استقبل عضو اللجنة الثورية العليا طلال عقلان في القصر الجمهوري بصنعاء اليوم، رئيس العمليات في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون جينغ والوفد المرافق له الذي يزور اليمن حاليا. وفي اللقاء رحب عضو اللجنة الثورية العليا برئيس وأعضاء الوفد الأممي، معربا عن الشكر للأمم المتحدة على الجهود التي تبذلها من اجل تخفيف معاناة اليمنيين والوضع الإنساني الحرج جراء العدوان والحصار الجائر على اليمن والتطلعات في أن تثمر جهود الأممالمتحدة بشكل ايجابي وواسع وفعال في هذا الجانب. وقال " إن الهدف من اللقاء هو اطلاع وفد الأممالمتحدة برئاسة جينغ على الجوانب الاقتصادية والمالية وكذا المتعلقة بالمشتقات النفطية وانعكاسات العدوان والحصار عليها وعلى الحياة اليومية للمواطنين، والجهود التي تبذل من اجل الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وتوفر المشتقات وتحقيق ديمومة الحياة لليمنيين في كل المحافظات بكل ما هو متاح وممكن". فيما استعرض القائم بأعمال وزير المالية محمد الجند الوضع الاقتصادي العام والأضرار التي لحقت بالاقتصاد والمالية جراء العدوان وتدمير البنى التحتية وتجفيف منابع الدخل وانتهاج العدوان حرب التجويع واستهداف حق الحياة وارتكاب المجازر وجرائم الحرب وإعاقة عمليات التصدير وحركة الأموال والموارد الأولية والأساسية المتعلقة بحياة المواطنين في محاولات للوصول إلى القتل الاقتصادي الكامل للحياة. وتناول الجند الوسائل والسياسات التي انتهجتها المالية والقائمين بأعمال الوزراء واللجنة الثورية من اجل تحقيق استقرار اقتصادي وسلعي ومالي يقاوم الظروف التي فرضها العدوان والحصار، ويقف في وجه الأهداف الإجرامية للعدوان في هذه الجوانب، والأدوار المطلوبة من المنظمة الدولية لمساعدة اليمن على تخطي هذه الإشكاليات وضرورة رفع الحصار. من جانبه قدم نائب مدير عام شركة النفط اليمنية إبراهيم المؤيد تقرير عن الأضرار الناجمة عن الحصار للمشتقات النفطية والكلفة الاقتصادية المنعكسة على السكان في عموم اليمن وعلى السلع والمرافق وتفاقم الأزمة الإنسانية وتبعاتها. وأشار إلى أن الحصار الجوي والبري والبحري وخنق المنافذ والعدوان عليها واستهداف ميناء الحديدة بالغارات والحصار، والأعمال التي تصل حد القرصنة نتيجة فرض إتاوات على السفن من قبل العاملين في سفن التحالف تتجاوز 30 دولار مقابل كل طن، فيما لا تتعرض السفن الواصلة إلى ميناء المكلا الواقع تحت سيطرة القاعدة لأي أعمال تفتيش أو إتاوات ولا يطلب منها أي تصاريح دخول. وأوضح المؤيد أن الحصار رفع كلفة المشتقات النفطية المستوردة إلى ما يقارب 500 بالمائة وتحمل شركة النفط أعباء وغرامات تراكمية جراء الاستهداف المباشر والمعاملة العدوانية. وأكد أن الحصار تحول إلى وسيلة للربح والمصالح الشخصية للفار هادي ونجله وخاصة على السفن الواصلة إلى ميناء الحديدة وفرضهم إتاوات عليها تتراوح بين المليون الدولار ونصف المليون دولار وهي المصالح التي ستعيق السلام وستعمل على استدامة الحرب. من جانبه أطلق رئيس العمليات في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نداء للمجتمع الدولي بضرورة تحقيق السلام في اليمن، وتوفير الموارد المالية العاجلة للاحتياجات الإنسانية الملحة في اليمن . وعبر في اللقاء عن تثمين الأممالمتحدة بالدور الذي يقوم به القائمون بأعمال الوزراء في هذه الظروف الصعبة والتعويل عليهم وعلى الاستقرار الاقتصادي في تحقيق السلام. وأكد جون جينغ على أن الدمار الذي حل باليمن واستهداف المدنيين والمرافق والمصالح المدنية اليمنية غير مبرر وغير مقبول.. لافتا إلى أن زيارة الوفد حققت الكثير من الفوائد حول تلمس الوضع واكتشاف الحقيقة عن كثب بما يساعد الأممالمتحدة في جهودها من اجل تغيير الوضع . وانتقد عدم الاكتراث الدولي بما حصل في اليمن وتسبب في تفاقم المأساة الإنسانية والمعاناة جراء ما حصل.. وقال " طالما انتم مستمرون ولم تستسلموا وتقومون بما يجب عليكم فأننا لن نستسلم والشعب اليمني يعيش في حالة شبه مستحيلة وحفاظكم على الاستقرار الاقتصادي يجعلنا نثق كثيرا بنجاح المفاوضات في الكويت". وثمن رئيس العمليات بمكتب الأممالمتحدة التعاون القائم بين القائمين بأعمال الحكومة والأممالمتحدة وأثر ذلك في إنجاح الكثير من الجهود والمساعي للتخفيف عن معاناة المواطنين، وأهمية العمل خطوة بخطوة للتغلب على التحديات التي تريد إفشال عملية السلام في اليمن. فيما أكد ممثل منظمة الصحة العالمية ريتشارد برينان، على أهمية الزيارة والمعلومات الميدانية التي حصل عليها الوفد وتحريرها للعمل من كثير من القيود وتوسيع العمل والأنشطة من اجل الشعب اليمني وتحويل نتائجها إلى مناصرة وحشد طاقات لمواجهة الظروف الصعبة الحالية في اليمن.. معبرا عن الإعجاب بثبات الشعب اليمني وصموده وتماسكه طوال الفترة الماضية. حضر اللقاء مدير عام المنظمات بمكتب رئاسة الجمهورية.
