تحولت الأماكن المتوقعة في الكويت كونها نقطة انطلاق المسيرات اليوم إلى ما يشبه ثكنات عسكرية، وقطعت القوات الخاصة الطرق المؤدية إليها، فيما وصفته صحيفة "القبس الكويتية" ب "خطوة استباقية"؛ لمنع التظاهرات. وأشارت الصحيفة الكويتية إلى وجود عناصر وآليات تابعة للجيش والحرس الوطني تتوجه إلى تلك المناطق، وهي المحيطة بساحة الإرادة وصولاً إلى الأبراج، وقابلها حشد سياسي وشعبي للمسيرات، ونقلت الصحيفة عن القائمين على المسيرات قولهم إن إغلاق المناطق المقرر أن تنطلق منها الحشود دفعهم إلى إعداد خطط بديلة، والذهاب إلى أرض المعارض في مشرف. وذكرت صحيفة "السياسية" أن رجال الأمن أمهلوا المتظاهرين 5 دقائق للمغادرة من أمام برج أحمد بالعاصمة، ثم هاجمتهم القوات الخاصة؛ لعدم امتثالهم لأوامر الأمن، وأسفرت مواجهات قوى الأمن مع المتظاهرين عن إصابة عدد من المشاركين بجروح طفيفة وتوقيف نحو 50 متظاهر ًاوفقًا لصحيفة السياسة، ولكن صحيفة الوطن الكويتية قالت إن عدد الموقوفين 80 شخصًا. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الشرطة استخدمت في قمعها للتظاهرات قنابل صوتية وقنابل دخان. وجاءت تظاهرات اليوم رفضًا لتعديل نظام الانتخابات الذي أمر به أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، والدعوة لانتخابات جديدة في 1 ديسمبر. من جهة أخرى اعتبرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن التظاهرات والمسيرات المخالفة للقانون ليست من الوسائل الشرعية للإصلاح والتغيير، وأفتت بعدم جواز تنظيمها والمشاركة فيها، ودعت الأمة في بيان رسمي إلى التجمع والوحدة ونبذ الخلاف ونصح "ولي الأمر" وفق ما اعتبرته الضوابط الشرعية. وكان محمد العريفي، السعودي الجنسية، عضو رابطة العلماء المسلمين، قد ذكر في تدوين له على "تويتر" أن أمير الكويت غير جامع لشروط الولاية، وقال إنه "من خرج بسلاحه على إمام شرعي، فيجب حواره قبل قتاله، فكيف بمن يطالب سلميًّا ضد إمام غير جامع لشروط الولاية؟" وحذرت السفارة الأمريكية رعاياها، مطالبة إياهم بالابتعاد عن مناطق التظاهر، وقالت "إن التظاهرات العفوية أو المخطط لها التي تتم في الكويت من وقت إلى آخر، استجابة لأحداث العالم وتطورات محلية، يمكن أن تتحول إلى مواجهة، وربما تتصاعد إلى أعمال العنف". وأعلن أمس "التحالف الوطني" و "المنبر الوطني الديمقراطي" مقاطعتهما للانتخابات، ما لم يتم الرجوع إلى النظام الانتخابي السابق، وهددا بفصل أي عضو لا يلتزم بالمقاطعة.