منذ أن تأسس مركز التراث بمحافظة تعز وهو لا يزال يتطلع إلى أن يغدو مركزاً يقوم بتقييم التراث بكافة أشكاله والحفاظ عليه وإبرازه على الواقع واستثماره متبعاً في ذلك طرقاً ووسائل متقدمة في حصر التراث المادي واللامادي وتوثيقه وترميمه وحفظه ودراسته وتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة... لمزيد من المعرفة التقت «الجمهورية» الأستاذة. سعاد العبسي المدير التنفيذي لمركز التراث بتعز والتي استهلت اللقاء بالحديث أولاً عن البدايات الأولى لتأسيس المركز حيث قالت: عمل مؤسسي يعتبر مركز التراث في تعز هو أول مركز تأسس على مستوى الجمهورية اليمنية ولقد تأسس المركز بعد ما واجهناه من صعوبات كثيرة وكبيرة الحجم وجاء المركز بناء على استراتيجية الموروث الشعبي وهي عبارة عن اتفاقية تمت بين الجمهورية اليمينة والمجموعة الأوروبية ممثلة بالسفارة الفرنسية ولقد بدأ تأسيس مشروع المركز منذ وقت طويل ولقد كان في البداية يختص في مجال الترميمات الأثرية كالمظفر والأشرفية وإعادة ترتيب وترميم مدينة تعز القديمة والحفاظ على أسوارها وأبوابها القديمة والأثرية. ولكن وللأسف هذا المشروع قد تعثر وذلك بسبب المركزية وبعد ذلك استعان بي الأصدقاء الفرنسيون كاستشارية في مجال التراث وحينها نصحتهم بضرورة التقيد باستراتيجية الموروث الشعبي للجمهورية اليمنية وفي عمل مؤسسي تكون فيه شراكة قائمة وعلى مبدأ الشفافية ومبدأ المنهجية ووفقاً للإدارة الحديثة ولقد استمررنا في العمل ولمدة سنتين وفيها كنت أطرق أبواب المسئولين في المحافظة حتى تم إقامة ورش عمل وناقشنا اللائحة الداخلية لمركز التراث والذي تم إقراره من قبل محافظ تعز السابق حمود الصوفي وتم إصدار قرار إنشاء مركز التراث وشكل له مجلس إداري ومجلس استشاري. فالمركز لم يأت من فراغ وإنما جاء وفقاً لآلية مؤسسية تجمع أطراف الشراكة في محافظة تعز.. ونحن اجتهدنا وخرجنا بالمشروع إلى حيز الوجود ..وكما تعلم نحن أبناء تعز اعتدنا إذا وجد مشروع نبدأ بانتقاده وقبل أن يخرج على مستوى الواقع الملموس ولكن الحمد لله وجد تعاون كبير من قبل أبنائنا الشباب والأكاديميين والاستشاريين وجميعهم قامة ممتازة ولهم لمسات طيبة وخيرة وفكرهم ثري في مجال الموروث الشعبي.. ولكن للأسف الشديد لم تتح الفرصة للكثير من المبدعين من أبناء محافظة تعز. وأما ما يخص المركز فإننا قد بدأنا بالترتيبات الداخلية للإدارة المنهجية وأخيراً وبالتحديد قبل شهرين اجتمع بنا الأخ محافظ المحافظة وأقروا في الاجتماع مجلس الإدارة برئاسة محافظ المحافظة ونائبه الأمين العام للمجلس المحلي وعضوية أكاديميين متخصصين كأمثال الأخ محمد عبدالرحمن السامعي واستشاريين كأمثال عبد الباسط علوان وهو متخصص في مجال التخطيط والإدارة وعملنا في المركز قائم على المنهجية...كما أنه يعمل معنا الدكتور نعمان العزعزي وهو أكاديمي متخصص في مجال الآثار ويعمل في المركز فريق أكاديمي واستشاري كبير ولكنه بحاجة إلى دعم وتشجيع وذلك لكي يقوم بمهامه وأعماله وعلى أكمل وجه.. خطة العمل... .. ماذا عن خطة العمل الخاصة بالمركز؟ وكم عدد المشاريع التي تضمنتها هذه الخطة؟ نحن أنجزنا خطتنا والأخ الأستاذ شوقي هايل محافظ المحافظة قد وافق عليها والحق يقال بأن الأخ المحافظ له بصمات كبيرة وله اهتمام ملموس في هذا المجال ولكنه وللأسف لم تساعده الظروف التي يمر بها البلد ولكن وكما عودنا الأخ المحافظ بأنه إنسان متميز بفكره واهتمامه وحبه لمدينة تعز ولليمن ككل ..وطبعاً الخطة تضمنت خمسة مشاريع وهي في مجال التراث اللامادي والمادي وفيما يخص البحوث والدراسات وكل ما يخص محافظة تعز من الأغاني الشعبية وأغاني الحصاد والأساطير. وهناك مشروع آخر في مجال صناعة الفخار ومشروع في مجال صناعة الفضيات وصقل الأحجار الكريمة وأيضاً في مجال التراث الصوفي فتعز غنية جداً في هذا المجال ولكن هذ التراث وللأسف الشديد ترك منسياً ولم يتم ترتيبه وإن هذه المشاريع هي حالياً على الورق ولكن الأخ محافظ المحافظة والأخ الأمين العام قد بدآ يوافقان على هذه المشاريع. وأيضاً لدينا أعمال في مجال الفلكلور الشعبي (الأزياء الشعبي) والتي تكاد تكون قد انقرضت بعض الأزياء الشعبية ذات النمط التراثي والتي تتميز بها محافظة تعز ولكننا نريد دليلاً للتدريب ودورات تدريبية وتأهيلية للفتيات المتعلمات المتمكنات واللاتي يستطعن استخدام التقنيات الحديثة ..ونحن لدينا آمال وطموحات ولكن نحن بحاجة إلى جو صحي وأمني واجتماعي مستقر ويغير الواقع المضني والذي اكتنف محافظة تعز