في الوقت الذي يواصل فيه المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مرحلة الإعداد في معسكره الخارجي الثاني المقام حاليا في مدينة بورسعيد المصرية, استعدادا لدورة كأس الخليج ال 19 عشرة لكرة القدم التي تستضيفها العاصمة العمانية مسقط خلال الفترة من الرابع وحتى ال 17 من يناير المقبل. باتت جماهير الكرة اليمنية أكثر طمأنينة على جاهزية المنتخب من خلال التدرج الملحوظ في ارتفاع مستواه منذ بدء معسكره الخارجي الأول في نوفمبر الماضي بتونس. فقد خاض المنتخب معسكرا خارجيا أول في العاصمة التونسية ومدينة سوسة , لعب خلاله ثلاث مباريات تجريبية , خسر أولاها بخماسية نظيفة أمام حمام سوسهالتونسي من فرق الدرجة الأولى لدوري المحترفين التونسي, فيما خسر في الثانية أمام فريق أريانة من فرق الدرجة الثانية لدوري المحترفين بهدفين نظيفين قبل أن يقدم مستوى أفضل في المباراة الثالثة أمام الملعب التونسي المعروف ضمن فرق المقدمة للدوري التونسي بهدف لمثله . وانتظم بعد ذلك في معسكر خارجي بالقاهرة حيث لعب مباراة أولى مع اتحاد الشرطة المصري وتعادل معه بهدف لمثله , قبل أن يفوز في مباراة تجريبية ثانية بالقاهرة على فريق طلائع الجيش يوم الخميس الماضي بهدف وحيد , وهو نفس الفريق الذي فازو على منتخب الكويت السبت الماضي بهدف وحيد ضمن استعدادات المنتخب الكويتي لخليجي 19 بالقاهرة . وسيخوض المنتخب اليمني مباراة ثالثة وأخيرة في معسكر مصر أمام غزل المحلة بمدينة بور سعيد المصرية بعد غد الخميس المقبل قبل عودته إلى صنعاء صباح الجمعة. وفقا لإتحاد كرة القدم فقد تم تأمين مباراتين تجريبيتين دوليتين للمنتخب أمام نظيره الزيمبابوي أحد منتخبات القارة الأفريقية والمصنف 97 عالميا , وذلك يومي الثامن والعشرين والثلاثين من ديسمبر الجاري في ملعب الفقيد علي محسن المريسي الدولي بالعاصمة صنعاء, وهو ما كان يسعى إليه مدير الجهاز الفني للمنتخب المدرب المصري محسن صالح بعد أن عمل على تكثيف المباريات التجريبية مع الأندية خلال فترة شهر في معسكري تونس ومصر. ويؤكد النقاد والمتابعون لمسيرة المنتخب الوطني في معسكري تونس ومصر التدرج في تطور المستوى باعتبار أن المنتخب بدأ مرحلة الإعداد المتأخرة من نقطة الصفر بعد توقف طويل , على أمل أن يقدم مستوى أفضل خلال خليجي 19. ويلعب المنتخب في مسقط ضمن المجموعة الثانية التي تضم الى جانبه منتخبات ( الإمارات ، السعودية ، قطر). وتعد المشاركة الخليجية محطة إعداد هامة لتصفيات كأس آسيا التي يستهلها المنتخب الوطني بمواجهة نظيره الياباني في العاصمة اليابانية طوكيو في ال 22 من يناير المقبل , قبل أستضافته لمنتخب هونغ كونغ في ال 28 من الشهر نفسه بصنعاء ضمن مباريات الجولة الأولى للمجموعة الأولى التي تضم الى جانبه (اليابان ، البحرين ، هونغ كونغ ). وكان ابتعاد المدرب صالح عن معسكر المنتخب في يونيو الماضي وبقائه في العاصمة المصرية القاهرة لظروف صحية طيلة أكثر من أربعة أشهر أثر كبيرا على مسيرة إعداد المنتخب وخروجه تماما عن الجاهزية التي كان قد بلغها من خلال خمس مباريات تجريبية دولية خاضها في صنعاء وخارج صنعاء خلال الخمسة الأشهر الأولى من العام الجاري, والتي كان اخرها في شهر مايو الماضي بالعاصمة صنعاء أمام ضيفه المنتخب السوداني, الذي تعادل معه بهدف لمثله . وقد سعى إتحاد كرة القدم تحت الضغط الجماهيري والإعلامي إلى التعاقد مع مدرب أجنبي آخر خلفا لصالح وتم استقدام المدرب البرتغالي جويه دي مورس أواخر شهر أكتوبر الماضي والذي شرع في تنفيذ برنامج لم يتوافق مع طموحات إتحاد كرة القدم المتمثلة بإعداد المنتخب لخليجي 20 . وجرى بعدها بشهر واحد استبعاد المدرب رغم أنه كلف خزينة الكرة اليمنية ما يقارب من 25 مليون ريال وفقا لإحصائيات رسمية في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية. وعقب ذلك كان محسن صالح قد تعافى تماما من أزمته القلبية التي تعرض لها في يونيو الماضي وتم الاتفاق معه من قبل رئيس إتحاد كرة القدم أحمد صالح العيسي على العودة إلى استكمال مهمته مجددا مع المنتخب وسط معارضة شديدة من الإعلام الرياضي . وبرر الإتحاد حينها موقفه من صالح بأنه كان قد تفهم حالته الصحية التي تحسنت وبات بإمكانه العمل في اليمن باعتباره الأكثر خبرة ودراية بظروف اللاعب اليمني وتوظيف قدراته في ظروف قياسية وفترة زمنية قصيرة يخوضها المدرب مع المنتخب مجددا من نقطة الصفر لإعادة المنتخب إلى جاهزيته السابقة قبل خليجي 19. إلى ذلك قال مدير العلاقات العامة بالإتحاد العام لكرة القدم محمد البهلولي أن إجراءات وصول منتخب زيمبابوي إلى العاصمة صنعاء تم استكمالها ليصل مساء يوم الجمعة المقبل أو صباح السبت استعدادا لخوض اللقاءين الذين نجح الاتحاد في تأمينهما للمنتخب بعد أن تعذر عليه تأمين أية لقاءات مع منتخبات خليجية نظرا لارتباطات مسبقة. واضاف البهلولي أن المنتخب سيعود إلى العاصمة صنعاء صباح الجمعة ليواصل برنامج إعداده المقر من قبل الجهاز الفني , فيما ستمثل هاتين المباراتين فرصة أخيرة للجهاز الفني لتثبيت التشكيلة التي يراها مناسبة لخوض منافسات خليجي 19 بعد المسيرة المتعثرة في إعداد المنتخب والتي بدأت في وقت متأخر بمعسكر في تونس. وسبق أن دشن المنتخب اليمني لكرة القدم معسكره التدريبي مطلع العام بمباراة تجريبية دولية مع مضيفه البحريني بالعاصمة البحرينية المنامة في 26 يناير الماضي, خسرها بهدفين لهدف . وخاض المنتخب اختبارا تجريبيا ثانيا أمام نظيره المنتخب التنزاني بملعب المريسي بصنعاء, اسفرت عن فوزه بهدفين لهدف, ليكون الاختبار التجريبي الثالث أمام المنتخب الاندونيسي في 27 إبريل الماضي بجاكرتا, والذي خسره فيه المنتخب بصعوبة بهدف وحيد. ومن ثم واجه المنتخب نظيره العماني في مسقط في المباراة الودية, حيث تعادل معه بدون أهداف في الخامس من مايو الماضي . وفي المباراة التجريبية الخامسة تعادل المنتخب الوطني أمام نظيره السوداني بهدف لكل منهما في 23 مايو بالعاصمة صنعاء .