يبدو أن العلاقة بين وزير الشباب والرياضة «معمر الارياني» والمدير التنفيذي لصندوق النشء «نظمية عبدالسلام» انتقلت إلى مربع التوتر، بعد أن شهدت في الأسابيع القليلة الماضية حالة من البرود الشديد على خلفية رفض الأخيرة اعتماد وصرف موازنة خاصة اقترحها الإرياني الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة الصندوق، تقدر ب21 مليون ريال وتخص مؤتمر الرياضة الأول الذي كان مقرراً أن تحتضنه تعز السبت الفائت وتم تأجيله إلى مطلع أبريل القادم.. الثلاثاء الفائت نشرت صحيفة أخبار اليوم رسالة لمديرة صندوق النشء رداً على ما قالت أنه “رسالة نصية وصلتها من إداري مجهول لأحد أندية الدرجة الأولى يحملها بصفتها الوظيفية مسئولية التوقف المحتمل لدوري الدرجة الأولى نتيجة لتأخر صرف مخصصات القسط الأول للأندية البالغ مليون ريال لكل نادٍ”. المثير في الأمر: رد مديرة الصندوق على الرسالة المسربين للصحافة بطريقة مقصودة، والذي حملت نبرة تحريضية للأندية ضد وزير الشباب والرياضة وحكومة الوفاق، نقتبس منها العبارة كما وردت: “الأكيد أن المخصصات الزهيدة والشحيحة التي تحصل عليها الأندية لا ترقى لإيجاد دوري حقيقي ومخرجات تخدم المنتخبات، وإذا كنت رئيس نادٍ لن أشارك بهكذا عبث وفوضى وأرضى بالفتات”. وتضيف في ردها على الإداري المجهول: “كان الأجدر بكم كقيادات للأندية أن توقفوا الدوري إلى أن تستجيب الحكومة لمطالباتكم، وأني أعني ما أقول.. اهتموا بالألعاب الفردية إلى أن تنظر الحكومة لمطالبكم المشروعة في إيجاد رياضة حقيقية تنافس وليس لمجرد إسقاط الواجب.. هل تعتقدون أن أربعة أو خمسة ملايين تصرف على أربعة أقساط للنادي هذه مبالغ لإيجاد رياضة حقيقية أو تنافسية؟! كشخصية نافذة تحتل موقعاً حساساً يمتلك بعضاً من أدوات التغيير في الرياضة اليمنية - لم تقدم نظمية عبدالسلام عثمان رؤيتها الشخصية حول إشكالية تحسين موارد الأندية للخروج من دوامة “العبث والفوضى والرضا بالفتات” لإيجاد رياضة حقيقية وتنافسية، لكنها ألقت باللائمة على الوزارة والحكومة على نحو تحريضي، يشي بوصول العلاقة مع الوزير الارياني إلى نقطة اللاعودة. البعض يرى رد “نظمية” منطقياً يعكس الصورة المتعبة لرياضتنا اليمنية، غير أنهم يعودون للتأكيد على سوء النية التي بدت من خلال الحرص على تسريب الموضوع برمته إلى الصحافة محاولة ارتداء ثوب البطلة، فيما لم تبدُ في حقيقة الأمر إلا كمتسلقة وصولية تسعى لاستغلال الموقف بطريقة تخدم مصالحها الشخصية في إطار حربها غير المعلنة ضد إرياني الوزارة. ولا يجد البعض مبرراً لإقحامها اسم الشيخ أحمد صالح العيسي رئيس اتحاد الكرة وتصويره بهيئة المنقذ في نهاية ردها على رسالة الإداري المجهول بقولها: “لولا الشيخ أحمد العيسي يقرض الاتحاد إلى أن تأتي المخصصات ما تدحرجت الكرة اليمنية داخلياً أو خارجياً” سوى إعطاء إشارة واضحة بموقفها حيال الحرب غير المعلنة بين وزير الرياضة ورئيس اتحاد الكرة في ظل تسرب بعض الشائعات عن قطع الأخير وعداً في أحد مجالسه باستغلال نفوذه وعلاقاته برجال الدولة للإطاحة بالأول من الوزارة التي عين على رأسها ضمن حكومة الوفاق الوطني في نوفمبر قبل الفائت. في حين أن آخرين يعتقدون بأن الأمر عبارة عن رد جميل من قبل بطلة اليمن الشطرنجية سابقاً “نظمية عبدالسلام” للعيسي الذي كان له اليد الطولى في الإطاحة برئيس اتحاد الشطرنج السابق عبدالكريم العذري خلال انتخابات الاتحادات الرياضية التي جرت قبل نحو 7 أشهر من الآن والذي كان على خلاف مع سيدة الشطرنج. إلى ذلك وفي تصاعد مثير للأحداث هدد الشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم بإمكانية توقف الدوري في أي مرحلة بسبب تأخر صرف مخصصات الموسم، وحصص دعم الأندية من صندوق رعاية النشء. وتأتي تصريحات العيسي هذه التي أدلى بها خلال اتصال هاتفي مع برنامج اليمن الرياضي الذي يقدمه الزميل محمد الأموي على الفضائية اليمنية، بعد يوم واحد فقط من رسالة المديرة التنفيذية لصندوق رعاية النشء المسربة للصحافة الرياضية. وأبدى عدد من المهتمين بشئون كرة القدم المحلية مخاوفهم حال نفّذ العيسي تهديداته بإيقاف الدوري ووصفوا الإقدام على مثل هذه الخطوة ب”التهور” الذي من شأنه إدخال الكرة اليمنية في حالة موت سريري خصوصاً أن دورينا هو آخر دوريات العالم انطلاقاً، كما أن الأندية تحملت عناء إقامة الدوري بجدوله المضغوط الذي سبّب مشاكل فنية وبدنية للأندية واللاعبين، كبادرة لحسن النية وأي قرار لتوقف الدوري سيشكل ضربة موجعة للأندية قبل الارياني ووزارته. وغير بعيد أكد مسئول العلاقات والإعلام بنادي الطليعة “فؤاد فاضل” أن إيقاف الدوري في هذه المرحلة سيكون بمثابة الصاعقة على الأندية المشاركة في الدوري وسيسهم في إنهاك ميزانياتها المالية المنهكة أصلاً لاسيما أن الكثير منها بدأت الاستعداد للدوري في مرحلة مبكرة وتحملت أعباء مالية كثيرة من رواتب وخلافه. وقال فاضل في تصريح ل«ماتش»: البعض ينظر الى الطليعة كنادٍ مستقر مالياً وقد لا تؤثر عليه مثل هذه القرارات لكن الحقيقة أن الطليعة سيستنفد قريباً موازنته التي كان قد خصصها لموسم 2012 - 2013 فيما مازال الدوري في بدايته، وهذا يعني أن أي قرار بإيقاف الدوري أو تأجيله سيحملنا أعباء إضافية قد لا نستطيع تحملها، ولا أظن أن باقي الأندية أفضل حالاً. وأشار إلى أن التضحية التي قدمتها الأندية حينما وافقت أن تلعب الدوري بالجدول المضغوط وبصورة لم نعتد عليها، وما ترتب عليها من مشاكل بالنسبة للأندية وإصابات اللاعبين، ينبغي أن لا يقابل بالجحود أو تجاهلها لمجرد تصفية حسابات وتسوية خلافات شخصية. يذكر أن اثنين من لاعبي فريق الطليعة توقفا عن مشاركة زملائهما في الفريق جراء إصابات تعرضا لها بسبب الإرهاق البدني نتيجة الدوري المضغوط والعدد مرشح للزيادة، فيما أعلنت إدارة الصقر في وقت سابق عن إصابة 4 من لاعبي الفريق الأول لذات السبب.