كانت بمثابة الرئة التي يجد فيها الأطفال متنفساً لهم خاصة من عائلات الطبقات الدنيا والمتوسطة.. لكنها أصبحت اليوم بعد تزايد السكان، وانتهاء صلاحية ألعابها، صورة واضحة لإخفاق المدينة وحلمها . حديقة التعاون بالحوبان، لم تر في فضاء الثقافة ومشاريع التنمية منذ عقود سوى هدم سورها القديم، بغرض بناء سور جديد، وهو ما لم يتم حتى الآن كما أكد ل (الجمهورية) القائم بإدارة الحديقة عادل عثمان طاهر، ناهيك أن الحديقة لم تلق التجاوب الجاد . يوضح مدير الحديقة من أجل دعمها في دفع الأجور الشهرية لما يقارب 80 عاملاً، بعد أن تراكمت أجورهم المستحقة منذ يوليو الماضي، ونصف العدد يعملون كمتعاقدين مضى على خدمتهم من 5 25 سنة دون تثبيت، معتبراً أن استمرار وضعهم بلا رواتب ولا تثبيت يهدد أسرهم ومستقبل أطفالهم . ويؤكد مدير الحديقة في هذا السياق أنه بالإضافة إلى جهود الإدارة الحالية، فإن الإدارة السابقة، حاولت التأكيد على أهمية تثبيت العاملين ورفعت بشأنهم مذكرات إلى المحافظة، كما نزلت لجان تلو اللجان دون حلول، مبيناً أن المحافظ وجه مؤخراً إلى الخدمة المدنية بعد أن كان وجه سابقاً لتثبيت المتعاقدين ضمن صندوق النظافة والتحسين، لكنهم استبعدوا ولم يوظفوا أسوة بزملائهم في الصندوق، وهذا ليس بسبب عدم توفير اعتماد للحديقة خلال السنوات الأخيرة فحسب، بل ضاعف منه حسبما أشار مدير الحديقة إلى تصريح السلطة المحلية أنها لم تعتمد مركزياً . ويؤكد أنه رغم الجهود لإيجاد الدعم انقاذاً للحديقة كمعلم أساسي في مستقبل المدينة، وتغطية ما تتطلبه من ألعاب جديدة ودرجات وظيفية وإعادة تأهيل وترميم، إلا أن عدم التجاوب أصاب الإدارة السابقة بالإحباط وتقديم استقالتها في يناير المنصرم . والحديقة كما يقول مديرها تحتاج إلى (500) مليون بشكل إسعافي، لإعادة تأهيل الألعاب وصيانتها، وتوفير المياه المعالجة للمسج والاهتمام بالتشجير مع إدخال ألعاب جديدة وإحداث تحسينات شاملة . وهو يرى أن أسرع الحلول لاستمرارها تسويرها لمنع المتسللين من أصحاب دراجات نارية ومسلحين أقلقوا راحة الزوار ، ما أدى إلى إضعاف الإيراد اليومي للحديقة من (120) ألفاً في السابق إلى ثلاثة آلاف في الوضع الحالي. وتمنى على قيادة المحافظة المبادرة إلى توجيه اعتماد لدفع أجور العاملين وتثبيت المتعاقدين أسوة بزملائهم في صندوق النظافة . وكان المتعاقدون قد نفذوا وقفة احتجاجية يوم أمس الأول أمام مقر المحافظة للمطالبة بتثبيتهم، وأكد نبيل علي قاسم السحاري، مدير العلاقات بالحديقة، واحد المشاركين في الوقفة، أن مطالبهم مشروعة وقانونية، مشيراً إلى أنهم فوجئوا بتثبيت عمال في صندوق النظافة والتحسين لم يتجاوز عملهم سنة كمتعاقدين، في حين تم إهمال متعاقدين وصلت خدمتهم أكثر من 25 سنة، مطالباً بحماية الحديقة كمتنفس وحيد لذوي الدخل المحدود، ضد ما تواجهه من سطو على أراضيها وتنافس بلا أسوار ولا ألعاب. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر