اجتاحت موجات الصقيع والعواصف الثلجية مؤخراً اغلب المناطق في الشرق الاوسط .. متسببة في وقوع خسائر بشرية ومادية وسط تعالي نداءات الاستغاثة من المتضررين في مناطق الايواء الخاصة بالنازحين السوريين على الحدود اللبنانيةوالاردنية . وتسببت العاصفة الثلجية التي اجتاحت لبنان منذ الثلاثاء الماضي في خسائر بشرية واضرار مادية بالنازحين السوريين، وبلغت ذروتها يوم الخميس الماضي اثر تساقط الثلوج على ارتفاعات منخفضة قياسية الى حدود ال400 متر ملامسة السواحل. وذكرت التقارير ان ست وفيات سجلت بين النازحين السوريين في مخيماتهم وتجمعاتهم، خاصة مراكز التجمعات التي لا سقف لها ويعلوها أكياس نايلون ملفوفة على أمتار من الحديد ومثبتة بإطارات سيارات، اضافة الى افتقارها للسجاد والبطانيات. كما تسببت العاصفة اضراراً فادحة بالمزروعات في لبنان جراء شدة سرعة الرياح والتي تسببت في تطاير أغطية الخيم البلاستيكية ما ادى الى تضرر الاشجار في مختلف المناطق اللبنانية . وأرغمت العاصفة السلطات على اغلاق المدارس الحكومية والخاصة والجامعات خلال الايام الماضية، بعد ان اصبحت معظم الطرقات ما بين القرى غير آمنة بسبب الانزلاقات والسيول وكثرة كمية المياه . كما عطلت اعمال الصيادين وعرضت عدد من المراكب لاضرار داخل الميناء بسبب ارتفاع الامواج، فضلاً عن توقف حركة الملاحة الجوية لبعض الوقت خلال اليومين الماضيين ما تسبب في تأخر وصول رحلات . وتشير التقارير الى انه على الرغم من الاجراءات التي اتخذتها البلديات والهيئات الاسعافية والدفاع المدني والصليب الأحمر، الا ان ذلك لم يمنع من وقوع حوادث سير نتج عنها جرحى وقطع طرقات رئيسية وفرعية . وفي الاردن دفعت العاصفة الثلجية التي اجتاحت العاصمة عمان السلطات الأردنية اليوم السبت الى رفع حالة الطوارئ في وزارة الصحة ومطالبة السكان بعدم الخروج إلا للضرورة . وذكرت وسائل الإعلام الاردنية أن تساقط الثلوج بكثافة تسبب في وقوع 95 حادث سير خلال ساعتين فقط، أودى أحدهما بحياة شخصين. واوضحت ان السلطات الأردنية اغلقت الطرق المتجمدة تجنباً لوقوع المزيد من الحوادث، بعد أن بلغت العاصفة الثلجية التي تجتاح بعض دول الشرق الاوسط ذروتها في عمان الليلة الماضية. وأصدر المركز الإعلامي في مديرية الأمن العام الأردني يوم أمس قرارات مشددة تفيد بحجز رخص الأشخاص الذين سيخرجون من المنازل بالسيارات. من جانبها سجلت هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن المسئولة عن أداء شركات الكهرباء في المملكة 3436 انقطاعاً في التيار الكهربائي خلال يوم أمس فقط. وفي السياق ذاته أعلن وزير التربية والتعليم الأردني تعطيل المدارس وتأجيل امتحانات الثانوية العامة الى إشعار آخر بسبب الأحوال الجوية في حين فعلت المراكز الصحية والمستشفيات خطط الطوارئ لاستقبال الحالات الطارئة. ولم تكن مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن بمنأى عن العاصفة الثلجية التي أودت بحياة لاجئين 2 في قرية (الزعتري) شمال البلاد أمس اختناقاً بغاز التدفئة، ما اضطر السلطات الأردنية الى نقل عائلات من داخل مخيم الزعتري الواقع شمال شرق البلاد، إلى مخيم الأزرق شرقاً احترازياً قبل مداهمة مياه الأمطار لخيامهم . ويصل عدد السوريين في الأردن أكثر من مليون و390 ألفا، بينهم نحو 650 ألفا مسجلين كلاجئين لدى الأممالمتحدة، فيما دخل البقية قبل بدء الأزمة بحكم القرابة العائلية والتجارة. ولا يعيش من اللاجئين داخل المخيمات المخصصة لهم سوى 97 ألفا، ويتوزع البقية على المجتمعات المحلية في الأردن. وتزداد معاناة اللاجئين في ظل استحالة تأمين أي معونات طبية أو غذائية لهم بسبب انقطاع جميع الطرق إلى مخيماتهم، فضلاً عن النقص الحاد الذي يعانونه في وسائل التدفئة. وتداهم الأمطار الغزيرة مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن بين الحين والاخر، وتتسبب إلى جانب الرياح العاتية بتطاير مئات الخيم وتدمير محتوياتها، ما جعل حياة السكان في المخيم وفي أماكن أخرى بالغة الصعوبة . ويأتي ذلك في الوقت الذي رفضت وكالات الإغاثة فكرة نقل آلاف اللاجئين السوريين الذين يعانون تحت وطأة الطقس السيئ إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، بسبب عددهم الكبير . فيما ناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الدول المانحة ومنظمات الأممالمتحدة والهيئات العربية والدولية المعنية، سرعة التحرك لتقديم المعونات الإنسانية العاجلة للاجئين والنازحين السوريين في الدول المضيفة لهم وخاصة لبنانوالأردن الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل العاصفة الثلجية التي تشهدها المنطقة. وطالب العربي في بيان صحفي الخميس الماضي تلك الجهات بتوفير الدعم العاجل للدول التي تستضيف أعداداً كبيرة من هؤلاء اللاجئين والنازحين وخاصة حكومتي لبنانوالأردن نظراً للظروف الصعبة والمعاناة الإنسانية القاسية التي تسببت بها الأحوال الجوية . الى ذلك أطلق صندوق الأممالمتحدة للطفولة برنامجاً يتيح للعائلات السورية في الأردن شراء الملابس الشتوية لأطفالهم في حين قدمت منظمة (أنقذوا الاطفال) ووكالة الاممالمتحدة للاجئين أغطية اضافية للاجئين في الأردنولبنان ومواد عازلة وأدوات لإصلاح الملاجئ التي لحقت بها أضرار. وقالت الأممالمتحدة إنها تفضل نقل اللاجئين من المناطق التي ضربتها العاصفة لكن الوضع ليس ملائماً .. واصفة الطقس السيئ بانه "ضربة من الطبيعة تأتي في وقت صعب للغاية". ومن المتوقع أن تستمر العاصفة بضعة أيام ما يهدد بمزيد من التعطيل في لبنان وسوريا وتركيا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة.