صنعاء. إلى ذلك اعتبر الناشط السياسي المهندس عبدالله الحمادي أن القضية التهامية هي قضية كل اليمنيين، وأن التنازل عن جزء منها هو تنازل عن كلها، لافتاً إلى أن فصلها عن شعب تهامة وباقي فئات الشعب اليمني سيشكّل خطأً كبيراً قد ينتهي بها إلى الفشل، وقال: “إن من قاموا بنهب وسلب حقوق وممتلكات أبناء تهامة ومصادرة معاشهم خلال الحقب الماضية، هم مجموعة متنفذون مسنودون بقوى عسكرية وأمنية وقبلية ما يجعل مسألة استرجاعها وانتزاعها أمراً ليس بالسهل”. واضاف: “المطالبون بحراك تهامي مسلّح إنما يقودون أبناء تهامة إلى الانتحار؛ وبالتالي فإن النضال السلمي القائم على مشروع سياسي هو ما تحتاجه القضية التهامية شريطة ألا يكون موسمياً”. رئيس منظمة «سياج» لحماية الطفولة أحمد القرشي دعا إلى ضرورة عقد مؤتمر وطني يجمع كل أبناء تهامة وذلك للوقوف من خلاله على القضية التهامية بكل تفاصيلها والخروج بميثاق شرف يضمن وجود كيان موحّد يعبّر عنها ويمنع تحويلها إلى مغسلة يتطهر فيها البعض ممن نهبوا تهامة خلال الفترات الماضية، وتمنّى القرشي على أبناء تهامة بكل شرائحهم وانتماءاتهم أن يلتقوا من أجل قضيتهم المطلبية بامتياز، والتعامل مع تهامة ككتلة تاريخية موحّدة من الطوال وحتى باب المندب، وأضاف: “لن نسمح لأحد من داخل وخارج مكونات القضية التهامية أن يعبث مع أبناء تهامة ومظلومياتهم من أجل خدمة أجندة خارجية أو تنفيذ مخططات لزعزعة أمن واستقرار اليمن.