تنتظر المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مشاركة مهمة في رابع مشاركة له في دورات كأس الخليج (خليجي 19) التي تستضيفها سلطنة عمان خلال الفترة من الرابع وحتى ال 17 من شهر يناير المقبل, والتي انضم إليها إلى جانب العراق كوافدين جديدين، إلى جانب الدول الخليجية الست التي لأغلبها تأريخ طويل وعريق في هذه البطولة. فالمهارات والإمكانيات الفردية الجميلة التي يتمتع بها لاعبو اليمن، وتفجير المفاجآت المدوية أمام فرق قوية مثلما فعل أمام الكويتوعمان وتعادل معهما في بطولتين خليجيتين جعلته محل أنظار الجميع. وتمكن منتخب اليمن الأول لكرة القدم أن يتواجد بقوة خلال البطولات السابقة ولم يكن صيدا سهلا كما توقع الكثيرون. وكان ظهور الاحمر اليماني الأول في خليجي 16 في الكويت عام 2003، ثم في خليجي 17 في قطر عام 2004، وخليجي 18 في الإمارات عام 2007، بعد قرار قمة مجلس التعاون الخليجي ال 22 في مسقط عام 2001م بانضمام اليمن إلى أربع مؤسسات خليجية منها المشاركة في دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم. يبدو تأريخ المنتخب الأول على المستوى القاري والعالمي متواضعا رغم أن أول ناد رياضي تأسس في اليمن كان العام 1905م الآن اسمه التلال، وانضمت اليمن إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم في العام 1964. لكنه لم يحقق انجازا يذكر على المستوى الخارجي، وأفضل انجازا حققه كان على مستوى الناشئين والشباب حيث حقق انجازا مهما عندما تأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم للناشئين العام 2003 في فنلندا، وتأهل ثلاث مرات لنهائيات كأس آسيا للناشئين، ومرتين لنهائيات كأس آسيا للشباب، في ماليزيا العام 2004 ، وفي السعودية العام 2008م. وكانت أول مشاركة له في دورات كأس الخليج اعتبارا من البطولة السادسة عشرة بالكويت، التي قاده خلالها الصربي ميلان زيفادينوفيتش وجاءت مشاركته في البطولة مقبولة، رغم انه احتل المركز الأخير في البطولة برصيد نقطة واحدة لم يتمكن من التخلي عنها حتى الآن، انتزعها من المنتخب العماني في مباراة الافتتاح عندما تعادل معه بهدف لهدف . و جاء الهدف اليمني من إمضاء المهاجم شادي جمال ليكون أول لاعب يمني يسجل في بطولات الخليج، إلا أن الفريق خسر مبارياته الأربعة الأخرى, حيث خسر من البحرين 1/ 5 ومن الكويت صفر/4، ومن قطر صفر/ 3، ومن السعودية صفر/ 2 وخسر لقاءه الرابع من الإمارات صفر/ 3. وسجل الفريق هدفين في مرمى عمانوالبحرين بينما دخل شباكه 18 هدفاً. وكرر منتخب اليمن نفس السيناريو في خليجي 17 بقطر الذي قاده خلاله المدرب الجزائري رابح سعدان الذي حاول أن يقدم منتخبا جديدا بصورة مغايرة لما ظهر به في الكويت، وقدم نتائج أفضل بتقليل الأهداف التي ولجت مرماه ستة أهداف. وخرج المنتخب من الدور الأول بعد حلوله في المركز الأخير في المجموعة الثانية بعد بداية مميزة بتعادله مع البحرين 1/1 لكن خسارته أمام السعودية 0/2 والكويت 0/3 حرمته من التأهل إلى نصف النهائي، مكتفيا بالمركز الأخير في البطولة ونقطة واحدة مماثلة لما حققه في أول مشاركة بالكويت. وفي خليجي 18 بابوظبي نفض المنتخب اليماني غبار المشاركتين السابقتين، وحاول مع المدرب المصري محسن صالح أن يحقق انجازا ولو معنويا، وهو ما تحقق بالفعل بعد أن حل لأول مرة في المركز قبل الأخير في ترتيب البطولة، برصيد نقطة واحدة أيضا، وأحرز جائزة اللعب النظيف للبطولة. ومثل المنتخب ندا قويا للفرق التي واجهها في المجموعة الأولى التي ضمت إلى جانبه عمانوالإماراتوالكويت. وحقق تعادلا تاريخيا مع الكويت 1/1 في مفاجأة قوية ومدوية في البطولة، لكنه خسر لقاءيه أمام الإماراتوعمان بذات النتيجة 1/2، ليخرج من الدور الأول للبطولة، وسجل هدفين في البطولة لأول مرة وولجت مرماه ثلاثة أهداف فقط. مباريات ودية: وخاض المنتخب الأحمر خلال العام الحالي عدد من المباريات الودية فسجل خلالها نتائج جيدة رغم خسارته في بعضها وإنما بنتيجة مقبولة، ففي مطلع عام 2008 خسر المنتخب اليماني ودياً أمام البحرين في المنامة (1-2)، وفاز على نظيره التنزاني في أبريل الماضي (2-1), فيما خسر خارج ملعبه أمام الاندونيسي (1-0). وفي مايو الماضي تعادل الأحمر اليماني مع نظيره العُماني في مسقط بدون أهداف. أما أهم مباريات المنتخب اليمني الودية القوية التي خاضها في العام الحالي فكانت أمام المنتخب السوداني بكامل تشكيلته وانتهت بالتعادل (1-1). وبغض النظر عن النتائج الودية التي خاضها مع فرق تونسية ومصرية والتي تركزت في معظمها على رفع اللياقة البدنية فأن احتياج المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، لمباريات ودية مع منتخبات رديفة كان أمرا ملحا وضروريا لولا ضيق الوقت بعد توقف عن الاستعداد لمدة خمسة أشهر بعد غياب اضطراري للمدرب المصري محسن صالح عن المنتخب لظروف صحية، اثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجأة. وكان من المدرب البرتغالي جوزيه دي موريس أن استلم في جزء من المهمة لكنه سرعان ما غادر بعد ان وصل إلى مرحلة خلاف مع اتحاد القدم حول إعلان التشكيلة، التي قال انه يحتاج لمزيد من الوقت لإعلانها. ويضم منتخبنا الوطني نجوم بارزين على رأسهم المهاجم الفذ علي النونو الذي له تجارب احترافية ناجحة مع كل المريخ السوداني والبسيتين البحريني وتشرين السوري، إلى جانب اللاعبين المتميزين الحارس سالم عوض الذي له تجربة احترافية في نادي النصر العماني والمدافعين محمد صالح يوسف وأحمد الوادي، والمهاجمين علي العمقي وهيثم الاصبحي، وياسر باصهي، وتامر حنش، واوسام السيد. وتلعب اليمن في خليجي 19 في المجموعة الثانية إلى جانب الإمارات حاملة اللقب والسعودية وقطر، ورغم الإعداد المبكر لهذه البطولة باستمرار التعاقد مع المصري محسن صالح الذي قاد الأحمر اليماني في خليجي 18 بالإمارات. ويتطلع اليمنيون أن يتجاوز منتخبهم من خلال مشاركته في خليجي 19 بمسقط المركز الأخير والنقطة الوحيدة في هذه البطولة التي تعني لهم الكثير قبل بطولة كأس الخليج العشرين التي تستضيفها اليمن أواخر العام 2010م.