هل هناك علاقة وتوافق بين ما يحدث في الليجا الاسبانية من تقلبات وتدحرجات في الصدارة والقيادة وانتقالها من فريق لآخر.. وبين ما يحدث في البلد وعلى أرض الواقع من تنقلات وتبادل للمواقع والصدارة السياسية.. وبين ما سوف يجري مستقبلاً.. كانت الأوضاع لدينا سابرة للفريق المتصدر والمستحوذ على النقاط والأهداف لفترة طويلة..متصدرا للفرق ومتصدرا للمقاصل والفواصل والقواقل والنوافل والروافل.. وكل شيء يسير كما يشتهيه الوزان.. عفوا المدرب والمدير الفني للفئة الغالبة والناهبة والصاحبة للفريق الملكي.. حتى جاءت الفرصة ومن وضع تسلل، ومن كرة مشكوك في صحتها وحقيقتها ومفرداتها وخباياها. هرب الكابتن من الحصار ومن الحجز ليحرز هدفا ولا كل الأهداف.. لا يهم كيف أحرز الهدف ولا صحته ولا مشروعيته.. المهم أنه هدف احتسب وقلب الموازين رأسا على عقب.. وأعاد المباراة.. عفوا البطولة إلى نقطة الصفر. الكابتن “العجوز” هرب وأفلت من الحصار والعقاب وصارت الكرة في ملعبه.. والعالم والمتابعون يشاهدون ويترقبون شوطة البلنتي التي حصل عليها، فالتسجيل يمنحه التقدم والصدارة والذهاب الى كرسي الأحقية بالفوز بالدوري والكأس.. وعدم التسجيل يجعله مطاردا ومناكفا على السبق، لكنه بهروبه، عفوا تسلله دون ضبط حركة التسلل من رجال الخطوط ومراقبي المباراة وحكم اللقاء منحه الصدارة والتقدم بفارق مريح ومعنويات عالية.. خاصة وغالبية المشجعين والمناصرين يهتفون له ويدفعون به للفوز باللقب.. طالما أن المتعة والمشاهدة ببلاش حتى وإن دفع ثمن تلك المتعة الكثير من الناس عبر شريانهم الأورطي.ومما زاد الإثارة الهروب الآخر من الهداف والمنافس على لقب الهداف بعد ثلاثية المباراة الأخيرة التي وضعته على قدم المساواة مع متصدر الهدافين وعنده من الاحتمالات ما يتجاوز الأمير النائم وينتزع منه الصدارة ليفوز بها.. لدينا نجمان كبيران هربا تسللا من الدوري وسحبا البساط على السائرين نياما.. العجوز وقائد الفريق الكتالوني.. وهدافه القصير الخطير.. والمنفذ التام لكل التوصيات وصاحب الرأس فوق النجوم. وعلى الجانب الآخر كانت صدارة الليجا والدوري الاسباني تسبح بحمد الفريق الملكي وتمجد إبداعات نجمه الأنيق اللورد “كريسي” الذي خطف كل الأسماء والألقاب والجوائز والحوافز حتى التسريحة كانت لصالحه.. لكنه ركن واستكان أن البطولة محسوبة, والمنافس الآخر يلعب بنظام السلحفاة لا يهم متى أوصل ولكن الأهم حتمية الوصول والبقاء لمن يضحك أخيرا. صارت الفوارق تقترب والنتائج تتحسن والأهداف تزداد والصدارة تهتز.. وبلباو صار الشعرة التي قصمت بعير الفريق الملكي وفقد الصدارة والهدافين واستحوذ عليها المنافس.. الفريق الكتالوني بزعامة برغوث قصير مكير قلب الأوضاع كلها لصالحه.. وأضاف الكثير من الإنجازات والأرقام القياسية والتقدم على الأمير النائم...... فهل هناك علاقة بين الفريق الكتالوني وصراعه في الليجا، مع الحراك وما يجري في الجنوب وبخاصة عدن.. وهل نتائج الدوري الاسباني صورة مجسمة وقريبة مما يحدث هاهنا..؟ الأهم من ذلك أن مباراة الكلاسيكو الاسباني على الأبواب.. والجميع ينتظرها ويراقبها على أحر من الجمر ويتكهن أن نتيجتها القادمة هي التي ستحسم لقب الليجا وتحدد مسار البطولة.. باعتبار أن الفائز فيها لا يحتاج إلا إلى مزيد من الوقت والساعات للإعلان الرسمي بالفوز باللقب. وعودا على بدء الأوضاع في البلد تنقسم إلى فريقين كتالوني ومناصروه كثيرون داخليا وخارجيا.. وفريق ملكي وعتاده وعدته مخيفة وقادرة على الوصول به إلى أبعد مدى.. والمباراة الفاصلة “المعركة” لم تبدأ بعد ولكنها فاصلة وحاسمة ولا تحلق الرؤوس فحسب ولكن النفوس وتحلق الدين والمواطنة والسكينة والأمان. الفريقان يستعدان لها ويتهيئان، كل يشحذ هممه وحرمه وكل طاقاته للفوز بالمباراة أو المعركة التي الفوز فيها لو حصل تتقاسمه النخبة.. أما الصحبة والمحبة فخرجت ولن تعود.. كباب الفتنة الذي كُسر ولم يُفتح وطالما أنه كُسر فلن يُغلق أبدا. الخلاصة.. الله يلعن أزلاما وأقزاما صنعت منا كرة تتقاذفها الأقدام