لعلك الآن تجلس وتطالع القنوات الإخبارية ،تستمع إلي تفاصيل الحدث ، كيف ومتي وقع ..؟ تتابع مستجدات الثورة ، وتلقي نظرة إلي أسعار البورصة ؟ نعم .. فهناك أحداث كثيٌرة ٌٌ تستدعي لفت الانتباه , وستجد محاولات شتي، لتجعلك تصدق ما ترآه فالمصداقية هدف إعلامي بحت، يطمح إليه الكثيرين، لذا فليتوجب عليك أن تصدق كل ما ترآه، إلا شيئا ً واحدا ً، يلقبونه بالفتنة الطائفية ، قتل مسيحي علي يدٍ مسلم ، استولي مسيحي علي أموال مسلم، مصر تحتضر جماعات إرهابية تهدد الكنائس أرجوك .. لا تصدق هذا، ولتدعني اصطحبك معي، في جولة صغيرة لن أدعك تتحرك من مقعدك، ولكن عليك أن تصنع لي في مخيلتك، رحلة عاجلة، نحو صعيد مصر بمحافظة الأقصرلإقدم لك دليلآ ملموسا عن مصر الحقيقة؛ فمصر بلد لم يعرف قط ما يسمي بالفتنة الطائفية ،دعنا نجلس قليلآ إلي مصر الحقيقية ،نحاورها، وتكشف لنا عن حقيقتها ،ستحكي لنا مصر عن أحد أبنائها فهي تراه شبيهاً لها في صفات كُثُر . دعني أعرفك عليه اختار من النصر صفته واسمهٌ ،وهب حياته ليزيد يقين أمهٍ مصر فإنه سيكون دوما مصدر فخر لها . -هو الكاتب الصحفي نصر وهبى العضو بنقابة الصحفيين المصرية وأحد المؤسسين لمجموعة مصريون ضد التمييز الديني والذي أخذ علي عاتقه أن يكشف الحقيقة ويناصر قضية ربما لا يربطه بها شئ سوي إظهار الحق، وإعلان العدل . مسلم يحاول أن يتولي مناصرة أنبا مسيحي ، فلا تتعجب كثيراً .. فإنك بمصر . - استاذ نصر، ما هى علاقتك بنيافة الأنبا أمونيوس ؟ لا توجد بينى وبين نيافة الأنبا أمونيوس علاقة مباشرة، فلم أقابله طوال حياتى ولم أجلس معه، ولكننى مهتم بالشأن القبطى . - كيف يقوم صحفى من ديانة أخرى بإخراج كتاب يحتوى على حياة رجل دينى عليه خلاف من ديانة أخرى ؟ ليس عيبا أن يقوم صحفى من ديانة مختلفة بدراسة قضية لديانة أخرى، فالكنيسة المصرية مؤسسة مصرية بالنسبة لروحانياتها، هذا شأن خاص بها لكن حينما تأتى مشكلة داخل الكنيسة وتخرج هذه المشكلة من داخل أسوار الكنيسة إلى المجتمع الخارجى ,إذا مطلوب دراستها فمشكلة الأنبا أمونيوس خرجت من أطار الكنيسة وأصبحت مشكلة مجتمع، فحينما يتجمع مسيحيو الأقصر داخل كنيسة العذراء اعتراضا على قرار المجمع المقدس الصادر فى 17/6/2000 والخاص بإحالة نيافة الأنبا أمونيوس إلى الدير ووقفه عن عمل الأسقفية، ويقومون وقتها بتغطية كرسى الإيبراشية بالسواد حزنا على فراق أسقفهم عضو المجمع المقدس، نيافة الأنبا أمونيوس وحينما يتم تنفيذ جزء من قرار المجمع المقدس ويقف الشعب كحائط صد لعدم تنفيذ الجزء الثانى،وهو الخاص بانتداب نائب بابوى لإدارة الكنيسة فى غياب الأنبا أمونيوس, إذا أصبح الموضوع متاحا للجميع , كما أن دراسة وبحث ما يحدث داخل الكنيسة لهو من الاهتمامات الجادة والشيقة الآن لدرجة أنه أصبح تقريبا فى كل صحيفة سواء ورقية أو إلكترونية ,صحفى مسئول عن الملف القبطى ولا يتم اختيار هذا الصحفى بناء على ديانته , فأشهر وأقوى الصحفيين المسئولين عن هذا الملف مسلمون وهناك أسماء مسلمة كثيرة تعمل الآن داخل الصحف ومسئولة مسئولية تامة عن الملف القبطى ،وفى بعد الأوقات تقوم بمراجعة أخبار ومقالات صحفيين مسيحيين وفى اعتقادى الشخصى أن يكون المسئول عن الملف القبطى صحفى مسلم من الأشياء الناجحة من وجهة نظرى، حتى لا يخضع وقتها إلى قوانين الكنيسة بوصفه مسيحى,ولكن يقوم بسرد كافة الأمور والأحداث بمنتهى الحيادية والأمانة , وقد نجح فى ذلك صحفيون كبار كما فشل أيضا فى ذلك صحفيون كبار. فلا بد أن يضع الشخص حدا فاصلا ما بين كونه صحفيا ينقل الحدث بمنتهى الأمانة دون أن يتدخل فيه أو يبدى رأيه الشخصى فيه، لأن إبداء الرأى الشخصى هنا يخضع لاعتبارات ديانة كل شخص، فعلى سبيل المثال لا يوجد فى الإسلام كهنوت ولكن الكهنوت فى المسيحية وخاصة الكنيسة المصرية من الأشياء المهمة والضرورية جدا . - دعنا نعود إلى موضوع الأنبا أمونيوس .. بالنسبه لمشكلة الأنبا أمونيوس فى عام ألفين ،كنت فى بداية عملى الصحفى وكانت وقتها الانتخابات التكميلية لمجلس الشعب لدائرة الأقص، بعد قضية نائب التأشيرات النائب يحيى شعلان والذى صدر قرار بفصله من البرلمان واعتبار مقعد الأقصر فارغا، جرت الانتخابات ما بين كل من رضوان أبو قرين وبين الدكتور حمادة العمارى، والتى نجح فيها فى ذلك الوقت رضوان أبو قرين، وأثناء خروج سيارات أبناء الزينية للاحتفال بفوز ابنهم رضوان أبو قرين وأنا أرصد هذه الحالة، وجدت تجمعا كبيرا من مسيحى الأقصر أمام مطرانية الأقصر،فبدأ التساؤل عن سبب هذا التجمع وقد عرفت من خلال هتافات مسيحى الأقصر بأنهم يطالبون بعودة أسقفهم حيث كانوا يهتفون "أنبا أمونيوس يا مليح يا اللى اختارك المسيح " وبمجرد أن قمت بنشر خبر عن هذه الواقع، بدأت الاتصالات بى من قبل مسيحى الأقصر لمساندتهم فى قضيتهم لعودة أسقفهم ،خاصة وأنهم متأكدون من براءته فيما نسب إليه من اتهامات بعدما تأكدوا بأن هناك قلة من أبناء الأقصر،هى التى قامت بإرسال الخطابات الكاذبة إلى المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث وإلى المجمع المقدس، فى ذلك الوقت ظل بعد ذلك مسيحو الأقصر متجمهرين داخل كنيسة العذراء لعدة أيام ،وقتها بدأت تتكشف لى أمور كثيرة حول الكنيسة وقراراتها وكنت أشعر بعذابات وألم أبناء الأقصر من غياب أسقفهم ، وأخذت قرارا وقتها بالاهتمام وفحص الأمر بصورة كبيرة للوصول إلى حقيقة قضية الأنبا أمونيوس ، وجلست مع مئات المؤيدين له والمعارضين له من أجل الوصول إلى الحقيقة، المؤيدون يمتدحون فيه وهم غالبية أبناء الأقصر والمعارضون ومنهم جزء يرفض عدم انصياع أبناء الأقصر إلى قرار المجمع المقدس كما يرفض أسلوب التجمهر داخل الكنيسة وضد قرار المجمع وقداسة البابا شنودة ولا توجد مشكلة بينهم وبين الأنبا أمونيوس، ولكن مشكلتهم الأساسية فى طريقة تعبير أبناء الأقصر على قرار المجمع المقدس،وجزء صغير كان يريد وبأى صورة إزاحة الأنبا أمونيوس من الأقصر لدرجة أن قال لى أحد المعارضين " إنه لن يرتاح إلا بعد أن يحلق للأنبا أمونيوس ذقنه ويخلع ملابسه الكهنوتية " وهذه الجملة آلمتنى بشكل شخصى، وأيقنت بأن هناك كرها شخصيا وغير موضوعى من بعض المعارضين و تخاطبت مع جموع الزملاء الصحفيين الذين قاموا بالكتابة حول قضية الأنبا أمونيوس، بجانب فحص كل الأوراق التى وصلت لى، فقررت وقتها عمل كتاب لسرد كل ذلك ولكن رفضت أكثر من دار نشر فى ذلك الوقت تبنى الفكرة،وأنا لا أمتلك الإمكانات المادية لإخراج الكتاب إلى النور، فقمت بتأجيل الفكرة إلى أن جاء الوقت المناسب لإخراجه إلى النور وكان ذلك على نفقتى الخاص، بعدما قامت شقيقتى بتوفير الإمكانات المادية لهذا الأمر . - أين كان موقفك في صفوف المؤيدين أم المعارضين للأنبا أمونيوس ؟ اتخذت قرارا فى بداية عمل الكتاب، وهو أن أنحى وجهة نظرى الشخصية فى الأمر تماما وقررت سرد كل ما أعرفه عن الأنبا أمونيوس ،من خلال ما أمتلكه من مستندات أو تسجيلات صوتية للمعارضين والمؤيدين ،وقد تعرض الجزء الأول لكتاب" يوميات فى حياة الأنبا أمونيوس" إلى محاولة للعصف به قبل خروجه إلى النور من بعض المعارضين، ولا أعرف حقيقة ما هو السبب لذلك وبمجرد نزوله إلى الباعة حقق نجاحا غير مسبوق،بالرغم من أننى لم أقم بتوزيعه سوى داخل محافظة الأقصر،وبمجرد الإعلان عنه على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، تلقيت مكالمات كثيرة من عدة محافظات غير الأقصر تطلب الكتاب وقد شجعنى هذا النجاح، فى الاستعداد لإخراج الجزء الثانى من كتاب يوميات فى حياة الأنبا أمونيوس، حيث تكمن قوة هذا الكتاب فى عدة أسباب أنه أول كتاب يتحدث عن ملف الأساقفة المستبعدين ، وهو من الملفات الشائكة داخل الكنيسة ،بجانب أن المعلومات ضئيلة جدا حيث لا يصرح أى من رجال المحاكمات الكنسية بأى معلومة حول هذه المحاكمات، لأنهم يعتبرونها سرا من أسرار الكنيسة أما الصعوبة الأكبر أن مشكلة الأنبا أمونيوس مازالت مستمرة حتى الآن ،ومازال المؤيدون والمعارضون أيضا على قيد الحياة أما الأخطر، من ذلك التهديدات التى وصلت لى وهى كثيرة ولا أضعها فى اعتبارى لأننى أعلم أن أى عمل ناجح لا بد من وجود نوع من المخاطرة حوله . -و إلى الجزء الثانى من الحوار والذى يتناول المناقشة حول مضمون الكتاب