الجمعة 25 يناير 2013 03:03 مساءً كان يوما لم تشهد له مدينة عدن مثيلا وكانت لحظات وساعات تاريخية تحسب وتضاف الى رصيد واخلاقيات ابناء محافظة عدن للدور الاستثنائي الذي قاموا به ..فالجموع الغفيرة التي توافدت على المدينة في الذكرى السابعة للتصالح والتسامح اكبر واضخم من ان تسعها المدينة نفسها ومن حولها من المدن الاخرى والطاقة الاستيعابية للسكان كانت اقل من ذلك التوافد الهادر والتزاحم الموصل لرسالة بالغة التوضيح والتفاعل والتفاؤل بأن ابناء الجنوب اليمني قد اودعوا مأسيهم وذكرياتهم الاليمة والدامية في سلة التاريخ لتكون ذكرى بعد عين وتكون عبرة وعظة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا لانه لم يعش ويعايش تلك الايام الرهيبة والقاسية على الجميع دون استثناء ..فالمدينة وجغرافيتها لم تكن قادرة على استيعاب بحور ومحيطات الوافدين ..الا ان قلوب الناس وماحملته انفسهم من سجايا وخصال هي الوحيدة التي كانت قادرة على استيعاب وتقبل من جاءوا مجردين من كل شيىء الا الحب للوطن والتسامح الصادق دون قيد او شرط ..اونكىء لجراح امتدت لاكثر من ربع قرن من الزمان وما زالت بصماتها غائرة في الابدان واثارها عالقة في الوجدان . هبت عدن بساكنيها واهلها الطيبين لاستقبال ذلك الحدث المهيب واستضافة الوافدين حسب المستطاع وسهرت الاسر والعائلات حتى ساعات الصباح الاولى لتوفير واعداد الخبز والوجبات السريعة لمن حلوا اهلا بهم وسهلا علينا ..هؤلاء يجمعون المال في هذه المنطقة ويضيفونها الى رصيد الحفاوة والاستقبال ,, واولئك اعدوا وجهزوا الشاي والرغيف وجهات دينية واجتماعية اعدت المأدب والموائد المقامة في الاعراس فقط وفي الاحتفالات البهيجة ولم يكن يوما اكثر بهجة كيوم الثالث عشر من يناير من العام 2013م ..وكل المواطنين والسكان ادلوا بحصصهم وشاركوا الاحتفال حتى ولكي تضاف سمة وصفة من صفات الجود والكرم لابناء مدينة عدن وضواحيها .. فكان يوم التصالح والتسامح اوله تهيئة واعداد واوسطه احتفال ولحمة واخره بهجة ومسرة وعاد الناس بعد يوم الاحتفال حاملين في طياتهم بذور التأخي والتحابب وسطروا ملحمة عظيمة مفادها ان ابناء الوطن (الينهم قلوب وارقهم افئدة ) ..وعند العودة كانت عدن عن بكرة ابيها تزفهم وتودعهم بالزغاريد والفل والكاذي وكل ماهو جميل واصيل . اكدت المدينةعدن والناس والسكان انها على مر الزمان والاوان هي الحضن والحصن والبوتقة التي تنصهر فيها كل المثل والاخلاقيات والسجايا الاصيلة المتوارثة جيلا بعد جيل وناس بعد ناس ..مهرجان التصالح والتسامح نجح بأمتياز لان الناس الذين شاركوا به وجاءوا للاحتفال به كانوا جميعا نواياهم واحدة ومأربهم متوحدة في نبذ العنف ونسيان جراح الامس والبدء والاسراع في ترميم النفوس واصلاح ذات البين والالتفات للغد المنشود والمأمول الذي يتطلب من الجميع الموقف الواحد والصوت الواحد والارتصاص للغد الواحد . وبالرغم من تلك الجموع المليونية والتزاحم الفائق للحد لم نسمع اونرى اي خروج عن النص او تجاوز للسلوك الحضاري والمدني او مظاهر للعنف ..بل كان يوما سلميا تسالميا اوصل للعالم اجمع ان عدن هي حضارة الجزيرة ومدنيتها المستقبلية ..وردد المشاركون ونحن منهم .. عدن /عدن / ياليت عدن مسير يوم / فكان ذلك اليوم (يوم التصالح والتسامح ) .