أن تفوز ب«الحوار الأول» لمدرب منتخب وطني، فهذا يعني أنك حققت سبقاً صحفياً تحلم به أية صحيفة رياضية تود أن تقدم الجديد لقرائها الكرام كل أسبوع وتفاجئهم.. الأسبوع الماضي كان التشيكي «ميروسلاف سكوب» في مدينة تعز بعد أيام من توقيعه عقد قيادة المنتخب الوطني.. جاء المدرب في مهمة طارئة لاصطياد نجوم المنتخب القادم من آخر مباريات الدوري، وكانت «ماتش» تخطط لاصطياده في أول حوار صحفي.. قبل ساعات من سفر المدرب إلى العاصمة تحقق نصف الأمر بمحاورته، لكن النصف الآخر ظل مرهوناً بتوفير «مترجم».. تكفل الزميل العزيز «معتصم المرتضى» سكرتير تحرير مجلة المثقف الصغير بتوفير مترجم يجيد اللغة التشيكية، وكانت مهمة إقناع الصديق «شهير العذري» بالترجمة أصعب من إقناع المدرب بإجراء الحوار، كون «شهير» يبدأ مقيله في الثانية عشرة ظهراً كل يوم.. في الأخير تم الحوار الذي اشترك في ترجمته بجانب «شهير» كل من «معتصم المرتضى» والكابتن «فيصل أسعد».. تحدث المدرب «سكوب» عن المهمة الانتحارية في قبول تدريب منتخب وطني لأول مرة، ومغامرة السفر إلى اليمن، وعن طموحاته في إنشاء منتخب مستقبل وعدم الوعد ب«الفوز الأول» في بطولة الخليج.. إلى التفاصيل: * في البداية نرحب بك في اليمن وضيفاً على صحيفة «ماتش» في أول حوار صحفي.. شكراً لكم وأنا سعيد بوجودي هنا في اليمن.. * الكثير يتساءل ما الذي جعل الكابتن سكوب يوافق على التعاقد مع الاتحاد اليمني رغم أن فرص تحقيق النجاح ضعيفة، كما أن العرض المالي لم يكن مغرياً؟ أولاً أن يتم منحك الثقة لتدريب منتخب وطني لبلد سكانه بالملايين فهذا يعتبر حلماً بالنسبة لأي مدرب، كما أنني مدرب محترف ولابد أن أخوض تجارب كثيرة ومختلفة وقد نظرت إلى العرض اليمني على أنه فرصة جيدة لإثبات قدراتي.. أما الفرص الضعيفة لتحقيق النجاح فذلك يزيد من حماسي لأنك لن تكون مدربا جيدا لك اسم معروف إذا لم تخلق النجاح وتحقق ما لم يتوقعه الآخرون. * لكن كثيرين يرون أن قبول مهمة تدريب المنتخب اليمني يعتبر مجازفة لأي مدرب.. ما رأيك في ذلك؟ أية تجربة تعتبر مغامرة بالنسبة لأي مدرب، لأنه لا يضمن التوفيق والنجاح وكل التجارب التدريبية تظل خاضعة للنجاح وللفشل وبالنسبة لي أنظر إلى هذه المهمة على أنها تجربة جديدة وحزمة من الخبرات تضاف إلى رصيدي، فخلال مشواري التدريبي أشرفت على منتخبات شابة تحت “20” سنة وهذه أول تجربة لي في قيادة منتخب وطني، وقد حفّزني هذا الأمر لخوض هذه المغامرة خصوصاً وأننا سنشارك في بطولة مهمة كبطولة الخليج وسنقابل منتخبات قوية ومعروفة. * كم احتجت من الوقت للموافقة بعد تلقيك للعرض اليمني، وماهو أكثر شيء فكرت فيه قبل الموافقة؟ لم يكن أمامي وقت كثير للتفكير، حيث كان الاتحاد اليمني يريد حسم موضوع الجهاز الفني للمنتخب الأول بسرعة كما أنني في نفس الوقت لم أتردد في قبول العرض لرغبتي في خوض تجربة جديدة بالإضافة إلى تحمسي للموضوع بعد أن علمت أن هناك اتحادا جديدا تم انتخابه في الشهر الماضي واطلاعي على برنامج رئيس الاتحاد الذي كان طموحاً ويؤكد أن هناك نية في العمل الجاد للتطور. * وما الذي كنت تعرفه عن الكرة اليمنية قبل موافقتك على العرض؟ كانت لدي معلومات بسيطة جداً، فخلال عملي في مصر مدرباً لمنتخب الشباب قبل عامين كنت أسمع عن مستوى الكرة في الدول العربية بالمنطقة، كما أنني شاهدت بعض المباريات من خلال قنوات الجزيرة الرياضية للمنتخب اليمني وتكونت لدي فكرة ولو محدودة. * الأسبوع الماضي جمعك لقاء برئيس الاتحاد وقبله التقيت بعدد من المسئولين في الاتحاد.. ماهي أبرز النقاط التي تم مناقشتها، وكيف رأيت تفاعل قيادة الاتحاد مع مهمتك؟ لقائي برئيس الاتحاد كان للتعارف ولم نناقش فيه أي شيء، لكني شعرت من الحديث معه عن رغبة حقيقية لتطوير العمل في المستقبل، كما أن البرنامج الذي قدمه قبل الانتخابات الأخيرة طموح ويؤكد على العمل بطرق جديدة والارتقاء بالوضع الحالي إلى الأفضل. * بدأت المهمة ولم يبقَ من الدوري إلا ثلاث جولات مما يصعّب عليك مشاهدة كل الفرق وتقييم مستوى جميع اللاعبين.. فعلى ماذا ستعتمد في اختيارك للقائمة الأولية؟ نعم بقي ثلاث جولات من الدوري كما أن مسابقة الكأس انطلقت ولدي برنامج لمتابعة “15” مباراة في الدوري والكأس، وسوف أشاهد معظم الفرق، وأعتقد أن ذلك كافٍ في هذه الفترة لاختيار القائمة الاولية، كما أن الباب سيظل مفتوحاً أمام من يثبت أحقيته بالانضمام إلى صفوف المنتخب في الأيام القادمة. * ماهو الانطباع الأولي الذي خرجت به عن اللاعب اليمني خلال زيارتك لمحافظة تعز وحضورك لمباراتين فيها؟ كنت قد بدأت المهمة بمتابعة مباراة أهلي صنعاء و22مايو في صنعاء وكانت مباراة من طرف واحد وانتهت لصالح الأهلي 5 0 لكن مباراة الصقر واليرموك كانت قوية ونتنافسية وأظهرت الأداء الحقيقي للاعبين.. عموماً اللاعب اليمني يشبه إلى حدٍّ كبير اللاعب المصري فهو يلعب بحماس ويحب الكرة لكنه بحاجة إلى أشياء كثيرة يأتي في مقدمتها اللياقة البدنية التي سوف نركز عليها، كما أنه بحاجة إلى اللعب بتكتيك منضبط، ومن الأشياء التي لفتت نظري المشكلة التهديفية، حيث إن هناك فرصاً كثيرة تهدر أمام المرمى كما أن اللاعب اليمني مستعجل خصوصاً أمام المرمى والكل في الملعب يريد أن يسجل الأهداف وبالتأكيد أن كل هذه المشاكل سوف نحاول معالجتها من خلال المحاضرات والتمارين المكثفة. * أكيد أنه ستكون لك استراتيجية وبرنامج للعمل في المرحلة القادمة.. هل بالإمكان أن تطلعنا على أبرز ملامحه؟ بالنسبة للمرحلة الأولى المتعلقة باختيار القائمة الأولية فلابد أن يكون لدي ثلاثة لاعبين في كل مركز، كما أنني سأتابع منتخب الشباب تحت 19 سنة وسوف أعتمد على اللاعبين من صغار السن لبناء منتخب للمستقبل، أما ما يتعلق بالمراحل الأخرى لرحلة الإعداد فقد وضعت برنامجاً للاستعداد يتضمن إقامة معسكرات داخلية وخارجية وخوض عدد من المباريات التجريبية وتم تسليمه للأمانة العامة بالاتحاد. * بقي حوالي خمسة أشهر على بطولة خليجي 22، هل ترى أن الفترة كافية لإعداد المنتخب كما يجب؟ بالتأكيد لا تكفي.. فنحن نتحدث عن خمسة أشهر متبقية من الآن في حين أننا لم نبدأ الاستعداد الفعلي، فالدوري تتبقى منه جولة ومسابقة الكأس لاتزال في بداية أدوارها، أي أن المسابقات ستنتهي قبل شهر رمضان بفترة بسيطة كما أن شهر رمضان له خصوصية في الدول العربية ولا يمكن أن تنفذ فيه برامجك مثل الأشهر المتبقية وهو الأمر الذي سيحتم علينا مضطرين من اقتصار الإعداد فيه على تجمعات لثلاثة أيام في الأسبوع.. أي أن فترة الإعداد الحقيقية ستبدأ من بعد عيد الفطر وستكون لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، لكن بالتأكيد سنعمل المستحيل من أجل الاستفادة من الوقت المتاح وإيصال المنتخب إلى جاهزية معقولة تمكنه من خوض البطولة الخليجية بقوة والظهور بصورة مشرفة. * شارك المنتخب في ست بطولات خليجية خلال السنوات الماضية لكنه لايزال يبحث عن فوزه الأول.. فهل نستطيع أن نقول أنه سيحقق ذلك في المشاركة السابعة وتحت قيادة سكوب؟ يبتسم ويقول: ليس هناك أسهل من الكلام وفي كرة القدم لا يستطيع أحد أن يوعد بشيء وكأنه متأكد أنه سيحققه.. الانتصارات في كرة القدم تحتاج إلى عمل وتخطيط وجهد كبير ولذلك نحن سنعمل من أجل أن نكون في أحسن وضع ولابد أن نضع الانتصارات نصب أعيننا وتكون هدفنا قبل أية مباراة حتى نحققها، أما بالنسبة لي سأبذل كل ما بوسعي لتطوير أداء المنتخب وسأقدم كل خبراتي من أجل ارتقاء الكرة اليمنية. * سجل النتائج الضعيفة للمنتخب خلال تاريخ مشاركاته الخارجية جعل كل المدربين الذي سبقوك يعمدون على انتهاج الأسلوب الدفاعي البحت.. فما هو الأسلوب الذي ستعتمد عليه في الفترة القادمة؟ لم يكن الأسلوب الدفاعي البحت أو التكتل أمام المرمى ليمنع الخسارة في كرة القدم فكيف إذا كان الفريق أصلاً يدخل الملعب وهو مهزوم.. أولاً لابد أن نبعد فكرة الخسارة من عقول اللاعبين وننمي لديهم ثقافة الفوز، وطبعاً قبل ذلك يجب أن نكون جاهزين بدنياً وفنياً ونلعب بتكتيك مناسب.. فمن الطبيعي أنك عندما تنزل الملعب وأنت خائف من الخصم الذي تواجهه وفي بالك أنك ستخسر فسوف تخسر، ففي المرحلة المقبلة إذا لم نستطع أن نغير هذا الفكر واستمر اللاعبون في النزول إلى الملعب وفي عقولهم الخسارة فالأفضل لنا أن لا نلعب من الأساس. * ماهي معلوماتك عن اليمن قبل أن تأتي، وكيف وجدتها بعد وصولك وتنقلك بين محافظاتها؟ كل المعلومات التي كنت أعرفها كانت من الإعلام وما يبث على شاشات التلفزيون، وبالتأكيد كانت معلومات مخيفة تصور البلد على أنه ساحة حرب.. لكن عند وصولي وجدت الصورة مختلفة تماماً والأمور طبيعية والناس هنا طيبون، وتأكدت أنما يبث في الإعلام كان تهويلاً.. وهذا ليس في اليمن فقط فقد تعودنا من الإعلام أن يحول حدوث مشكلة أو حادث في منطقة أو شارع معين ويهولها على أن المشاكل والفوضى تعم البلاد بأكملها.