أقامت جمعية حوار الحضارات والتبادل الثقافي ومكتب الثقافة بتعز أمس ندوة فكرية حول «التواصل الثقافي والتاريخي بين اليمن والمغرب»، برعاية محافظ محافظة تعز والسفير المغربي محمد حما.. وفي حفل الافتتاح أكد وكيل محافظة تعز عبدالله أمير عمق العلاقات اليمنية - المغربية، مضيفاً أن البلدين الشقيقين لهما دور بارز في الحضارة الكونية والإنسانية. موضحاً أنه لابد أن تشرق شمس الوحدة العربية ليكتمل النضال العربي العربي في تحقيق هذا الحلم. وقال أمير: إن تعز اتسمت بالفعل الثقافي منذ زمن بعيد، فتعز نبض الحياة اليمنية، وهي المشكاة للعلم والثقافة. وبيّن أمير أننا نستذكر حضارتنا ونتواصل مع الماضي من أجل استشراف المستقبل. نائب السفير المغربي السيد هشام أوسي حمو أكد أن علاقات الأخوة المغربية - اليمنية متينة ومصالح مشتركة تسير بخطى ثابتة وفق نهج تصاعدي، مبيناً أنه من المنتظر أن تشهد العلاقات نقلة نوعية. وقال: إنها علاقات نسجها التاريخ بين الشعبين الشقيقين تجسده أواصر الأخوة، وتشارك الموروث الثقافي والديني. مضيفاً أن أغلب سكان جنوب المغرب ما يسمون بالأمازيغ أصلهم من مناطق المهرة وحضرموت. مشيراً إلى أن الديمقراطية لا تكفي اليوم لوحدها للاستجابة لمطالب الشارع؛ إذ لم يجد الشخص ما يلبي متطلبات عيشه والأمن. وقال: هذا لن يتأتى إلا بوجود رغبة وطنية حقيقية في التغيير. وأوضح سعادة السفير أن المغرب حدد لنفسه ما يريد من خيارات مصيرية أن تسير على درب الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ومواصلة الإصلاحات الهيكلية، مع الاعتماد على سياسة اقتصادية ومالية لتوفير الظروف الضرورية لتشجيع الاستثمارات الوطنية، بالإضافة إلى المساواة بين الرجل والمرأة وإجراءات أنصفت المرأة كتحديد سن الزوجة. كما ألقيت كلمة من قبل رئيسة جمعية حوار الحضارات والتبادل الثقافي فاطنة عزوز البيضوري استعرضت أهداف الجمعية. بعد ذلك بدأت أعمال الندوة الفكرية حيث قدمت 5 أوراق عمل من قبل وكيل وزارة الثقافة هشام علي بن علي حول المغرب أفقاً للفكر، استعرض خلالها مجالات التشابه بين البلدين الشقيقين كزيارة الأولياء والصوفية، بالإضافة إلى جماليات الرؤيا والروح. الورقة الثانية قدمتها فاطنة البيضوري، حول الوحدة الترابية أشارت خلالها إلى المسيرة الخضراء التي قام بها مجموعة من المغاربة إلى الصحراء من أجل الحفاظ على وحدة المغرب، كما استعرضت عدداً من قرارات الأممالمتحدة من أجل الصحراء الغربية، وكيف دار الصراع من أجل هذه المساحة من الأرض مع جماعة البليساريو. الورقة الثالثة استعرض الدكتور سعيد ناجي غالب العلاقات اليمنية - المغربية خلال العصر الإسلامي المبكر صفحات مشتركة، أشار إلى محورين فيها؛ الأول: البواكير لنشأة العلاقات اليمنية - المغربية، والتشابه بينها، والثاني الفتح الإسلامي محطات جديدة، وأكد غالب أن العلاقات بين البلدين اتسمت بخصوصية ميزتها عن غيرها من البلدان العربية والإسلامية، فيشترك اليمن والمغرب في تشابه بالموقع الجغرافي الذي ساعد على الانفتاح على العالم. الدكتورة انتصار محسن الصلوي استعرضت في ورقت العمل التي قدمتها ملامح من الثقافة اليمنية المغربية «عادات وتقاليد مشتركة»، وهو استعراض البعد الثقافي بكل عناصره ومكوناته. وأشارت الدكتورة انتصار على محورين؛ الأول: مكونات وملامح الثقافة المغربية واليمنية، وأشارت إلى الفن المعماري كالزخرفة والزواج والخطبة وطقوس الزواج كالحناء والأزياء. الورقة الأخيره قدمها الدكتور طلال حمود المخلافي حول الرحالة ابن بطوطة وزيارتة لتعز أكد فيها أن أغلب رحلات ابن بطوطة كانت لزيارة المساجد، مشيراً إلى أنه قام بثلاث رحلات؛ الأولى استمرت 25 عاماً، وخلال رحلاته زار تعز وزبيد وعدن عام 1330م.