إقليم الجند أحد أقاليم اليمن السته التي تم الإعلان عنها رسمياً في يوم الاثنين الموافق 10 فبراير 2014 ليكون منطقة حكم ذاتي فيدرالي في جنوب غرب اليمن. ويضم إقليم الجند “ولايتين” و هما تعز و إب وعاصمته تعز.. تبلغ مساحته 15,560 كيلو متراً مربعاً، وعدد السكان 5,770,000 ، وهو إقليم الجند يشمل كل من ولاية تعز عاصمة الإقليم وولاية إب وهما متداخلتان من حيث العادات والتقاليد واللهجات، حيث يتميز الجميع بنفس اللهجة تقريباً عدا المناطق الشمالية في ولاية إب، حيث لهجت أهل تلك المناطق أقرب إلى لهجة إقليم آزال، كما يتميز الإقليم بعدد من العوامل الاقتصادية والزراعية والسياحية والبشرية التي تمكنه من تأسيس بنية تحتية تقوي وتطور التنمية. فالإقليم فيه تجانس كبير جداً بين أبنائه، ونزوع نحو المدنية والتعليم والتجارة،وليس هناك جماعات عصبوية ومسلحة داخل الإقليم، باستثناء قلة في أقصى الشمال، “يريم، وسمارة”. ويمكن لإقليم الجند الاتجاه نحو الزراعة، فجميع أراضي الإقليم تشتهر بخصوبتها، وجودة منتجاتها الزراعية، وفيها سحر طبيعة لا يقاوم، ووفرة في البرك المائية المعدنية، وهي من أنسب البرك للسياحة العلاجية، كالمتوفرة في إب، رغم أن تطوير محافظة بديعة مثل إب سيمكنها من أن تكون عاصمة طبية وسياحية لكل اليمن. ثمة جملة من الاحتياجات الضرورية لنهوض إقليم الجند، منها محطة تحلية للمياه، حيث تعاني تعز عاصمة الإقليم من ندرة حادة في المياه، فضلاً عن حاجة الإقليم الملحة إلى عدد من المدارس والكليات النوعية، والمعاهد التخصصية، أما احتياجات الإقليم الكبيرة لبنية تحتية قوية في الكهرباء والطرقات والأمن وإعادة النظر في المناهج الدراسية، وإنشاء مدارس جيدة، وترميم الموجود منها، واستعادة ثقة الناس بهيبة الدولة، وبناء مؤسسات الدولة المختلفة في الإقليم، كمقر للحكومة المحلية، والبرلمان المحلي، وغيرها، وقبل ذلك إيجاد تشريعات خاصة بالإقليم، تشجع الاستثمار، وتحفظ قيمة الدولة، وتشدد الرقابة على الموظف، وتغلظ عقوبة الفساد، والتهريب، واستغلال الوظيفة العامة، وكل هذه الأمور تفتقر إليها كل الأقاليم اليمنية، ويمكن لإقليم الجند أن ينفذها بنفسه عند توفر الإرادة والإدارة. حول هذه المميزات التقينا عدداً من الشخصيات وخرجنا بالآتي: وحده بين الأقاليم أولاً تحدث وكيل وزارة المياه والبيئة لقطاع المياه المهندس توفيق عبدالواحد علي وقال: يتحدث الكثيرون حول إمكان قدرة اليمن على الانتقال إلى دولة فيدرالية بأقاليم متعددة من عدمه، وتقف الموارد المتاحة لكل إقليم كعائق أمام هذا التحول الذي فرضته التحولات السياسية الكبيرة في إطار موجه التغيير التي شملت معظم دول المنطقة في العام 2011 م والفيدرالية اليمنية وفقاً لمخرجات الحوار التي قادت إلى ستة أقاليم ليست جميعها قادرة على الحياة ما لم تكن ثمة وحدات مستقبلية بين الأقاليم .. الجند أهم إقليم وأشار توفيق إلى أن إقليم الجند أحد أهم هذه الأقاليم، نظراً للتعداد السكاني العالي في الإقليم وارتفاع نسبة التعليم والتنوع المناخي بالإضافة إلى وقوعه على أحد أهم الموانئ اليمنية«المخا» وباب المندب وهو ممر عالمي شديد الأهمية بالإضافة إلى إمكانية النشاط الزراعي والتجاري وجذب الاستثمارات الخارجية لما عرف به سكان هذا الإقليم من وعي وقبول بالأخر، الأمر الذي يشكل بيئة ملائمة للنشاط الصناعي والتجاري. اعتقد أن ثمة إمكانية للنمو السريع لهذا الإقليم لما يتمتع به من مزايا كبيرة ليس أقلها الموارد البشرية الهائلة والمؤهلة. قائد محور تعز العميد على مسعد حسين قال: يعتبر إقليم الجند من الأقاليم الفعالة، فهو يضم كادراً بشرياً مثقفاً وأكاديمياً، وعلمياً، كما يتميز إقليم الجند بالمدينة الصناعية التي تشغل الأيادي العاملة بالإضافة إلى المواقع السياحية، ووجود إب كولاية سياحية بالإضافة إلى المواقع السياحية والأثرية بتعز وتنوع المناخ في الإقليم من المعتدل حتى الحار والساحلي، يجعله مزاراً وفرصة للجذب السياحي الداخلي والخارجي. وبيّن قائد محور تعز أن محافظ محافظة تعز شوقي أحمد هائل يعمل من أجل التنمية وخدمة تعز. مضيفاً أن الإقليم يحتاج فقط إلى إدارة مدنية، تستفيد من مدنية السكان واتجاههم الكبير نحو العلم والتجارة، ونبذهم للسلاح، وتعمل على تفعيل ميناء المخا، وتحسين جودة الخدمات. مقومات نهوض من جانبه يرى خالد الصمدي أن لدى إقليم الجند مقومات نهوض ضخمة، فيستطيع الإقليم أن يكون نموذجاً علمياً واقتصادياً وثقافياً متميزاً بين الأقاليم اليمنية لما يملكه من مقومات النجاح. ولتحقيق هذا الطموح يحتاج إقليم الجند إلى قيادة إدارية ودعم مالي للبنية التحتية وجودة تخطيط وتطوير وتدريب للكوادر التي ستقوم بهذا الدور والذي يتمثل في جوانب متعددة منها: الجانب الاقتصادي. مدن صناعية يتمثل في بناء مدن صناعية في باب المندب ذباب المخا إلى مقبنة وكذلك مدينة صناعية في منطقة القاعدة.. هذه المدن الصناعية التي على حكومة إقليم الجند ورجال أعمال إقليم الجند تنفيذها لتتحول هذه المناطق إلى مناطق صناعية متميزة على مستوى اليمن والمنطقة، بالإضافة إلى بناء منتجعات وفنادق سياحية في كل مناطق محافظ إب الجميلة لتكون رافداً من الروافد المالية لإقليم الجند، ووضع خطة للتنمية الزراعية في إب ومناطق زراعية في تعز تحظى بدعم من حكومة الإقليم. الجانب الإداري: اختيار الكفاءات الإدارية لتولي شؤون الإقليم بعيداً عن كل الانتماءات الضيقة. ربط إلكتروني بين جميع الدوائر الحكومية في تعزوإب. اعتماد إدارة تدريب وتطوير في كل دائرة حكومية في الإقليم بما يتناسب مع التطور الإداري الحديث. الجانب العلمي والثقافي والطبي: إنشاء مركز عالمي للأبحاث العلمية والطبية في مدينة تعز لرعاية الباحثين والمخترعين اليمنيين. إنشاء مجمع تدريب وتطوير في مدينة تعز يختص في تدريب الموظفين من كل الأقاليم وتطوير القدرات والمهارات. إنشاء مراكز ثقافية في مديريات الإقليم مهمتها التوعية الوطنية والثقافية في المجتمع ونشر الثقافة التقنية وأجهزة الكمبيوتر. الجانب السياسي: إقليم الجند يعد أكبر كتلة تصويت انتخابية في اليمن ويستطيع أبناء إقليم الجند أن يكون لهم الدور الأبرز في إنجاح مرشح الرئاسة في توحيد موقفهم في هذا الرقم الصعب وسيكون نجاح الشخصية الوطنية بأيديهم ويراهن عليهم أبناء الوطن لما يتميز به إقليم الجند من حضور شبابي وطني نضالي على مستوى اليمن في كل مراحله الوطنية. ومع هذا الطموح والثقة في المقومات العملاقة لإقليم الجند علينا الحذر من مخاطر مستقبلية إذا لم يوضع لها حلول دستورية وطنية لكل الأقاليم. تسويق اليمن عبد العالم الشميري، مواطن مغترب في بريطانيا أشار إلى أنه بالرغم من شح موارده الاقتصادية إلا أن أبناء الجند يستطيعون تسويق اليمن أفضل للعالم، وإقليم الجند من أهم الأقاليم اليمنية. وبيّن الشميري عدة نقاط يرتكز عليها الإقليم وقال: أولاً ينتشر أبناء الإقليم في معظم دول العالم، فنسبة كبيرة جداً منهم في دول الاغتراب وسلميتهم وثقافتهم تعكس صورة مشرقة لدى المجتمعات التي يعيشون فيها عكس تلك الصورة القاتمة التي يعرفها العالم عن اليمن. ومن الناحية الاقتصادية يتميز الجند بمقومات كثيرة، بالإضافة إلى الأيادي العاملة الكثيرة فيها، بسبب كثافة السكان، كما يعرف الجند بانتشار المصانع التي تغطي صادراتها معظم اليمن وتُصدّر لدول أخرى، ومعروف عن الجند أنه منطقة صناعية من الدرجة الأولى، وإذا ما استقرت الأوضاع الأمنية في البلد سيعود المغتربون للاستثمار في الجند بشكل خاص واليمن بشكل عام. إب السياحة وفي الجانب السياحي أشار الشميري إلى أن إب لها تاريخها السياحي، فإذا استقرت الأوضاع لكانت إب من أكثر المدن ازدحاماً بالسياح الأجانب في المنطقة، بالإضافة إلى تعز التي تملك شريطاً ساحلياً وشواطئ ستستقطب العديد من السياح، سواء المحليين أو الأجانب، ولكن يبقى توافر الأمن والاستقرار الأهم في عملية التنمية. تتويج الثورة الشبابية من جانبه يشير مختار الدهبلي إلى أن إقليم الجند يعتبر تتويجاً لنضال الشعب اليمني للخروج من هيمنة المركز والذي ظل يدير الوطن لفتره طويلة بعقلية التابع والمتبوع، عقلية السيد والرعوي، لذلك فإن إعلان إقليم الجند هو تتويج للثورة الشبابية الشعبية ومخرجات الحوار الوطني وهو إقليم رائد يعتبر حلقة وصل بين مختلف الأقاليم ويحتوي على أهم ممر دولي وإقليمي مضيق باب المندب والذي يتحكم بنسبة كبيرة من التجارة العالمية لو فُعّل بصورة استثمارية مع ميناء المخا لحقق من الفوائد ما يكفي اليمن بأكمله، وليس فقط إقليم الجند، والأهم من هذا كله هو الثروة البشرية المدربة والمتعلمة التي يتفوق فيها إقليم الجند والمغتربون في جميع أنحاء العالم والتجار ورجال الأعمال، لذلك فإقليم الجند سيكون قاطرة التنمية لليمن بلا مبالغة إذا وجدت الإدارة الرشيدة مقومات جغرافية وأوضح الدهبلي أن الإقليم مليء بالتاريخ والآثار التاريخية مثل: قلعة القاهرة وحصن بعدان والكثير مثل جامع الجند والأشرفية والمظفر وحصون تاريخية عديدة مما يدل على مقومات جغرافية وثقافية جعلت هذا الإقليم مكاناً لهذه الدول، وحتى اختيار رسول الله معاذ بن جبل له يدل على مكانة الإقليم وتأثيره على اليمن، مع العلم أن هناك الكثير من الثروات حسب ما تقوله العديد من الدراسات، فالإدارة العلمية لها ستجعل الإقليم غنياً بثرواته وكوادره وتاريخه الحضاري ومكانته الجغرافية، وبتكامل هذه المقومات سيكون للجند الموقع المستحق والذي منعت منه طويلاً بل وسيكون بوابة العبور للمستقبل من بوابة التنمية والإعمار.