تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    حضرموت هي الجنوب والجنوب حضرموت    الزنداني يلتقي بمؤسس تنظيم الاخوان حسن البنا في القاهرة وعمره 7 سنوات    حقائق سياسية إستراتيجية على الجنوبيين أن يدركوها    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الضربة القاضية في الديربي.. نهاية حلم ليفربول والبريميرليغ    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    اليمن: حرب أم حوار؟ " البيض" يضع خيارًا ثالثًا على الطاولة!    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    عبد المجيد الزنداني.. حضور مبكر في ميادين التعليم    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    شبوة تتوحد: حلف أبناء القبائل يشرع برامج 2024    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    البحسني يثير الجدل بعد حديثه عن "القائد الحقيقي" لتحرير ساحل حضرموت: هذا ما شاهدته بعيني!    وفاة نجل محافظ لحج: حشود غفيرة تشيع جثمان شائع التركي    إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    وزارة الداخلية تعلن الإطاحة بعشرات المتهمين بقضايا جنائية خلال يوم واحد    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    المهرة يواصل مشاركته الناجحة في بطولة المدن الآسيوية للشطرنج بروسيا    تحذير حوثي للأطباء من تسريب أي معلومات عن حالات مرض السرطان في صنعاء    بشرى سارة للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في الهند.. فتح قسم قنصلي لإنهاء معاناتهم!!    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاتفاق بين الوالدين على أسلوب تربية الأبناء..
ضرورة لشخصيات مستقرة
نشر في الجمهورية يوم 16 - 03 - 2015

تظل الأسرة هي المصنع الأول الذي يرسم معالم سلوكيات وتوجهات الطفل الذي يمر عبره بمراحل تنشئة حياته العمرية المختلفة, مكتسباً من الأب والأم أنماط سلوكيات حياته الأولى, وانعكاس تلك السلوكيات المتوقفة على مدى اختلاف أو اتفاق الأبوين على تربية الأبناء, وطريقة تناول كلا الزوجين لمشاكلهم أمام أطفالهم, وكيفية توزيع الأدوار بينهما, وانعكاس ذلك على تربية الأبناء, والعنف الأسري تجاههم, وفي الاستطلاع التالي خلاصة تجارب الآباء مع تربية الأبناء, وتشخيص الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لسلوكيات الآباء تجاه أبنائهم, وتناول ظاهرة العنف وما يجب أن يكون عليه الأبوون من أجل جيل سليم التربية .
ثقافة الآباء وانعكاسها على الأبناء
الأخ نايف محمد سيف أبٌ لأربع فتيات أكبرهن سناً لا يتجاوز عمرها الحادية عشرة ربيعاً, يُرجع مدى نجاح أو فشل تربية الأبناء إلى فهم ودرجة الوعي لدى الوالدين قائلاً: أحاول أن يكون بيني وبين زوجتي اتفاق في الأمور الأساسية للتربية الأسرية, كون مسار ومؤشرات تربية الأطفال في رأيي ترجع إلى ثقافة الآباء والأمهات التي نشأوا عليها, وهو ما يحدث معي أنا وزوجتي في الاتفاق على بعض الأمور والاختلاف في بعضها الآخر, نتيجة اختلاف ثقافاتنا إلى حدٍ ما, لذلك اختلاف الثقافات بين الآباء يؤثر على الأطفال تأثيراً بالغاً في سلوكياتهم وتوجهاتهم سواء كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة, وهو ما نلاحظه في بعض الأطفال الذين يحدث لديهم تشتت في الذهن, كما يرى أنه يجب على الوالدين الاتفاق في جميع الأحوال على أسلوب التربية بينهما, وحتى في حالة عدم الاتفاق يجب أن لا يشعر الأبناء بتناقض أسلوب الوالدين ابتعاداً عن التأثير السلبي في شخصياتهم أو حالتهم النفسية, لأن التربية الخاطئة قد توصل الأبناء إلى ما لا يحمد عقباه, وربما قد توصلهم أحضان إلى جماعات متطرفة أو إرهابية كما هو حاصل لكثير من أبنائنا وشبابنا, مضيفا أن الأم تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية تربية الأبناء خاصة في بدايات مرحلة الطفولة, كون الأب غالباً ما يكون مشغولاً في السعي لطلب الرزق والاهتمام بعمله بحثا عن تحسين وضع الأسرة المعيشي.
إزدواج تربوي
لكن العبء في التربية كما تراه رجاء محمد – موظفة, يتركز على المرأة, مستخلصة تلك الحقيقة من تجربتها الشخصية كونها أم لثلاثة أبناء يتوجب عليها وحدها مسئولية التربية بالرغم من التزامها الوظيفي الذي يحتم عليها أن تكون خارج المنزل من الصباح الباكر وحتى الواحدة بعد الظهر, الأمر الذي يزيد من حجم العبء عليها في البحث عمن يهتم بأبنائها حتى تعود اليهم, ما يجعلها كما تقول تعيش في مشاكل دائمة مع زوجها وعدم اتفاق, ومن هنا يظهر الازدواج التربوي بينهما على أسلوب التربية لأبنائهم , فالزوج كما تصوره يتعامل بعصبية شديدة مع الأبناء ولا يعترف بضرورة أن يتفقوا على أسلوب واحد في التربية, ما يجعلها تعوض ذلك وتتعامل مع أبنائها باللين, الأمر الذي يسبب لهم الكثير من المشكلات التي سرعان ما يتحول الأسلوب المزدوج في التربية بينها إلى خلافات زوجية تؤثر على نفسيات الأبناء وأدائهم الدراسي, مضيفة بالقول: أنصح كل الشباب المقبلين على الزواج أن يتفقوا من بداية حياتهم الزوجية على كيفية تربية أبنائهم في جميع المراحل والمستويات, الثقافي ,الديني, ,التعليمي ,الأخلاقي, لينعموا بالاتفاق وتجنب الاختلاف والتناقض أمام الأبناء للمحافظة على شخصيات وسلوكيات أبنائهم.
العنف الأسري
بدوره يؤكد الأستاذ. محمد أبو طالب - مدرس تربية إسلامية, أن العنف الأسري كظاهرة أو حالة فردية تعتبر مشكلة إنسانية تهدد الحياة المجتمعية باعتبار العنف من أقوى المؤثرات على سلوك الأبناء, مضيفاً أن العنف الأسري على الطفل موجود في جميع مجتمعات العالم سواء العربية أو الأجنبية ، غير أن قياس ذلك السلوك المتمثل في العنف يمكن قياسه والعمل على علاجه في المجتمع الغربي بوسائل عديدة وعلى أساس علمي نتيجة الاعتراف بوجوده، ما يسهل العمل على معالجته, بعكس المجتمعات العربية التي تعتبرها من الخصوصيات العائلية، بل ومن الأمور المحظور تناولها أو البوح بها حتى مع أقرب الناس, ما يسمح بتكرارها مراراً , ويؤدي إلى نشوء آثار سلبية لدى الأطفال، وبالتالي ينشأ لديهم استعداد وقابلية لممارسة العنف , بشكل أوسع ضد الآخرين, كما أن للصراعات الزوجية المترتبة على ذلك تكون سبباً رئيسياً في نمو الطفل بسلوكيات سلبية ترجع خلفيتها إلى تفكك روابط الأسرة التي قد تصل في بعض الأحيان إلى مرحلة الطلاق.
مبيناً أن العنف الأسري وانعكاسه على الأبناء ينتج جيلاً يعاني من أزمات كثيرة أغلبها يتركز في الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والانطواء وعدم الثقة في النفس وغيرها من المشاكل المصاحبة, والتي تؤدي في غالب الأحيان إلى محاولات الانتحار والهروب ، بالإضافة إلى تدني القدرات الذهنية والمهارات النفسية، واضطراب المستوى التعليمي للطفل وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين, إلى أهمية الحوار الأسري وبحث مشكلات نفسيات الأطفال والمراهقين والعمل على حلها وذلك بتكثيف برامج التوعية، وتثقيف المجتمع بجميع أطيافه وأعمار أفراده للتحدث عن مشكلاتهم، وما يتعرضون له من عنف أسري.
وقال: إن أهم خطوة للحد من ظاهرة العنف الأسري هي العمل على إعداد أمهات وآباء المستقبل إعداداً صحيحاً وإيجابياً وذلك بتهيئتهم لخوض الحياة الزوجية بنجاح وتوجيههم بالتعامل الصحيح مع أبنائهم وذلك بتعزيز التوعية المجتمعية بمختلف الوسائل والتركيز على الإعلام كونه المؤثر الأول على الأفراد بالإضافة إلى عقد ندوات ومحاضرات في هذا الشأن ، كما ينبغي تطبيق قوانين رادعة لكل من يتسبب في العنف وفرض الرقابة على الأسر التي يتعرض أطفالها إلى العنف باعتبار حماية الطفل ضرورة إنسانية لضمان تنمية مجتمعية خالية من سلبيات العنف، وذلك للحد من توسع وتفاقم هذه المشكلات والحد من أثرها على أمن واستقرار المجتمع وحفاظاً على تركيبة جيل المستقبل.
المجتمع المدرسي وأثره على سلوك التربية
وفي السياق نفسه أوضحت الأستاذة هناء عبد الرحمن - مدرسة علم النفس أن المتغيرات والضغوطات المختلفة التي تحيط بالمجتمع والأسرة, أفرزت أنماطاً مختلفة من الشخصيات ما أثر على أسلوب التنشئة الاجتماعية لدى الأبناء, الذي من المفترض أن يكون للزوجين أساليبهما في التعامل مع النعمة التي أنعم الله بها عليهم وهم الأبناء والاهتمام بهما من كافة الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية لبناء شخصية قادرة على التكيف مع ذاتها ومع الآخرين, وباعتبارها تدرس مادة علم النفس فإنها تلاحظ في المجتمع المدرسي تفاوتاً كبيراً لظاهرة العنف الأسري وآثاره على الأطفال, والتي تظهر خارجياً من خلال آثار الكدمات إما على الوجه أو الجسم، أو من خلال سلوكيات متعددة لأولئك الطلاب , ومنها الانحرافات الأخلاقية والتي ترجع أستاذة علم النفس غالبية أسبابها بشكل رئيسي إلى الوالدين كونهما المسئولين في تنشئة وتربية الأطفال, موضحة من واقع اختصاصها بأنه تم البحث في بعض السلوكيات المرفوضة داخل المجتمع المدرسي في داخل المدرسة منها العنف مع الزملاء، تكسير الممتلكات، ألفاظ غير لائقة بحق العاملين، الإهمال، عدم الالتزام بالقوانين وغيرها من السلوكيات الخاطئة, قائلة أن اكتشاف العنف نقطة مهمة وجوهرية للعلاج, تكون فيها عملية التشخيص صعبة, لا سيما عندما يكون العنف نفسياً ويصعب تفريغه عن طريق الكلام, وما يعتمد عليه الاختصاصي النفسي في التشخيص والعلاج لاكتشاف الحالة في المدارس هو أسلوب ملاحظة الأطفال من خلال اللعب والرسم حيث يمكن للطفل أن يرسم الحالة التي يعيشها أو تعرض لها, أو عن طريق لعب الأدوار, حيث يتقمص الطفل دور الشخص الذي قام بالعنف لتفريغ الانفعالات والصراعات الداخلية الموجودة في اللاشعور, والتي تبدو على الطفل الذي يتعرض للعنف الأسري, وشعوره الدائم بالحاجة للأمان, وهذا النوع من الأطفال يتقمص شخصية أطفال صغار للفت الانتباه, كونه بذلك يرجع إلى مرحلة نمائية سابقة كان يحاط فيها بالأمان أكثر، كما توجد آثار تظهر في سلوكيات الطفل كما تبين الاختصاصية النفسية بانها غالبا تظهر في ألعابه مع الأطفال الآخرين حيث يستخدم ألعاب العنف مع أصدقائه أو إخوانه للتعبير عن معاناته الداخلية, وهو ما تصفه بالظاهرة الخطيرة التي يجب على الوالدين أن يتداركوها, والتي قد تؤثر سلباً على أطفالهم, والتحول مع استمرارها إلى مشاكل وآفات مجتمعية مستقبلاً, وتحمل كامل مسئولياتهم وحل مشاكلهم البينية بعيداً عن العنف وعن الأبناء, وإيجاد الحلول السريعة لعلاج الأطفال خاصة من الناحية النفسية والمعنوية.
وللحد من هذه الظواهر وحماية الطفل والأسرة بصورة عامة ترى الأخصائية النفسية إلى وجوب رفع درجات التوعية والوعي والثقافة الأسرية لدى المجتمع, وتقوية الوازع الديني، واعتماد أساليب الإرشاد والتوجيه للزوجين ودراسة المشاكل الأسرية وإيجاد الحلول, والاهتمام بعلاج الأطفال لتجاوز آثار العنف الأسري وفرض قوانين رادعة على كل من يسبب الأذى داخل الأسرة.
انشغال الأهل
والعنف الأسري كما تشير العديد من الدراسات وتبينها الأخصائية الاجتماعية الأستاذة أنيسة الحنبصي يعتبر من أخطر أنواع العنف، وهو نمط من أنماط السلوك العدواني الذي يظهر فيه القوي سلطته وقوته على الضعيف باستخدام مختلف وسائل العنف سواء كان الاعتداء جسدياً أو لفظياً أو معنوياً, وفي الغالب تكون المرأة هي الضحية الأولى ويتبعها الأطفال باعتبارهم الفئة الأضعف ما يترتب على تراكم هذه الممارسات أضرار بدنية ونفسية وصحية واجتماعية, لكن بالتفاهم وعدم الاستقواء من أي طرف في الأسرة على الآخر, تجعل السلوكيات لدى الأبناء في مسارها الصحيح كتأثير إيجابي على تربية الأبناء, وتنعكس عليهم من خلال تعاملهم ودمجهم بالمجتمع.
موضحة الأخصائية الاجتماعية أن تربية الأطفال تعد من أكبر التحديات التي تواجه الأبوين لا سيما في المرحلة العمرية من 4 - 10 سنوات وهي المرحلة التي تلعب فيها التنشئة الأسرية دوراً مؤثراً على شخصية الطفل بحسب خبراء التربية ، وغالباً ما تتزامن هذه المرحلة العمرية مع فترة توصف بزخم الحياة العملية والمسؤوليات لكل من الأبوين, سيما إذا كانت الأم أيضاً عاملة, الأمر الذي يتطلب موازنة بين المسؤوليات المادية وتربية الأبناء والتفرغ لهم ، مضيفة انه في الغالب ينشغل الآباء في السعي وراء تأمين متطلبات الحياة لتأسيس عائلة على أساس مادي قوي يؤمن الحياة الكريمة للأبناء وفي الوقت نفسه قد ينشغل الأهل بالتركيز على الجانب المادي على حساب جوانب تربوية أساسية دورها هام جداً في بناء شخصية الطفل في مرحلة عمرية يصفها خبراء التربية بالحرجة كونها تلعب دوراً في صقل شخصية الطفل .
أسلوب التربية
إذن التناقض في أسلوب التربية من جهة الوالدين علاقة طردية تؤثر على الأبناء في تكوين وتطور شخصياتهم كما يوضح أخصائي علم النفس د. خالد الوجيه بأنه كلما كان هناك تناسق واتفاق بين الوالدين في التربية كلما انعكس بشكل إيجابي على الأبناء واتسم الأبناء بالثقة الكافية في أنفسهم والقدرة على التواصل مع الآخرين وتحمل المسؤولية ، وأن الاختلاف بين الوالدين في التربية له انعكاسات سلبية على المدى البعيد في شخصيات الأبناء, فقيام الأب باتخاذ أسلوب معين مع الأبناء كالعقاب مثلا وحرمانهم شيء معين, تأتي الأم على إثر ذلك بمكافأة الطفل أو عدم تنفيذ ذلك الحرمان, أو بعمل الأم أسلوب مغاير, خاصة في حالة عدم الاتفاق بين الأبوين في أسلوب تربية الأبناء, أو كثرة المشاكل بين الشريكين, والتفكك الأسري أو سفر احد الشريكين وغيرها من الحالات التي تنعكس على نفسيات الأبناء, ويؤثر على سلوكيات الطفل ومنها الكذب والتحايل والتمويه وعدم تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين, سواء على المستوى الأسري أو خارجه فضلا عن زعزعة الثقة بأنفسهم.
ومن السلبيات التي تحدث على الأبناء نتيجة الاختلاف بين الزوجين, تحدث قائلا د. خالد الوجيه : كما يحدث أيضا سلبيات على الأبناء بسبب أن يقوم أحد الأبوين (الأب أو الأم) بتربية أحد أبنائهم بطريقة معينة وأسلوب معين، ويأتي الطرف الآخر لينقض تلك التربية بطريقة مختلفة، قد تصل إلى حد التضاد، مما يوقع الابن في حيرة مربكة، ويضيع بالتالي تعب الطرفين في تحقيق أي أثر ناجح في تربيتهما، والتي تؤثر في الأبناء تأثيراً بالغاً لأنهم يحتارون بين أفكار الأب والأم وبين طرق تعاملهما ويؤثر ذلك على مستقبل الأبناء أنفسهم, مضيفاً أنه من بين المشاكل التي قد تظهر على الأبناء نتيجة الأسلوبين المتناقضين, بأن الطفل قد يكره والده ويميل إلى الأم، وقد يحدث العكس بأن يتقمص صفات الخشونة من والده، وقد يجد هذا الطفل صعوبة في التمييز بين الصح والخطأ، أو الحلال والحرام، كما يعاني من ضعف الولاء لأحدهما أو كلاهما, وانه قد يؤدي أيضا إلى ميله وارتباطه بأمه وتقمص صفاتها الأنثوي.
وقد يعلل الشريكان أسباب اختلاف الأسلوب فيما بينهما إلى خوف الأم على ابنها من ممارسات قاسية للأب.. أو خوف الأب من أن يؤدي الدلال المفرط للأم في التأثير على سلوكيات الابن أو أن تكون المسألة شخصية بين الأب والأم عبر خلافات بينهما تنعكس على طريقة تربية الأولاد فاختلاف البيئة التي ينتمي إليها الأب والأم أو الاختلاف فيما بينهما بالمستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي يؤثر أيضا بشكل سلبي على التربية بالإضافة إلى عدم إدراك الأب والأم أن المشكلة الأساسية تسيء لأبنائهم قبل كل شيء وأن آثارها ستبقى لسنوات طويلة في أذهان الأبناء ومن الأسباب أيضا عدم الاتفاق المسبق بين الأب والأم على طريقة معينة لتربية الأبناء وافتقارهما لوجود حوار مشترك حول التربية .
نصائح للوالدين
لذا قدم الدكتور الوجيه بعض النصائح قائلاً : على الآباء والأمهات أن يتنبهوا على كل المواضيع والنقاشات الحادة أمام أبنائهم والتي تؤثر سلباُ في تربيتهم كما أن عدم الانسجام بين الزوجين ينبغي أن لا يؤثر ذلك على الأبناء وتربيتهم وأن لا يتعمد احد الشريكين التعامل مع الأبناء بأسلوب يناقض الطرف الآخر من أجل إغاضته أو إيذاء الطرف الآخر نفسياً لأن ذلك يعود بالأذى النفسي على الأبناء قبل الشريك, وعليهم أيضا الاتفاق في أسلوب التربية بعيداً عن الأبناء وإذا تم تنفيذ أية وسيلة تعزيزية أو عقابية للأبناء على الطرف الآخر أن يلتزم بتنفيذها حتى ولو كان الأمر بحاجة للنقاش أو غيره حتى يشعر الابن بالاستقرار النفسي وعلى الأبوين استخدام الأسلوب الديمقراطي مع الأبناء من حيث التواصل الفعّال معهم ووجود الحوار والمناقشة المناسبة لهم على اختلاف أعمارهم وعلى الأبوين إشعار أبنائهم بوجود الاتفاق فيما بينهم والالتزام بالأسلوب المناسب في التعامل معهم فضلاً عن إشباع الأبناء بحاجاتهم الفسيولوجية وحاجات الأمان والاستقرار والحب والاحترام وتقدير الذات وإشعارهم بأهميتهم وأدوارهم في الأسرة .وأخيراً أوصي الأبوين بضرورة إشباع حاجات الأبناء بالحاجات النفسية من حب واحترام وتقدير وغيرها كما يجب تحمل المسؤولية من كلا الطرفين و احترام كل شريك للطرف الآخر .. وأخيراً يجب عليهما أن يرسخا ضرورة الاتفاق بينهما في أسلوب التربية فسلوكيات الآباء دائماً ما تنعكس على الأبناء من دون شك .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.