أثارت قضية هروب، أو «بقاء» لاعب الشطرنج الدولي حاتم الحضراني كما يحلو للبعض وصفها في النرويج، جدلاً واسعاً على المواقع الالكترونية ووسائل الإعلام المقروءة.. كما أخذت حيزاً كبيراً من الاهتمام، خاصة وأنها جاءت عقب محاولات هروب عدة في ألعاب القوى والتايكواندو والجمباز والجودو، تسرد «ماتش» العديد منهم.. وفيما وصف البعض الحضراني ب«الهارب» وأنه سعى إلى طلب اللجوء السياسي بعد مشاركته ضمن بعثة بلادنا في بطولة الأولمبياد العالمي للشطرنج بالنرويج التي أقيمت في شهر رمضان الماضي، وأنه أخذ يتنقل ما بين دولة السويدوسويسرا من أجل المشاركة في البطولات الأوروبية المفتوحة بهدف تحسين تصنيفه الدولي.. اعتبر البعض الآخر هروب أو بقاء الحضراني وتعتيم الاتحاد عليها حتى الآن “فضيحة مدوية”، مطالباً قيادات وزارة الشباب والرياضة التحقيق في هروب اللاعب والبطل اليمني وأسبابها؟ وكيف عاد رئيس وأعضاء الاتحاد إلى اليمن بدون الحضراني؟ وكان رئيس بعثة بلادنا في تلك البطولة هو رئيس الاتحاد العام للشطرنج الدكتور “صبري عبدالمولي“, ويرافقه المشرف الفني بالاتحاد فؤاد الجمالي, وعبدالله بامعلم “حكم دولي” ورائد نعمان إداري.. واللاعبون: بشير القديمي - خليل الصبيحي - صالح العقربي - عبده البعداني بالإضافة إلى اللاعب حاتم الحضراني, الذي لم يعد مع البعثة منذ شهر رمضان الماضي وحتى اليوم.. وحتى تتضح الصورة أكثر وتنزاح ضبابية اللغط حول هروب أو بقاء اللاعب حاتم الحضراني في النرويج وتنقله بين السويدوسويسرا, بحثت «ماتش» في القضية, و كان لابد من التواصل مع أصحاب الشأن في اتحاد الشطرنج, لنخرج بالحصيلة التالية: الأمين العام: “حاتم” راشد ولديه أربع لغات.. والإعلام ضخّم المسألة و تعامل معه و”كأنه قاصر” الحضراني طلب منهم البقاء وأعضاء البعثة كانوا على علم بذلك, وهناك من يهوى زرع الشوك ولو كان على حساب سمعة اللعبة * أبدت الأمين العام لاتحاد الشطرنج “رويدا عبدالسلام عثمان“ استغرابها من إعطاء وسائل الإعلام حيزا كبيرا من الاهتمام بقضية الحضراني وبقائه في النرويج، قائلة: حقيقة ما يدعو للاستغراب هو ما تناولته وسائل الإعلام وادعاؤها أن الحضراني هرب وكأنه قاصر.. الحضراني لديه أربع لغات ومقيم عند أحد أقربائه، وبقاؤه في النرويج بهدف التمرين والمشاركة في المسابقات الأوروبية وتحسين تصنيفه الدولي. وأضافت: إن الحضراني عاشق للشطرنج ومن شدة حبه لها فضّل البقاء على حسابه الخاص لكن هذا هو إعلامنا “ادفع اكتب لك ما تشاء، حتى لو طلبت منه سب أحد أقاربي لفعل”. وأفادت: إن جميع أعضاء البعثة دون استثناء كانوا على علم أن الحضراني لن يعود معهم إلى اليمن وإنه يحضّر لمسابقات في أوروبا وإن الحضراني طلب منهم أن يأذنوا له بالبقاء وهو يرغب في تطوير نفسه من خلال البطولات الأوروبية، لكن هناك من يهوى زرع الشوك أمام الآخرين ويصطاد في المياه العكرة بهدف تصفية حسابات قديمة حتى وإن كان ذلك على حساب سمعة الاتحاد واللعبة. وأردفت رويدا بالقول: اللاعبون على تواصل دائم مع الحضراني و يتابعون مشاركاته هناك عبر الموقع الدولي للشطرنج وقد حقق نتائج جيدة، وزوجته دوما تتواصل معنا وتستلم مستحقاته، ومتى ما ضبح أكيد سيعود، الرجال “قده” عجوز وعقله برأسه لكن البعض يتعامل معه وكأنه قاصر والإعلام ضخّم المسألة. ومضت بالقول: باختصار أصحابنا الشطرنجيين بعض الشطرنجيين “أتعبوني , دوّخوبي”.. “ايش ممكن اعمله علشان يرضوا عن الاتحاد , فقط مشكلتهم أنهم طارحين الدكتور صبري في رأسهم ولم يتركوه يعمل”. واستطردت قائلة: أغلب العهد المالية بأسماء الأمناء السابقين، وعاد الدكتور بنظرهم مش “مليح” هم سبب تراجع اللعبة وما يدور في أروقتها من انقسامات وتحالفات، وعلى الرغم من كل ذلك عادهم يحمّلوا الدكتور المسؤولية. واختتمت حديثها قائلة: حاولت أن أصلح الحال بين الأعضاء وأن نعمل جميعا بشفافية ونبدأ بداية صحيحة مبنية على العمل المؤسسي الممنهج وأن يكون الجميع على اطلاع تام على الحسابات الداخلية والخارجية للاتحاد وأن نبتعد عن المناكفات الإعلامية وعشوائية العمل، وما نمشي حاجة إلا بمعرفتهم وأن نشركهم بكل صغيرة وكبيرة، لكنهم ما خلّوا الواحد يشتغل وبدأوا يشكلون تكتلات لا تخدم اللعبة.. حينها أعلنت أنه طالما نحن نعمل الصح لن نخاف من أحد، لأنه للأسف بعض أعضاء الاتحاد لا تهمهم اللعبة بقدر ما تهمهم مصالحهم والتوقيع على الشيكات والظهور أمام وسائل الإعلام والخروج ببعض التصريحات الكيدية التي ننظر لها على أنها مجرد فرقعات إعلامية لن تؤثر على سير عملنا طالما نحن نسير في الاتجاه الصحيح ولا عزاء لأمثال هؤلاء. المشرف الفني للشطرنج: “صبري هو من شجع حاتم على البقاء” وتخلّفه عن بطولة الجمهورية سيؤكد عدم عودته * من جانبه نفى المشرف الفني بالاتحاد وأحد المشاركين في أولمبياد النرويج “فؤاد الجمالي” علمه بما جرى من اتفاق بين رئيس الاتحاد صبري عبدالموالى واللاعب حاتم الحضراني وأنه ليست لديه أية أخبار عن الحضراني الذي لايزال في السويد أو سويسرا حسب ما يشاع.. وفيما أكد أن أخباره انقطعت بعد عودة البعثة إلى اليمن, اتهم الجمالي رئيس الاتحاد صبري أنه لم يقدم أي إيضاح حول عدم عودة اللاعب وبقائه وأنه هو من شجعه على ذلك لأنه كان يقطن معه في نفس الغرفة. وأكد الجمالي أنه لحظة توجه البعثة إلى المطار سألنا عن حاتم فرد علينا رئيس الاتحاد صبري قائلا: إنه سيبقى شهرا يلعب بطولات من أجل رفع تصنيفه الدولي وإن تصنيفه لو وصل إلى “2400” سيحصل على لقب أستاذ دولي , وإن حاتم سينزل عند ابن عمه لمدة شهر فقط، لأن هناك بطولات عديدة ومتواصلة في أوروبا تساعده في تحسين تصنيفه الدولي، وبناء على ذلك توجهنا جميع أعضاء البعثة إلى المطار دون حاتم. وأضاف الجمالي: إن صبري هو من قام بتأجيل سفر حاتم حتى لا تلغى تذكرته، وقد مرّ عليها أكثر من 7 شهور ويتحملها صبري بمفرده.. مختتما حديثه: إن الاتحاد بصدد إقامة بطولة الجمهورية خلال الأيام القادمة وفي حال عدم مشاركة حاتم في البطولة فإن ذلك يؤكد عدم عودته. رضوان شاني: الإحساس بالإهمال سبب هروب اللاعبين.. والجهات المعنية تتحمل المسئولية * وفي استقصاء لردود فعل الشارع الرياضي حول هذه الظاهرة , يؤكد المشرف الفني باتحاد ألعاب القوى “رضوان شاني”, أن الدافع الأساسي في هجرة وهروب اللاعبين هو الإحساس بالإهمال وعدم ضمان المستقبل والبحث عن فرص عيش أفضل في الخارج.. محملا الجهات المعنية المسئولية التي لا تؤمّن مستقبل الرياضيين المبدعين الذين حققوا للبلاد إنجازات وباستطاعتهم تحقيق الأفضل. وقال: لو وجدوا الاهتمام اللازم في تطوير مستوياتهم وتأمين مستقبلهم من خلال إيجاد وظائف حكومية بعد ممارستهم للرياضة وكذلك ضعف إيمان اللاعبين بأن بقاءهم في بلدهم وبين أهلهم وأصدقائهم شيء مهم لهم بعيدا عن المال والشهرة، وبالتأكيد هم الآن يتمنون العودة إلى اليمن لكن الظروف لا تسمح لهم في ظل ما تعيشه بلادنا من أزمات تهدد حياة الجميع لكن حبهم لبلدهم موجود في قلوبهم والله يكون في عونهم. الذبحاني: هروبنا سببه البحث عن حياة كريمة.. وأعمل في تجارة السيارات والحمزي والعقبي في صناعة الديكورات * لاعب المنتخب الوطني للجودو عبدالله الذبحاني أرجع سبب هجرته إلى البحث عن من يقدر المواهب التي ظلينا نقدمها لفترة عقود من الزمن لنصل الى حاجز في الغربة اسمه بداية مشوار من جديد فنبدأ بالبحث عن عمل يوفر لك الحياة الكريمة لكي نستيطع إكمال مشوارنا الرياضي إن أمكن. وقال: في بطولة آسيا للشباب بالصين قررنا أنا ومعي محمد الحمزي وماجد العقبي البحث عن مكان آخر غير اليمن يقدر موهبتنا إضافة الى البحث عن عمل يحفظ لنا معيشة هانئة وكريمة.. وأضاف: إن محمد الحمزي وماجد العقبي يعملان حاليا في شركة لصناعة الديكورات الخشبية وأنا أعمل في تجارة السيارات مع العلم أنني مازلت أمارس رياضة الجودو في الجامعة أنا وبعض لاعبي المنتخب الكوري للجودو