تشهد مدينة الشدادي التابعة لمحافظة الحسكة السورية توترا غير مسبوق بُعيد اشتباكات بين محسوبين على الجيش الحرّ ومسلحين أكراد. ووجهت اتهامات إلى الجيش الحرّ بتهجير أهالي الشدادي وهو ما نفاه ل"إيلاف" أبو مصعب الجبوري عضو تنسيقية الثورة السورية في الحسكة. بهية مارديني من لندن: في حين أعلن الجيش الحر عن معركة تحرير مدينة الشدادي في محافظة الحسكة السورية، حذّر ناشطون أكراد من محاولات كتائب محسوبة على الجيش الحر تهجير اهالي المدينة. في غضون ذلك قالت تنسيقية شباب الثورة السورية في الحسكة "ان قصفا براجمات الصواريخ من مقر الامن العسكري في الشدادي جرى الجمعة على موقع قوات الجيش الحر". وبينت تنسيقية مدينة الشدادي" أن المدينة في حالة استنفار أمني شديد بعد تحرير أجزاء كبيرة من ريف المدينة واستعدادات الجيش الحر لاقتحامها". وأكد أبو مصعب الجبوري عضو تنسيقية الثورة السورية في الحسكة ل"ايلاف" أن "طائرات النظام قصفت صباح الجمعة للمرة الثانيه قرية تل الجاير، وردت عليها المضادات الارضيه للجيش الحر، وأن الحر سيطر على موقع حقل قبيب النفطي شمال شرق الشدادي وتم تحرير موقع الجبسة القديمة للنفط على ايدي الثوار". كما أشار الى أن "قوات الجيش الحر حاصرت مدينة الشدادي من الجهتين الجنوبية الشرقية والشمالية وضربت حاجزا كبيرا لقوات النظام هناك وشارك في العمليه عدد من كتائب ابناء المنطقة اضافة الى كتائب الفاروق واحرار الشام وجبهة النصرة". ولدى سؤاله عما يقوله الناشطون الاكراد عن تهجير ممنهج من منطقة الحسكة كما حصل سابقا في رأس العين، واليوم مدينة الشدادي أجاب الجبوري: "أنا مرافق للكتائب بشكل يومي وحصل قصف استهدف مدرسة كانت تسمى بيت الشعب وهي مقر لقوات حزب البي كي كي"، وأشار الى أنه "لا يوجد اي مدني في رأس العين". أضاف: "تم اسر مجموعات كبيرة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني (البي كي كي) قدموا من عدة مناطق من ريف حلب والرقه وهناك قسم آخر من تركيا". وأوضح "انه وثق كل شيء بالفيديو"، ويضيف: "باعتراف البي كي كي انفسهم ان اللواء محمد منصورة هو من يدير العمليات العسكريه في رأس العين، وصباح الجمعة تعرضت مظاهرة في مدينه عامودا للأعتداء من قبل رجال البي كي كي والمقاطع المصورة موجودة على يوتيوب". وشدد الجبوري على "أن حرب الجيش الحر ليست مع الأكراد والدليل وجود كتائب كردية معنا". ونفى الجبوري "وجود أي تهجير من محافظة الحسكة عامة، وأن ما حصل هو معركة بين مجاميع مسلحة تابعة للنظام المسماة بالبي كي كي وعناصر الجيش الحر". واعتبر أن المخابرات السورية تنقل جرحى البي كي كي الى المشافي وطائرات النظام تزود مقاتليهم بالذخيرة. من جانبه حّذّرالاعلامي والناشط محمد محمود بشار في حديث مع "إيلاف" من مغبة ما يجري في الحسكة، وقال "ان عمليات تهجير الكرد قد بدأت وان مجموعات مسلحة قامت اليوم الجمعة بالدخول عنوة الى بيوت لعائلات كردية مقيمة منذ عدة سنوات في مدينة الشدادي وقامت بتهديدهم بقوة السلاح ليخرجوا من المدينة وان لم يخرجوا سيكون مصيرهم الموت في منازلهم". وأكد: "يتم الآن تهديد العائلات الكُردية المقيمة في مدينة الشدادي بمحافظة الحسكة من قبل مجموعات مسلحة تعمل تحت اسم الجيش السوري الحر للخروج من المدينة". واعتبر بشار "ان هذا التصرف اللامسؤول سيخلق ردة فعل عنيفة لدى الشعب الكردي في سوريا". من جانبه، نشر الكاتب الكردي ابراهيم يوسف على صفحته على فايسبوك ما يلي:" أغارت المجموعات المسلحة على بيوت الكرد المدنيين الأبرياء، في ريف ومدينة سري كانيه أو رأس العين، واختطاف شبابهم، للضغط لإطلاق سراح أسرى لهم نتيجة الاشتباكات الدائرة بين هؤلاء الغزاة وأبناء المكان، أمرمدان... عليهم أن يغادروا المكان حالاً، ويتركوا مهمتهم المدنسة وغيرالمشرفة، أصلاً". وناشد الجميع" بكف الإساءة لاسم الجيش الحر، وكف الإساءة للثورة". وقال: "كفى خدمة لبشارالأسد ونظامه" مطالبا "بالحرية لمسؤول حزب آزادي الكردي حكمت أبو أحمد وأسرته الذين تم أسرهم الجمعة من قبل عناصر محسوبة على الجيش الحر". وفي ذات السياق طالبت المعارضة والناشطة السورية مرح البقاعي في بيان لها ب"ضرورة الابتعاد عن المناطق السكنيّة والمدن التي ليس لها أهمية استراتيجية قتالية وجعلها أماكن آمنة تحتضن الفارين من بطش النظام وآلته العسكرية". ونادت البقاعي" باعادة تجميع الكتائب والمجموعات العسكرية تحت قيادة عسكرية وسياسية موحّدة تخضع إلى برنامج وطني سوري واحد وإعطاء الأولوية للجيش الحرّ الذي يمثل النواة الأساسية للجيش الوطني وتعزيز الدعم المادي والعسكري له والتعامل بحزم مع المجموعات المنفلتة وغير المنضبطة". وشددت على أن "المعركة الأساسية والمصيرية هي المعركة مع نظام بشار الأسد وقواته المسلحة وتكثيف كل الجهود من أجل إسقاطه وترك محاسبة المجموعات المرتبطة مع النظام إلى ما بعد سقوطه". وطالبت البقاعي بالنظر "إلى خصوصية المنطقة الكردية، فتعقيداتها وهواجسها واستطالاتها الإقليمية، فغنها قد تشكّل ثقلاً نابذاً يرمي عبئاً إضافياً على مسير ثورتنا الماجدة"، على حدّ تعبيرها.