قام فخامة الرئيس محمود عباس أبومازن - رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية - عصر أمس بزيارة إلى مشروع جامع الرئيس الصالح في العاصمة صنعاء. وكان في استقباله لدى وصوله موقع المشروع المسؤولون والمهندسون العاملون في هذا المشروع الإسلامي العملاق، الذي يعتبر تحفة فنية معمارية فريدة وبديعة، ومعلماً إسلامياً وثقافياً وحضارياً بارزاً. وقد طاف فخامة الرئيس الفلسطيني بأنحاء الجامع، الذي انتهت فيه كافة الأعمال الإنشائية والتشطيبات الفنية تمهيداً لافتتاحه خلال الفترة القليلة القادمة. واستمع إلى شرح من الإخوة المهندسين عن هذا المعلم العمراني والديني والثقافي والحضاري الكبير، الذي تم تشييده على مساحة 27 ألفاً و300 متر مربع، ويتسع لحوالي 44 ألف مصلٍ، بالإضافة إلى مُصلّى خاص با لنساء، وتم إنشاؤه على نفقة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، ومن خلال جمع التبرعات من فاعلي الخير، بتكلفة إجمالية تصل إلى ستين مليون دولار. ويتكون الجامع من صالة الصلاة الرئيسة بمسطح 596، 13 متراً مربعاً، ولها ارتفاعان، ويوجد لها 10 أبواب رئيسة من الصوحين الشرقي والغربي، وكذلك 5 أبواب من الجهة الجنوبية تؤدي إلى الرواق الخلفي للجامع، وصحن الكلية الشرعية ومنطقة المواضئ، وتغطي المنطقة الوسطى لسقف الجامع خمس قباب، أربع قباب بقطر 60 ،15 متراً، وارتفاع 35، 20م من سقف الجامع، والقبة الوسطية، وهي الأكبر بقطر 40، 27 متراً، وارتفاع 60، 39م من سقف الجامع.. كما أن هناك أربع قباب صغيرة في الأركان الأربعة لسقف الجامع بقطر 90، 8م، وارتفاع 89، 12م من سقف الجامع، بالإضافة إلى ست مآذن، أربع مآذن على جانبي الجامع، بارتفاع 100م، ومأذنتان على جانبي الكلية الشرعية بارتفاع 80م. وتوجد في الجامع كلية للعلوم الشرعية، وتتكون من ثلاثة أدوار، تحتوي على 20 فصلاً دراسياً، وقاعات للمحاضرات، ومكتبة للرجال وأخرى للنساء، وقاعة لحفظ المخطوطات، ومرافق صحية. ويشتمل المشروع على مرافق وخدمات متكاملة ومواقف للسيارات تتسع لحوالي ألف سيارة، كما ستحيط بالجامع مجموعة من الحدائق والمسطحات الخضراء. وأوضح المهندسون بأن معظم مواد البناء والتكوينات الإنشائية للجامع قد تم استخدامها من المواد المتوافرة محلياً، وروعي في التصاميم والتنفيذ الطراز المعماري اليمني المتميز، وإبداعات الحضارة اليمنية العريقة وفن المعمار الإسلامي البديع، بما في ذلك النقوش الفنية البديعة والفريدة التي تعكس فن الزخرفة الإسلامية وكتابة الآيات القرآنية على معظم جوانب الجامع الداخلية وجدارانه الخارجية ما جعل من هذا الجامع آية فنية فريدة ومتميزة في الإبداع الهندسي والجمال المعماري ومعلماً إسلامياً وحضارياً ومعمارياً وثقافياً شامخاً على المستوى العالمي. وأشاروا إلى أنه تم تجهيز الجامع فنياً بأحدث تقنيات الصوت والنقل التلفزيوني. وعقب الزيارة عبّر فخامة الرئيس محمود عباس عن إعجابه بهذا المعلم الإسلامي العظيم الذي استوعب خصائص فن العمارة اليمنية والإسلامية، وجمع بين الأصالة والمعاصرة. وقال: تشرفت بزيارة هذا المعلم الإسلامي العظيم الذي يمثل أولاً الحضارة اليمنية، ويمثل العراقة اليمنية، ولاشك أن هذا المشروع فريد من نوعه، ويندر أن نرى مثله في العالم الإسلامي. وأضاف: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي تبنّى هذا الجامع، كل خير، وأن يسجله في سجل حسناته، إن شاء الله.