إبراهيم الملا (الشارقة) - احتضن بيت الشعر بالشارقة، صباح أمس، الجلسة النقدية الثانية ضمن المحاور البحثية والاستقرائية للدورة الحادية عشرة من مهرجان الشارقة للشعر العربي. وشارك في الجلسة كل من النقاد، ضياء خضير من العراق، والدكتور محسن بن حمود الكندي من سلطنة عُمان، والدكتور أشرف عطية من جمهورية مصر العربية، وقدم الضيوف المشاركين فيها الباحث والأديب الدكتور هيثم الخواجة من سوريا. واستهل الجلسة الناقد ضياء خضير بمداخلة حملت عنوان صراع الأشكال والأجيال في المشهد الشعري بالعراق وبلاد الشام، موضحاً أن الموضوعات التي ينطوي عليها المشهد الشعري العربي كثيرة ومتنوعة، مثل اتساع الدائرة الشعرية العربية، وتعدد الأصوات الشعرية والعربية والنقدية المرافقة، وتراجع هيمنة الأصوات الشعرية الكبيرة، وظهور أجيال جديدة من الشعراء العرب الشباب، واتساع المساحة التي تحتلها قصيدة النثر على المستوى الكتابي. وأضاف خضير أن أول محاولة جدية جرت بعد أبي تمام لزحزحة العمود الشعري، وكتابة القصيدة الحرّة، قد حدثت في العراق على يد السياب ونازك الملائكة وعبدالوهاب البياتي، ولكن هذه الحركة كما أشار لم تكن معزولة في امتداداتها الفنية والجمالية عن مجمل الحركات التجديدية التي عرفها الشعر العربي في العصر الحديث. بدوره، قدم الناقد العُماني محسن الكندي قراءة أفقية في المدونة والمرجعيات الشعرية بسلطنة عُمان، موضحاً أن المضامين التي طرقها الشاعر الخليجي عامة والعُماني خاصة، تؤكد أن هذا الشعر جزء لا يتجزأ من بنية الشعر العربي، وأنه كسر طوق الإقليمية الضيقة رغم العزلة التي أحاطته ورغم أنه في الجملة شعر تقليدي النزعة. وتحدث الكندي عن التطورات التي لامست الشعر في منطقة الخليج وعُمان، مؤكداً أنها تطورات أثرت على الجانب الموسيقي والإيقاعي، حيث تحولت من النظام التقليدي القائم على وحدة البيت والقافية إلى القصيدة المنبثقة عن أشكال هندسية ونزعات فنية مثل الثنائيات والثلاثيات والمربعات والمشجرات وغيرها، مضيفاً أن هذا التطور وصل إلى ذروته باستحداث القصيدة الحرة وانتهت إلى قصيدة النثر. وتحدث الدكتور أشرف عطية في ورقته عن قصيدة النثر التي وصفها بأنها أصبحت واقعاً موضوعياً تجاوز مصطلح (التهجين)، وقال «حين نقرأ النص النثري نجد أنفسنا أمام نص نقف عليه لنستكشف جمالياته»، كما قدم وصفاً تحليلياً لنصين نثريين، الأول لشاعر مصري هو المؤمن سمير الذي أنجز عشر مجموعات شعرية، والثاني لشاعرة مغربية شابة هي نسيمة الراوي، وقال إنها تمتلك طاقة شعرية متميزة، وما جمع التجربتين كما رأى الدكتور أشرف، البساطة والخروج من الذات إلى العالم، فديوان المؤمن وعنوانه «يطل على الحواس»، يتسم بالبساطة الظاهرية، وهي بساطة مراوغة تخفي داخلها ثراء دلالياً.