يشعر الوكيل المساعد لقطاع الرياضة في وزارة الشباب والرياضة بكثير من الزهو حينما يتذكر لحظة رفع العلم الوطني الجديد وإعلان قيام الجمهورية اليمنية الموحدة التي جاءت تتويجاً لجهود جبارة سبقت هذا الإعلان، وكان لشباب ورياضيي الشطرين آنذاك دورهم الفاعل في الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية.. ويتحدث خالد صالح حسين وكيل الوزارة لقطاع الرياضة عن دور الرياضيين في الوصول للإعلان التاريخي بقيام جمهورية اليمن الموحدة بقوله: الوحدة اليمنية مثلت هدفاً استراتيجياً لجميع أبناء الوطن في الشمال والجنوب.. لذلك شرع مسئولو الشباب والرياضة في كلا الشطرين حينها بخطوات كثيرة ، وأتذكر اننا أرسلنا وفد إلى شمال الوطن صنعاء برئاسة الأستاذ محمد عبده زيد نائب رئيس المجلس الأعلى للرياضة “آنذاك” وأنا كنت حينها مدير عام نشاط التخطيط وكان المشروع يحمل تنظيم موسم رياضي موحد بين الشطرين في 16 8 1988م وتم التوقيع عليه من قبل الأخوين محمد غالب أحمد ومحمد الكباب على برنامج العمل في لوحة جميله وفياضة.. وأضاف: كانت القيادات الرياضية ممثلة بالأخوين القديرين محمد الكباب ومحمد غالب أحمد بمستوى الحدث، إذ زرعوا فينا المشاعر الفياضة للانجراف نحو الوحدة اليمنية وشددوا على سرعة توحيد اللقاءات وإعداد اللوائح والنظم دون أية حسابات، وبالذات الأستاذ محمد غالب أحمد كان حريصاً على إنجاز المهمة قبل أي شخص آخر. ومضى “صالح” قائلاً: جاءت زيارة اللجنة الأولمبية من شمال الوطن إلى الجنوب كترجمة لهذه الاتفاقيات المسبقة، عقد الاجتماع بين اللجنتين الأولمبيتين في عدن في 8 فبراير 1990م وكلفت أنا والأخ محمد منصر لتنظيم نشاط رياضي في صنعاء وهي خطوة متقدمة جدا بان تسبق الرياضة القرار السياسي المتمثل في إعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، وسبق هذا القرار تشكيل منتخب يمني موحد 1988م للجمهورية اليمنية قبل إعلان الوحدة ولعب منتخب اليمن الموحد مباراتين أمام المنتخب السوداني والأثيوبي وهي من أجمل اللحظات التي كنا نعتز بها، وحلم كبير جدا، لكن أحيانا الممارسات الخاطئة أساءت كثيرا للوحدة اليمنية واختزلت الوحدة بأشخاص وفئات معينة في المجتمع حاربت الأغلبية الساحقة من أبناء الجنوب وأصبحت تلك الذكريات الجميلة بمثابة علق على الجرح نداوي جراحات الحاضر بكل ما أنجزناه في الماضي الذي كان بالنسبة لنا حلما كبيرا. واستطرد : كان حلمنا بأن الوحدة ستوحد الإرادة الرياضية والبنية الرياضية ولاعبي الشطرين في منتخب واحد بحيث يشكل قوة، وكنا نراهن على ذلك كثيرا، لكن للأسف الشديد مرت سنوات كثيرة منذ قيام الوحدة وحتى 94م لم نحقق خلالها موسما رياضيا كما كان في الشطرين، وجاءت حرب 94 لتقضي على ما تبقى وتهميش طرف على حساب طرف آخر، وبعد عام 2000م بدأت المشاريع تتوسع خاصة بعد إنشاء صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة ليعم الخير معظم محافظات الجنوب والشمال بشكل عام، حيث تعززت البنية التحتية ولكن في هذه الفترة تراجع بناء الإنسان الى الخلف ولم تعد المنتخبات الوطنية كما كانت سابقا سوا في الجنوب أو الشمال. ويتذكر “ خالد صالح”: كنا نراهن من خلال دمج المنتخبين تحت مسمى منتخب اليمن الموحد أن نصل الى العربية والآسيوية والعالمية لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.. أضف الى ذلك أن الطموح كان أكبر من خلال الخطة الخمسية التي قدمنا فيها برنامجاً شاملاً لتطوير الرياضة اليمنية لكن الدولة لم تعتمدها، وهي نفس الخطوات التي كنا نحلم بها قبل وبعد الوحدة، لأن العمل الاستراتيجي غاب في العمل الرياضي وما يحدث الآن من عمل إنما هو بجهود أشخاص ووزراء كل يعمل وفق جهوده وما يمكن أن يقدمه للرياضة. وأضاف صالح: إن البنية التحتية بدأت من 2010م تتوسع وخاصة محافظة عدن التي استفادت كثيرا من استضافة خليجي 20 لكن بناء الإنسان يظل متدنياً، بدليل أن زبائن المخدرات و”المحببين” يفوقون جماهير الرياضة عدداً والسبب يرجع الى أننا أهملنا الرياضة وهو ما ساعد على إعطاء مساحة كبيرة للمتطرفين في غزو الرياضة في الجانبين الديني والأخلاقي فأزاحتهم من الساحة الرياضية. واختتم حديثه بالقول: كلمتي للشباب والرياضيين في هذه المناسبة هو أن يحصنوا أنفسهم من التطرف في الجانبين الديني والأخلاقي ويهتموا بالرياضة بدرجة أساسية فهي المتنفس وهي قارب النجاة لمستقبلهم.. الرياضة أكبر وسيلة لحماية أنفسهم من كل السلبيات وتوحدهم ينعكس إيجابا على تحقيق الإنجازات الرياضية.