تسير الرياضة في المحافظة الحالمة باتجاه الاختفاء والاندثار من المشهد العام الرياضي.. بعدما توهجت لبضعة أعوام كان فيها لتعز التأثير على اتجاهات البطولات بالدوري العام للدرجات الثلاث في كرة القدم والألعاب الأخرى وببطولة كأس الرئيس التي كان آخرها فوز أهلاوية تعز بلقبها الرابع عشر الموسم قبل الماضي.. وكون المحافظة تنضوي فيها 17 نادياً رياضياً على مستوى مديرياتها إلا أنها لا تشكّل بعد عامين من استلام محافظ تعز الرياضي والداعم الأول لها في الحالمة سوى أدنى نسبة لها منذ عقدين لأول مرة.. فليس في المشهد الرياضي برمته في تعز سوى نادي المحافظ الصقر بكل ألعابه الست التي يمارسها ويصرف عليها عشرات الملايين لتحصد البطولات في القدم واليد وتنس الطاولة والسلة والطائرة والتايكواندو.. ومع أن هذا يسعد الرياضيين في المحافظة أن يتبوأ الصقر هذه المراتب وينافس على التتويج بالألقاب.. لكنه في ذات الوقت يثير التساؤلات الآتية: هل الأخ المحافظ رئيس لنادي الصقر أم محافظ لمحافظة .. وهل التفوق لنادي محافظ تعز الصقر في الألعاب المتعددة مؤشر على تطور النادي أم الرياضة في المحافظة؟ كما أن هذه الطفرة التي أحدثها المحافظ في ناديه هل تصبّ في مصلحة التطور الرياضي والنهضة الكروية في أندية تعز أم أن ذلك يضرّها ويدفع للقضاء عليها أولاًً ومن ثم اضمحلال تواجد الصقر النادي القوي العملاق الذي رسمته مخيلة الإدارة الصقراوية بقيادة محافظ تعز شوقي هائل؟؟.. إكرامية (ملأ المحافظ ) نؤكد أننا نناقش أهم القضايا التي تتعلق بالشأن الرياضي في المحافظة تعز بحيادية وموضوعية وإن كنا قد تحمّلنا هذه المهمة على عواتقنا.. ونحن نعلم أن (ملأ المحافظ) سيثير الزوابع ضد الكاتب و«ماتش».. ويحاول جرّنا إلى معارك ذاتية معه.. فيما نحن نفوّت الفرصة على (الملأ) ونستمر في البحث عن مظاهر التراجع والانحسار للمدّ الرياضي الحالمي, الذي تم تعطيله وتهميشه.. وإسقاطه من أجندة الاهتمام لدى الشخصية الأعلى سلطة في تعز والأقرب إلى الشباب والرياضة رغم أن الشأن الرياضي والشبابي يعد من أهم المجالات التي تتعلق بالقضايا الاجتماعية, ومحاربة البطالة والجريمة والانحراف.. وبخاصة أن الإرهاب بات يستقطب الشباب الذين لا يجدون استيعاباً من المحاضن الرياضية وأهمها الأندية وبالذات في المديريات والأرياف ناهيك عن أندية المدينة. بعض الذين تضرروا من توجيه الانتقاد لسياسة قيادة المحافظة بشأن مجال الشباب والرياضة عملوا على شن حملة على «ماتش» لجرأتها, وشككوا في مقاصد الكاتب من نشر قراءة واقعية عن رياضة تعز في عهد الأخ المحافظ الذي كااااان داعماً لها.. والتي اشتملت على”الحيثيات العشر لإخفاق المحافظ رياضياً.. فاستمروا في التركيز على شخص الكاتب.. وأغفلوا الأفكار والمضمون.. فروّجوا أن الانتقاد لسياسة المحافظ تجاه الرياضة والرياضيين بتعز جاء في توقيت يسبق حلول شهر رمضان.. غامزين إلى أننا نبحث عن إكرامية رمضان من الأخ شوقي هائل..متناسين أن الذين يبحثون عن الابتزاز والارتزاق المهين يبالغون في الثناء والمديح.. وأن «ماتش» منذ ولادتها تناصر قضايا الرياضة والرياضيين.. وتناقش بالتحليل والجرأة والصراحة.. وتدين المتورطين.. وتفضح المتقاعسين عن أداء مهامهم بالحجة والإثبات.. وسياستها تقوم على ترجمة نبض الوسط الرياضي والإسهام في إيجاد الحلول وإبانة الغموض والمبهم.. كما لا تتماشى مع التأليه والصنمية.. وتتنافى مع النفعية والمصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة للشباب والرياضة في بلادنا عامةً.. وتعز بوجه خاص. الصحة..ضحية رابعة وإذا كنا تحدثنا عن ثلاثي أندية تعز الطليعة والرشيد والأهلي الذين سبقهم الطليعة وسيغادر الاثنان إلى الثانية ويبقى فقط الصقر سفيراً وحيداً لتعز في دوري المحترفين.. فإن الطليعة المكافح من أجل العودة انحصر طموحه هذا الموسم الأقسى عليه بالبقاء في الدرجة الثانية.. فدعونا نفتح ملف أندية تعز القابعة في الدرجة الثالثة منذ تأسيسها.. باستثناء نادي الصحة المتواجد ضمن أندية المدينة.. وهو نادٍ عريق وله جذوره في التاريخ الرياضي اليمني عامة وتعز خاصة.. ويعد قلعة من قلاع الرياضة بالحالمة منذ العام 1956م. نادي الصحة يقع مقره في حيّ المستشفى الجمهوري وهو في ذات المنطقة التي يسكن فيها المحافظ وترعرع فيها أثناء شبابه وحتى اليوم.. إذ إن هذا الصرح الرياضي يمتد تواجده في عدة اتجاهات من مقره.. جنوباً إلى الدمغة وغرباً إلى السواني ووادي المدام وشمالاً إلى مدرسة ناصر وعقبة مفرح.. ولديه قاعدة من الشباب الذين كان ينقصهم فقط الدعم المالي وترتيب البيت الداخلي لهم بإدارة تستطيع التفرغ لحل المشكلات الناتجة عن افتقارهم للرعاية. هذا النادي كان قد تأهل الموسم المنصرم إلى المباراة الحاسمة للتأهل للدرجة الثانية منذ ثلاثة عقود.. وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لكنه خسر في مباريات المقص.. وتطلع محبوه إلى أن يمنحهم الأخ المحافظ دعمه.. لكنهم ماتوا جوعاً داخل محافظة ذمار وكل ما تحصلوا عليه كدعم خلال خوضهم التصفيات الحاسمة في الدرجة الثالثة هو مبلغ بخس وزهيد يصل إلى 200 ألف ريال من الداعم شوقي هائل أو صرّافه وياليتها كانت لائقة بأهمية المنافسة التي تتطلب أضعاف أضعاف هذا الدعم الذي يشير إلى أنه تم صرفه كي لا يقال عن المحافظ أو صرّافه أنه لم يقدّم دعماً لممثل تعز الذي بلغ نهائيات الثالثة المؤهلة للثانية..ورغم ضآلة الدعم المالي فإنه كعادته لم يصل في الوقت المناسب..ولو أن هناك دعماً معنوياً من المحافظ نفسه وليس مادياً فقط لكان وضع نادي الصحة مختلفاً.. ولربما اعتبر منعطفاً إيجابياً له ليعود للدرجة الأولى.. كما أن ذلك سيشكل إنجازاً محسوباً للأخ المحافظ.. ولكم أن تتصوروا كم ستكون الفرحة عامرة لنادي الصحة ومحبيه خاصة ورياضيي تعز عامة بصعود الصحة بعد 30 عاماً من الاختفاء القسري في دوري الغلابى؟؟!!.. إن الفريق الأزرق لو تحصل على دعم من المحافظ شوقي معنوياً ومادياً وفي الوقت المناسب لكان فعلاً قد صعد إلى الثانية.. وانتشل بذلك نادي الصحة من حالة الجمود وبعثه من موات.. لكن هذا لم يحدث بكل أسى وحسرة. والعجيب أن نادي الصحة في نطاق الحي الذي يسكن فيه المحافظ.. وكاد يصبح أثراً بعد عين.. ولقد ظل شباب هذا النادي في مختلف المراحل السياسية داعمين للأستاذ شوقي هائل في مسيرته السياسية حتى وصل إلى قيادة المحافظة لكنهم لم يحصلوا من دعمه سوى الفتات.. ولولا تفاعل رئيس نادي الصحة ودعم منظمة يمن عطاء عن طريق وزارة الشباب والرياضة لافتقد النادي أرضية مقره ولما تم استثمارها لتشييد مشروعه الاستثماري.. الذي به تم المحافظة على ممتلكاته, المتمثلة في مقره الحالي بجوار مبنى المجمع التربوي.. وبذلك أبقت على وجود كيان النادي الساعي بجهود أبنائه وعشاقه إلى التخلص من قيود الدرجة الثالثة, والإحباط الذي انتقل بين أجياله, وحطّم قدراتهم على الصعود للثانية, في طريق العودة إلى الموقع المناسب مع عراقة ناديهم, وتاريخه الذي لم تنصفه الظروف القاسية.. واستمرار إهماله من المسئولين في قيادة المحافظة والشباب والرياضة.. وكان المعوّل أن يكون للمحافظ شوقي هائل دور واضح في انتشال نادي الصحة لكنه انضم إلى ضحاياه أيضاً من أندية المدينة وصار الضحية الرابعة.. قد يتحدث (ملأ المحافظ) بأن أزمة الصحة مزمنة.. فنردّ بأنها كذلك لكن الفرصة التاريخية المواتية كانت بعهد الأستاذ المحافظ شوقي هائل فتم التعامل معها بلا مبالاة غريبة.. وإهمال يتحمّل وزره مسئولو الرياضة بتعز يتصدرهم الأخ المحافظ وليس الأستاذ الداعم.. وليس رئيس الصقر.. أو ناديه..!! أندية الريف خرائب أما الأندية القابعة في الدرجة الثالثة فهي إلى جانب نادي الصحة كل أندية الريف بتعز والتي يصل عددها إلى 13 نادياً (الصحة بمديرية القاهرة شباب الراهدة الشروق بالصنّة شباب المعافر شباب ماوية شباب دمنة خدير الميناء بالمخا النور مشرعة وحدنان الوحدة بالتربة شباب المسراخ التعاون بالأصابح الأجيال بمقبنة السهام بجبل حبشي)، فهي أيضاً معيار حقيقي لمعرفة التقدم الذي أحرزه محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي.. ومدى اهتمامه بالرياضة والشباب على مستوى مديريات المحافظة.. لكن الوضع ظل كما هو عليه في عهد أمل الشباب والرياضيين.. وهو الذي سكب وعوده غزيرة عليهم.. ولكنه للأسف لم يصنع ما يمنعنا من توجيه الانتقاد إليه بالتخلي عن مهامه توجيهاً وإدارةً للمسئولين الذين يخضعون لإدارته كرئيس للمجلس المحلي بالمحافظة. فكل مجلس محلي بأية مديرية يحصل على ما لا يقل عن عشرة ملايين ريال ببند الشباب والرياضة ويتم تصريفها في أمور غير المجال الرياضي بعلم واطلاع من الأخ المحافظ رئيس المجلس المحلي.. لذلك بقيت أندية الريف في المديريات خرائب في مقراتها وجموداً في مناشطها.. ولم تتدحرج كرة القدم عندهم سوى قبيل انطلاق مباريات التصفيات للثالثة في المحافظة.. وهم يستعيرون لاعبين من أندية المدينة الأهلي والطليعة والرشيد ويتم تسجيلهم بعلم مسبق من رئيس فرع اتحاد القدم المخضرم محمد علي القدسي.. وعليه فلا يوجد فيها ما يشير إلى أنها أندية من حيث البنى التحتية تستوعب الشباب في المديريات.. أو من حيث المقرات أو الإدارات.. بعدما نسف المسئولون في المجالس المحلية بمديرياتهم كل اهتمام يمتّ إلى مهامهم في الجانب الرياضي. فأين هي نسبة ال30 % المرصودة لقطاع الشباب والرياضة.. وأين يتم صرفها..؟ طبعاً بحسب علم المحافظ فإن المبالغ الكبيرة جداً المصروفة لفروع المجالس المحلية بالمديريات يتم التلاعب بها.. وكان من الأولى أن يوقف الأستاذ المحافظ العبث بأموال الشباب والرياضيين.. وتوجيه مديري المديريات بتحويلها إلى منشآت رياضية تستوعب منتسبي الأندية الريفية وتسهم في انخراطهم بالمناشط الرياضية وتفريخ جيل رياضي بدلاً عن ترديهم في مقايل القات وتدمير البنى التحتية من الفئات العمرية (براعم وأشبال وناشئين وشباب) ليكونوا عرضةً للاستغلال من قوى الإرهاب والأعمال القذرة.. أو على أفضل تقدير يتم حرمانهم من حقوقهم في ممارسة الرياضة بكل ألعابها. آيلة للضمور والاضمحلال إن من حقوق الأندية في المدينة والريف أن توظف المبالغ المرصودة لهم.. وقدرها مليار ريال المستقطعة للمجالس المحلية من خزانة صندوق رعاية النشء والشباب في تشييد البنى التحتية من ملاعب وصالات ومقرات وملاعب خفيفة.. وفي تعز حتى اليوم لا توجد ملاعب خفيفة ولا صالات ولا مقرات حقيقية لأندية الريف..فأين تذهب أموال الشباب والرياضة إذا كانت الحالمة في عهد محافظ رياضي تفتقر إلى البنى التحتية؟!.. إن الذين يروجون أن تعز في عهد المحافظ الرياضي بخير ولم تصبها العلل ولا التراجع.. وأنها لن تتعرض للاندثار التدريجي.. ويقولون إنه لولا دعم شوقي هائل رجل المال والأعمال لما كانت هناك أصلاً رياضة في تعز.. ولما تدحرجت الكرة في ملعبها الوحيد الشهداء.. إنما يخلطون الأوهام بالأحلام.. ويقولون كلمة واحدة حقيقية ويضيفون لها تسعاً وتسعين كلمة خرط ومبالغة.. ويلوون أعناق الحقائق ظناً منهم أن ذلك سيدحض الانتقادات المتتالية لأداء المحافظ رياضياً.. التي تشير إلى أنه مازال حبيس عباءة ناديه الصقر ولم يستطع أن ينظر إلى رياضة تعز إلا من خلال عين رئيس نادي الصقر.. الذي بلاشك أن من حقه أن يمنحه الدعم والرعاية والاهتمام والمتابعة وكل ما يجعله نادياً مستقراً ومتفوقاً في الألعاب التي يخوض فيها لاعبوه المنافسات المختلفة..غير أنه ليس من حقه كمحافظ أن يعمل كل شيء لناديه ويهمل أندية المدينة والريف إلى درجة إسقاطها نهائياً من مسئوليته..فالتطور والنهضة في رياضة تعز كانت ومازالت مأمولة في عهد المحافظ الرياضي الداعم شوقي هائل.. لكنه إلى اليوم وبعد عامين من المسئولية لم يزل أسيراً لناديه فقط.. نؤكد ذلك لأن قياس الاهتمام والرعاية يبرز من خلال التقدم في مسار الرياضة وأندية تعز جميعها أو معظمها أو على الأقل إحداث شيء من الحراك في مقراتها ومنشآتها وبناها التحتية. ومادام لم تحدث نقلة نوعية لهذه الأندية فهذا يؤكد أن أندية تعز آيلة إلى الضمور والاضمحلال باستثناء نادي محافظ تعز صقر بير باشا.. الذي يستحق دعم رئيسه شوقي هائل، لكن على الأستاذ المحافظ أن يفرّق بين رئاسته لناديه وبين مهامه كمحافظ راعٍ ومسئول عن رعاية أندية تعز.. والاهتمام بها كما ثبت في تصريحاته وأحاديثه المتعددة عن المساواة في النظرة والابتعاد عن المحاباة لنادٍ واحد.. وإلا فإنه بذلك يثبت بأنه لايزال يرى رياضة تعز ممثلة بناديه.. وهذا يضع ناديه الصقر في موقف محرج أمام أندية تعز في الريف والحضر.. ويربط بين تفوقه في الألعاب وبين انتكاسة أعمدة المحافظة.. ومحاربة تواجدها في الساحة الرياضية المحلية بزخم وقوة منافسة.. وسيستمر وضع الأندية الحرج في فترة المحافظ الرياضي ورجل المال والأعمال الداعم.. وتخيب آمال الشباب والرياضة ويبلغ بهم الإحباط مبلغاً يشيرون فيه إلى أن ما يجري استراتيجية ممنهجة للإجهاز على أندية تعز إلا نادياً حصل على الحصانة فلا تسأل إدارته عمّا تعمل.. لأن رئيس النادي هو السيد المحافظ حفظه الله ورعاه ذخراً للشباب والرياضيين في تعز التي اتسع حلمها في عهده ولم يتحقق لها حلم رياضي.. لأنها تعيش حالة من الكوابيس تجثم على رياضييها وشبابها.. الذين ننتصر لهم ونناصر قضاياهم.. ومقصدنا أن نوضح الهضم الكبير لحقوقهم.. لعل وعسى الأستاذ المحافظ أن يعيد النظر ويلتفت إلى قضاياهم.. والله من وراء القصد.