مديرية المقاطرة هي إحدى مديريات محافظة لحج، بلغ عدد سكانها 54613 نسمة عام 2004م، وتبلغ مساحتها 476 كم2، كانت قبل عام 2000م تابعة لمحافظة تعز، ولكن مع التقسيمات الجديدة أصبحت تابعة لمحافظة لحج، وقد يكون هذا لموقعها الجغرافي.. تقع المديرية شمال غرب مدينة الحوطة وعلى بُعد حوالي 83 كيلومتراً منها، وتحدّها من الغرب مديرية المضاربة والعارة، ومن الجنوب والشرق مديرية طور الباحة، ومن الشمال أجزاء من محافظة تعز المعالم التاريخية والسياحية. المقاطرة ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب ضمن بلاد السكاسك وذكر حصونها ووديانها، ومن أهم معالمها الأثرية قلعة المقاطرة، وهي قلعة شهيرة وحصن حصين ومنيع لاتزال أسواره قائمة حتى اليوم، وهي عبارة عن جبل حصين ويصعب الوصول إلى قمّته إلا عبر منفذين ضيقين فقط، وظلّت القلعة تستخدم إلى قبيل تحقيق الوحدة بين شطري اليمن في مايو 1990م موقعاً عسكرياً استراتيجياً كونها تطل على معظم مناطق الحجرية ولحج وعدن. وقد ارتبطت هذه القلعة بمقاومة أبناء المقاطرة ونضالهم ضد الأتراك العثمانيين وانتفاضتهم ضد الحكم الإمامي في اليمن خلال الفترة من 1920 1922م. وتشتهر مديرية المقاطرة بتضاريسها الجبلية الصعبة، وتوجد فيها واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في اليمن، وهي محميّة جبل اراف المتميزة بغاباتها الكثيفة وتنوّعها الحيوي والنباتي. قلعة المقاطرة تعتبر قلعة المقاطرة واحدة من أهم القلاع الدفاعية الاستراتيجية داخل الأراضي اليمنية، وهي بمقدار ما تبغله من علو وارتفاع شاهقين على قمة جبل المقاطرة؛ فإنها تحتل على الصعيد الطبوغرافي مكان القلب داخل مناطق الجبال الغربية في الحجرية وليس بعيداً عن مدينة التربة المركز الرئيسي لمخلاف المعافر الاستراتيجي الذي كان يشكّل أحد أهم المخاليف اليمنية السابقة في عهد الإسلام، ولتاريخه السياسي والعسكري الحافل ومساهمته الحضارية العمرانية إضافة إلى أهمية موقعة الجفرافي الذي يتوسّط منطقة مثلث تضاريس الركن الجنوبي الغربي لشبة الجزيرة العربية الواقع بين مضيق باب المندب غرباً وخليج عدن جنوباً والأراضي التعزية وبلاد شرعب في الشمال والشرق. الأنشطة الاقتصادية معظم سكان المديرية يعملون في الزراعة الموسمية التي تعتمد على الأمطار؛ ولكن في الآونة الأخيرة بسبب قلّة المياه وندرتها فقد قلّت الزراعة إلى حد كبير واتجه كثيرون من أهالي هذه المنطقة إلى الاغتراب والبحث عن لقمة العيش، والكثيرون منهم من هاجر باسرته إلى العاصمة صنعاء منهم الأطباء والمهندسون والمدرّسون لكي يسهل لهم مواكبة التطور والبحث عن الأفضل، والبعض الآخر في عدن والحديدة وتعز، وفي زراعة القات وتسويقه؛ إلا أنه في السنوات الأخيرة مع قلّة المياه فأصبحت زراعة القات شيئاً للاستهلاك الذاتي، وبعضهم يعملون في الوظائف العامة والخاصة؛ ذلك في الوقت الحالي «في حين بفترات سابقة اشتهرت المنطقة بزراعة العديد من الأصناف التي أمكن زراعتها مثل «الرمان، الخوخ، المانجو، الباباي «عنب الفلفل» الجوافة، الأعشاب الطبية، الحبوب بأنواعها «الذرة، القمح، الشعير، الشوفان....» وجميع تسمياتها المختلفة في القواميس الزراعية اليمنية «الذرة، البر، الدخن، الغرب».