يتسم المجتمع اليمني بالكثير من الخصوصيات التي تميزه عن غيره من الشعوب, حتى وهو يواجه أعتى عدوان عرفته البشرية وخصوصاً تلك المجالس التي تجتمع فيها النساء ويكون حديث الساعة فيها عن أعمالهن المنزلية وما يواجهنه من عناء وتغير في نمط الحياة التي جاء بها العدوان قاضياً على كل جميل, بعد أن كان اليمن ينعم بالتقدم التكنولوجي وكل متطلبات الحياة حاضرة لدى كل تلك النسوة, والإختلاف المتباين بعد تلك الأيام الماضية قبل أن يلقي العدوان السعودي الإماراتي كل ثقله الإجرامي على كل مقومات الحياة في اليمن, محاولاً بذلك إنهاء صورة الحياة المدنية في الجمهورية اليمنية وإرجاعها إلى ما قبل عملية التنمية، الجمهورية حضرت بعض المجالس النسوية مستمعه إلى حواراتهن وكيفية تجاذبهن أطراف الحديث الممزوجة بألم المعاناة ونكهة الحرية والكرامة، وروح التغلب على الاوضاع المختلفة التي تواجه المرأة في اليمن نتيجة جرائم العدوان الإنسانية. الجمهورية - إيمان الحنظلي الحياة أحلى الحاجة هندية مبخوت المطري ذات السبعين عاماً وجدتها في مقيل النسوة تتحدث ويصمت لسماعها كل الحاضرات ويضحكن باعجاب, ما دفعني لسؤالها هي أولاً عن كيفية قضاء مجلسها في ظل العدوان نطقت, بحدة قائلة عادنا قبل قليل جئت لأرتاح بعد وصولي من إحضار الماء في الدبيب والأواني من خرانات السبيل الموجودة في الشارع الخلفي لمنزلنا, ويبدو أنها لم تفهم مغزى السؤال الموجه اليها ما جعل بعض الحاضرات يتسابقن بسعادة يشرحن لها السؤال والمجلس يرتفع منه الضحك لطريقة إجابتها, فركزت عينيها نحوي بعد أن فهمت سؤالي مبتدئة إجابتها انها تقوم من بعد صلاة الفجر تذهب بمجموعة من العبوات الفارغة « الدبيب» لتمسك لها سرباً وتاخذ نصيبها من الماء لكن اليوم كما هو عادة بعض الأحيان لا يأتي الوايت الماء إلا بعد الظهيرة وهو ما جعلها تأتي لمجلس النسوان متاخرة قليلا.. حصار لكننا نستطيع العيش مضيفة انها بتدعي ليل الله مع نهاره على سلمان السعودي وعياله وعلى كل حكام الخليج الذين قاموا بالعدوان على اليمن وقتل بعض جيرانها وأطفالهم, وان الحال الذي وصلوا اليه ليس بسبب ما يدعيه المرتزقة الذين يروجون للسعودية إن انعدام الغاز والماء هو سبب داخلي بل هي تعلم كما يعلمن كل النسوة اللائي معها أن السبب هو السعودية والإمارات وكل الدول المشاركة بالعدوان على اليمن وتحاصرها من البر والبحر والجو ولو الهواء بأيديهم اعداء الله كانوا شايمنعوه على الناس, لكن السعودية ما تعلم اننا نستطيع العيش دون رفاهية لو قطعوا الماء سنجلبه فوق رؤوسنا، الله بيدي الخير ولو منعونا من الغاز الكراتين خيرات والأسواق ملان, الله لن يتركنا فبلادنا هي من ناصرت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم على أعدائه وكان منهم كفار قريش هؤلاء الذين يحاربونا الان, والنصر من الله قريب يا بناتي, والتفتت للمجلس مخاطبة لهن ما رأيكن فيما قلته لكن بطريقة فكاهية أضحكتنا جميعا فكان الرد بالتأييد حتى أن إحداهن قالت لو تشتي نسير الجبهات بعدش يا خاله هندية, ما جعل الحاجة هندية متحمسة واطلعتني على بعض الحِرف التي بدأت بعض نساء ذلك المجلس إتقانها كالخياطة على الحزمات الرجالية وعمل الفانيلات أو الحقائب وبعض المشغولات اليدوية التي يمارسنها في أوقات فراغهن بعد أدائهن الأعمال المنزلية, وهنا تعمدت إحداهن استثارت الخاله هندية قائلة بعدما كنا مرتاحات والماء في الحنفيات والغاز بيشعل الشوله والغداء جاهز بدون تعب أصبحنا في الشوارع نلقط الكراتين ونبحث عن الماء, والكهرباء مقطوعة ثلاث سنين, وأصبحنا نطبخ على الموقد ونغسل الملابس بأيدينا بعد أن كنا على كفوف الراحة, يا غارة الله والخاتمه عتقع لنا, تقاطعها الخاله هندية وهو ما كان ينتظرنه كل النسوة في ذلك المجلس لسماع ردها الذي يبدو أنه يسعدهن كثيرا فطريقة الحديث للخالة هندية ممتع ويجعل الحاضرات في مرح وسعادة لا تكاد توصف رغم ما تعانيه تلك النسوة من شظف العيش والمعاناة, وتقول ماذا ستعملين لو أعطيك بقرة تقومي على رعايتها وتبحثي إلى جانب جلب الماء والكراتين عن الأعلاف, وبدلا من أن تحمدي الله بيجي لا عندك الكيس القمح مطحون جاهز, نجعلك تطحني القمح بنفسك على المطحن الحجر حق زمان لا يحتاج كهرباء ولا شيء, فقالت لها تلك المرأة خلاص كفاية الله يحفظك يا خاله، راضية بالواقع والحمد لله دام الماء موجود سنجلبه ومش مهم الغاز والكهرباء قد أوجد لنا الله الطاقة الشمسية، إبتسمت الحاجة هندية وسط اختلاط ضحكات وأصوات نساء المجلس قائلة ورغم ذلك فإن الله يتداركنا بلطفه ويوضع البركة والخير في أجزاء حياتنا بحلوها ومرها, وحكام السعودية ومن على شاكلتهم الله سينصرنا عليهم, لأننا مظلومون ورب السموات والارض وعد المظلومين انه سينصرهم ولو بعد حين, واليمن بفضل الله لن ينكسر وكرامته على رؤوس كل شعوب الأرض . نساء جبل نقم منتقلين إلى أحد المجالس الذي تتردد عليه النسوة في منطقة نقم تحت الجبل الذي تحمل سيلا من صواريخ العدوان ولا زال يستقبل تلك الصواريخ المعدمة.. الأستاذة إم طارق عبدالله الذي يقع منزلها بالقرب كثيرا من حبل نقم الذي لا يكاد يخلو من سماع أزيز الطائرات ودوي أصوات الصواريخ تقول في وقت حضور طيران العدوان تهرع لفتح النوافذ وتستعد لسماع دوي الإنفجار وهذا يكون في أغلب أوقات الفترات الليلية, كما تستقبل في هذه الاوقات العديد من الإتصالات من والدتها وإخوانها وصديقتها أمل, وفي الصباح تقوم بإعداد وجبة الفطور وتنظيف البيت ثم يأتي موعد الغداء وبعد انتهاء عملها الروتيني يكون موعد المقيل والتفرطة عند احدى الصديقات أو في بيت الجيران حيث تجتمع فيه النساء لتناول القات وفتح المجابرة ومناقشة الاوضاع الاقتصادية التي تؤدي بهن مباشرة إلى مناقشة الأوضاع السياسية, ومن وجهة نظرها أن العدوان رغم أنه قد قضى على البنية التحتية في منطقة نقم وأستهدف المدنيين وقتل الكثير منهم إلا أن طيران العدوان لا زال يقصف ذات الأماكن في جبل نقم الذي سيظل شامخاً وعصياً على مجموعة جبناء يأتون كل ليلة ليفرغوا حمولتهم ويذهبوا لإستلام أجورهم, وهكذا سيظل عمل الجبناء والمرتزقة إستنزاف للموارد السعودية التي لا يعلم حكامها أين يذهبون بما رزقهم الله من المليارات ووجهوها لقتل الأطفال والأبرياء في اليمن أما ما يزعمونه بإستهدافهم للمواقع العسكرية ضحكت بسخرية قائلة أن الصواريخ تقصف المقصوف منذ ما يقارب الثلاث السنوات, مواصلة حديثها انهن وقت المقيل يتجاذبن أطراف الحديث عن كل المستجدات والتي تصب جميعها في مواجهة العدوان بالصبر والشجاعة وفضح أساليب مرتزقتهم في الحارات وأينما وجدوا, كما يتطرقن إلى الناس المحتاجين والحث على مساعدتهم, مبينة في ختام حديثها أنهن يقهرن العدوان ومرتزقته الذين يعملون على محاصرة الشعب اليمني وتجويعه والعمل على تفكيك المجتمع بأساليبهم الغبية والمكشوفة حيث يعملن على غرس روح الولاء للوطن وتوجيه الغضب بإتجاه العدوان وتعليم الصغار على كيفية مساعدة المحتاجين والتراحم بين الجميع. وعي وثقافة وحول ما اذا كانت الطالبات لهن ذات الهم ومشاركة المجالس النسائية افادت الطالبة عبير احمد ثانوية عامة أن الفترة المسائية في أوقات العطلة الصيفية تكون أغلب أوقاتها في المنزل حيث يجتمع مع والدتها العديد من النساء وتكون مهمتها الإشراف والإنتباه على أخوتها الصغار وخدمة والدتها في تقديم القهوه, أو فتح الباب وإغلاقه، لكنها تتحدث عن العدوان في مراحله الأولى الذي كان يرعبها فيه سماع دوي إنفجار القنابل والصواريخ ومجيئ والدها للمدرسة أكثر الأحيان لإرجاعها للمنزل وترك مدرستها ولكن بمرور الوقت غرس الله في قلبها القوة لمواجهة الطيران السعودي وكره المجرم سلمان وولده وكل من يسمونهم زعماء في الخليج والمشاركين في قتل أطفال وطلاب اليمن فهي لم تعد تخاف بل زادها ذلك اصرارا للتفوق في التحصيل العلمي, وتضيف الطالبة عبير أن مجالس النسوان في أوقات الدراسة لا تلهيها وإنما تأمرها والدتها بالمذاكرة وعدم الخروج من غرفتها إلا بعد إنتهاء وقت الدراسة والمذاكرة, فتتطوع عبير لمساعدة أخيها الأصغر وتذاكر له حتى يكبر ويكون رجلا بجانبها للأخذ بثأر أطفال اليمن ممن قاموا بالعدوان على اليمن بالعلم وبناء الوطن الحبيب والنهوض به علمياً, فلا مجال للتخلف, وسنجعل من تلك الدول الظالمة رقما صفرياً بالنسبة لليمن الذي سيكون بإذن الله في مصافي الدول المتقدمة. إيقاع الزوامل وكون مجالس النساء له خصوصيات متعددة وتختلف من مجلس لآخر فمجلس النسوان من الطالبات الجامعيات له خصوصية مختلفة حيث تقول الطالبة ريم- سنة ثالثة أن الصديقات يجتمعن في النادر ويركزن على قضاء وقت جميل وفيه يتم فتح بعض الزوامل التي يتعلمن البرع على إيقاعاتها كون فيها عزة وشموخ لما يسطره إخوانهن أو اقاربهن من المشاركين مع الجيش واللجان الشعبية من بطولات في مختلف جبهات القتال, ويتناولن الكيك والبسكويت وطز في العدوان الذي فقد أي تأثير في جعل الحياة كئيبة, وتضيف ريم أن اكثر مجالسهن بيكون عبر لقاءات مع مجموعة من الصديقات في فناء الجامعة في أماكن مخصصة للطالبات يناقشن الدروس أو يتطرقن إلى الوضع الاقتصادي الذي يواجه كل طالبة وتقديم المساعدة لبعض صديقاتهن عبر طبع الملازم أو تقديم الخدمات الضرورية لهن في هذه الأوقات التي يتعرض فيها الشعب للحصار الاقتصادي ومحاولة العدوان تعطيل العملية التعليمية, ولا تخفي ريم أن هناك مرتزقة يخفون أنفسهم ويعملون بكل خبث لكنهم يفشلون كون الوعي بخطورة المرحلة موجود لدى طلاب الجامعة الذين يريدون طبع بصمة الصمود في وجه العدوان الخاسر في اليمن. ¶