تباينت ردود أفعال المصريين تجاه دعوة عدد من علماء ودعاة المملكة العربية السعودية لدعم الاقتصاد المصري الذي يعاني من التعثر في الفترة الأخيرة نتيجة لعدم الاستقرار السياسي، مطالبين بتوجيه تحويلات مالية بالدولار الأمريكي إلى مصر، سواء من جانب المصريين بالخارج، أو غيرهم من العرب والمسلمين، لدعم الاقتصاد المصري. ما زاد من تشكك المواطنين تجاه تلك الأموال، من ناحية احتمالية توجيه سياسات لمصر الفترة القادمة، وخاصة من قطر التي لا تلقى قبولا شعبيا مصريا على الوجه المطلوب لحجم استثماراتها المحتمل ضخها في مصر من قبل دولة قطر. في الوقت ذاته ورغم توتر العلاقات المصرية السعودية الفترة الماضية على خلفية اعتقال المملكة السعودية للمواطن المصري أحمد الجيزاوي بتهمة حيازته مواد مخدرة، مما دفع نشطاء لتجمهر أمام سفارة المملكة بالقاهرة، مما نتج عنه سحب الأخيرة لسفيرها احمد القطان ثم عودته مرة أخرى بعد مشاورات من الجانبين، إلا ان المملكة السعودية تلقى قبولاً وارتياحاً وسط الشعب المصري على عكس موقفهم من قطر الشقيقة. من جانبه استبعد طارق شعلان رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب "الوطن" السلفي أن يكون الدعم الاقتصادي الذي تقدمه دول الخليج لمصر مسيّس. ووصف شعلان ل "البديل" الدعم المالي الخليجي في تصريحات "للبديل" بالكريم، والذي يسعى لنهضة مصر من كبوتها الاقتصادية، موضحاً أن فلول النظام السابق هم من يسعون لتشويه صورة دولة قطر والتشكيك في أن ما تدفعه من أموال لدعم مصر لتوجيهها سياسياً الفترة القادمة. بينما فرق الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عماد جاد، بين الموقف الشعبي تجاه الدعم السعودي والقطري لمصر، موضحاً أن الرفض الشعبى لدولة "قطر" ناتج من دعمها الإخوان فى تنفيذ مشروعهم، وهذا على عكس السعودية التى تنبع مواقفها تجاه مصر كدولة وليس كنظام حاكم، واصفاً قطر بأنها اكبر قاعدة امريكية فى المنطقة تنفذ مخططات ومصالح امريكية، وان العلاقات ايام مبارك كانت جيدة على المستوى الرسمى بين مصر والسعودية على العكس مع قطر. مؤسس مركز ابن خلدون الدكتور سعد الدين إبراهيم قال في تصريح خاص ل "البديل" إن دعم دول الخليج لمصر تقليد قديم يعود إلى حرب 73، إلا أنه شكك في كون الدعم المالي الحالي من دول الخليج يأتي من باب الأخوة، مشيراً إلى أن من بين أموال الخليج أموال دولة قطر التي تدعم النظام الإخواني الحاكم الآن بكل طاقتها، لتنفيذ مخططها في المنطقة، رابطاً بين دعوة الدعم المالي الذي تسعى دول من الخليج تقديمه الآن لمصر، وتأكيد الرئيس بأن أمن الخليج من أمن مصر.