كتبه/ مصبح عبدالله الغرابي قيل قديماً الحب فنون, وهذا صحيحاً بكل المقاييس؛ فكل محب بالذي يحب مولع, وله في حبه طقوسٌ و طرائقٌ وفن, ونحن نقول في هذا الظرف النضالي الاستثنائي والتاريخي الذي يعيشه جنوبنا الحبيب أبدع هذا الشعب في صنوف وفنون النضال طرائقَ شتى, سطَّر الملاحم وخاض غمار النضال, وغاص في أواره بغية الاستقلال, واستعادة الدولة المنهوبة بطريقة سلمية حضارية تتمثل في كل الفعاليات الجماهرية و المليونيات الشعبية, في كل المناسبات الجنوبية يشترك في هذا النضال الجماهيري كل الشرائح المجتمعية, و النخب السياسية و الثقافية و الادبية والوجهات الاجتماعية و القبلية, فالسياسي يناضل في ميدان السياسة الشائك بكل تعرجاته و منحنياته, والشاعر و الاديب بمشاعره و قصيده, والباحث بأبحاثه وتحقيقاته, والكاتب الصحفي بمقاله و استطلاعاته, فكل أطياف المجتمع والشعب تخوض نضال مستمر وكل له دور قد أحسنه وأجاده, حتى تحول المجتمع الجنوبي الى أكاديمية للنضال السلمي مستمد كل ذلك من تطلعات ابناءه الى الحرية والاستقلال و مخزون نضالي سابق وتجارب مريرة خاضها هذا الشعب الصابر عبر تاريخه القديم و الحديث, ومن ذلكم الابداع النضالي الذي سوف نؤكد عليه نشؤ وبروز دور المقاهي كملتقيات جماهيرية تناقش فيها أمور المجتمع و هموم الوطن المثخن بالجراح والمثقل بالآهات و النواح, يغشى هذه المقاهي الخريج الجامعي, والاستاذ التربوي, وذوي المستوى الابتدائي والثانوي , والموظف الحكومي والقطاع الخاص من كل شرائح المجتمع, كل يدلوا بدلوه وبما توصل اليه اجتهاده وفكره, والكل يجمعهم همُّ الوطن وحبه وأن تفرقت بهم المستويات التعليمية و الطبقات الاجتماعية و الأعمال المهنية, تفترق رؤاهم و تجتمع, وتنخفض أصواتهم وترتفع, في نقاش وسجال حول القضية بكل شفافية وعفوية, دعانا لتسيطر هذا المقال إعجابنا ومباركةً بما يقوم به الأخ الاستاذ سالم عمر بن دحيّم, ذلكم الانسان البسيط الذي أوقف نفسه و أجهدها بتحمل التعب و العناء في سبيل تنوير مرتادِ وضيوف مقهى باعبيد بشرج المكلا, ثلاثة أيام في الاسبوع يجمع فيها أخبار الجنوب من شتى المصادر الصحفية الورقية و الإلكترونية في حماس منقطع النظير, فألف تحية نضالية لهذا الانسان المجاهد الذي سخر جهده لقضية وطنه, وقام بدوره خير قيام في حين تخاذل كثير من الجنوبيين وما زالوا الى اللحظة نيام, وفي الأخير ألف تحية لابن دحيّم وسلام, خريج أكاديمية النضال الجنوبي, قسم (صحافة و اعلام) ؛ فلتحذو حذوه كل المنابر و الأقلام.