هشام أحناش (أبوظبي) - بعد مشاهدة سباق السيارات الأسترالية الخارقة «سوبركارز V8» الذي فاز به الأسترالي جيمي وينكاب وسباق التجارب التأهيلية الذي تصدر فيه البريطاني لويس هاميلتون مركز الانطلاق، توجه المشجعون إلى ميدان «دو» بحلبة ياس لحضور سهرة فرقة «نيكلباك» الكندية للهارد روك. باستخدام تقنيات إخراجية باهرة، وتلوينات ضوئية مبدعة، وخلفيات شاشات تفاعلية ضخمة ومبتكرة. وقدمت فرقة «نيكلباك» أشهر أغانيها مثل «فوتوجراف» و«سيلفر سايد أب» و«هاو يو ريمايند مي» و«لن أتوقف عن محاولة حبك» و«الطريق الطويل» و«ذات يوم» و«بعيداً جداً» و«كل الغايات الصحيحة»، و«روك ستار» و«سَيْفين مي» و«ذا ستيت». كان الجمهور مع ليلة طويلة كما وعده قائد الفرقة تشاد كروجر عند إطلالته على المنصة. لكن هذا الجمهور الذي كان معظمه من الأجانب الشباب مع نسبة لا بأس منهم من كبار السن والمتقدمين في العمر كان أهدأ من أعضاء الفرقة. فبالرغم من تقافُزهم وترديدهم جميع الأغاني التي قُدمت كلمة كلمة، فإن تفاعلهم ظل هادئاً ومنظماً وراقياً، عكس ما يحصل عادة في سهرات الهارد روك والروك أند رول. قد يكون ذلك راجعاً لنوعية مشجعي سباقات الفورمولا-1 لكونهم ينتمون إلى طبقات اجتماعية عالية ومتشربون أكثر لثقافة التفرج والتفاعل الناضج، أكثر من جمهور الكورنيش الذي يضم مختلف الطبقات الاجتماعية. قاذفات هدايا حظي كل فرد من الفرقة بنصيبه من الأداء الجماعي كما المنفرد، ومن تصفيقات الجمهور وتشجيعاته. عزفوا على قيثارات وباس، لكنهم أدخلوا البيانو في إحدى الأغاني، ورحبوا بعازفة جديدة شاطرتهم أداء إحدى الأغاني حتى يكسروا الهيمنة الذكورية في الفرقة، وجعلوا المتفرجين يتقافزون ويرقصون مرات عديدة. كما جعلوا الحاضرين الذين يتعرفون أول مرة إلى فن الهارد روك يتابعون فحوى الأغاني الجديدة للفرقة بفضل كتابتها على خلفية الشاشة الكبيرة للمنصة. ولم تخل سهرة «نيكلباك» من مفاجآت، فقد نظمت الفرقة مسابقة حية مع الجمهور واستعملت قاذفات هدايا صوبت في جميع الاتجاهات، إضافة إلى أدوات عزف القيثارة التي كان يلقيها أعضاء الفرقة كلما بلغ أداء أحدهم أوجه وقمته، وأعواد قرع الباس التي أهدتها الفرقة إلى الجمهور في ختام السهرة، فتسابق على التقاطها عشاق الهارد روك والمعجبون بالفرقة الكندية. فُرجة الهواتف من الأشياء التي أضحت تسم الحفلات الموسيقية والسهرات الغنائية المعاصرة هو الهواتف الذكية. وهي لا شك أكبر مشوش على درجة تفاعل الجمهور مع الموجودين على المنصة. فما أن يعتلي أي فنان أو مغن المنصة، حتى يرفع المتفرجون العجم والعرب هواتفهم الذكية لتسجيل الغرض كاملاً أو جزئياً، أو التقاط صور، ما يُقلل من تفاعل جوارحهم وحركاتهم التفاعلية كما كان يحدث سابقاً. ولا يملك الفنانون إلا مجاراة الوضع والتأقلم مع تغير أنماط تفاعل الجمهور معهم. ... المزيد