كتب / انس علي باحنان * قال الشيخ أحمد بامعلم : ( إن الحراك السلمي بحضرموت يصر كثيراً على أن يرد لحضرموت الاعتبار السياسي والتاريخي ، فحضرموت تستحق أن تعاد لها كرامتها ومكانتها و اضاف قائلا : ( إن كل هذا سيكون وحضرموت في إطار الجنوب العربي ودون ذلك فلن نقبل ) . قبل ان نناقش مع الشيخ / احمد ما تلفظ به من كلام في هذه الفقرة والذي اقتبسناه من احد خطاباته في جموع من انصار الحراك اود ان اشير الى : انني لم يحصل لي الشرف ان التقيت بالشيخ احمد ولكن ربما انا احد المتابعين لخطاباته وأنشطته في صفوف الحراك الجنوبي بحضرموت , ومن خلال المتابعة لبعض هذه الخطب والتصريحات والأنشطة الجماهيرية للحراك الجنوبي بحضرموت اتضح لي ان الشيخ احمد يتمتع بشعبية كبيرة وقدرة على الحشد الجماهيري بغض النظر ان القضية التي يؤمن بها نتفق معه حولها او نختلف . ولكن من خلال كلام الشيخ بامعلم وبالذات ما افتتحنا به مقالنا نشعر انه يؤمن ضمنا ان لحضرموت حقوق ومظالم سياسية وتاريخية يجب ان تعاد ويناضل من اجلها . نعم يا شيخ احمد : حضرموت التي انته احد ابنائها البررة انشاء الله تعالى ظلمت منذ عقود طويلة وآن الاوان لتأخذ وتسترجع حقوقها كاملة غير منقوصة ولن يتم ذلك إلا على ايدي المخلصين من رجالها ولا نشك في انهم كثير ولله الحمد . فليسمح لي الشيخ / احمد وهو ذو صدر واسع ويقبل الرأي ان اقول : انني اختلف معك في هذه الفقرة من كلامك وهي قولك : ( انك لم تقبل بحضرموت إلا في اطار الجنوب ) ان في هذه الفقرة ربما يشعر احدنا ان في هذا الامر شي من التعسف وإقصاء للرأي المخالف وان الصحيح ان نترك كلمة الفصل للمواطن الحضرمي ان يقول كلمته من خلال ممارسة حقه في تقرير المصير فيما اذا اراد ان يكون مع صنعاء او عدن او خيار الاستقلال عن الاثنين وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها المكلا وبمثل هذا الطرح اعتقد ان كل حضرمي سيقبل به وسيكون فيه راحة للضمير. اما انا البعد الفقير الى الله ارى ان علاقة حضرموت بالجنوب واليمن هي ان تكون علاقة الجوار والمحبة والصفاء وتبادل المصالح المشتركة بعيدا عن الاقصاء والاستعلاء والاستعداء فحضرموت علاقتها بالجنوب يجب ان تكون واضحة من الان ونحن لازلنا على بر الامان فمن الغبن ان نقارن حضرموت و بإرثها التاريخي ومساحتها الجغرافية وكثافتها السكانية ومقدراتها الاقتصادية بأحد ما يسمى بمحافظات الجنوب اليمني سابقا فهذه النظرة يجب ان تغير وان ننزل حضرموت المكانة التي تليق بها وليس وللأسف كما يقول البعض وعندما نتكلم عن تقرير المصير اوالاستقلال يقول قائلهم : ( اذا ذكرت شحير قالت اني بلاد ) او ما هذا معناه نعم حضرموت بلاد مثلها مثل بلاد الدنيا لا خلاف في ذلك وشعبها فيه الصالح و الطالح ومع ذلك تظل لحضرموت خصوصيتها وخيراتها الذي يجب ان ينعم بها اهلها قبل غيرهم . يا شيخ احمد باعتباركم احد قادة فصائل الحراك في حضرموت يجب ان يكون طرحكم مع اخوانكم في الجنوب واضح من الان وموثق بعيدا عن الوعود والكلام المعسول فالقلوب لا تامن لها غيلة و إلا لما سميت قلوب. فا اذا تم الاخذ بخيار استقلال الجنوب وحضرموت فمن الان يجب ان يحسم اسم الدولة القادمة وعاصمتها وهويتها ونظامها الاداري والسياسي اما القول ان الدولة القادمة : ( دولة برلمانية بنظام فيدرالي فلا يكفي ) ولكن الصحيح ان يكتب ويوثق ان اسم الدولة القادمة يجب ان لا يغيب عنها مسمى حضرموت وان العاصمة هي المكلا ونترك الاسطوانة المشروخة ان العاصمة بل والأبدية هي عدن ثم ان حضرموت يجب ان تمثل في الدولة القادمة فيما اذا تم ذلك وفقا ولثقلها الاقتصادي والحضاري والثقافي , فمن هنا يمكن ان نؤسس لعلاقة سليمة وصحيحة بين حضرموت والجنوب تحفظ للطرفين حقوقهم وتبادل المصالح والمنافع المشتركة فيما بينهم . اما من يريد ان يبيع حضرموت ويجعلها رهينة في سجن التبعية المقيتة فلن يكتب له النجاح وستظل بإذن الله تعالى حضرموت عصية عن كل من يريد ان يجعلها مطية لمطامعه الشخصية فحضرموت ستصنع بإذن الله تعالى غدها المشرق فهل نكون ممن يضع لبنة في هذا الصرح العظيم املنا فيكم وفي الله كبير ومع خالص التحية والتقدير للجميع رئيس التجمع الوطني الحضرمي عضو مجلس رئاسة عصبة القوى الحضرمية [email protected]