في معرض دفاعها عن دينها، قالت البارونة سعيدة وارسي إن المناخ الثقافي العام جعل من الخوف المَرَضي من الإسلام أمرا مقبولا. وأضافت أن هذه هو السبب وراء اعتباره خطرا على الحضارة الغربية. أظهر استطلاع للرأي أن أغلبية البريطانيين يعتقدون أن الإسلام لا يتوافق مع أسلوب الحياة في بلادهم، وأنه خطر في الواقع على الحضارة الغربية نفسها. على أن الملفت للنظر أيضا هو ان هذه المعلومات أتت في خطاب للبارونة سعيدة وارسي، الباكسانية الأصل والي صنعت التاريخ بعدما صارت أول شخصية مسلمة تحصل على مقعد في مجلس الوزراء البريطاني على مدى تاريخ البلاد السياسي. وكانت البارونة تستشهد بنتائج هذا الاستطلاع وبإحصاءات الشرطة الداخلية من أجل إظهار أن «أكثر من نصف عدد جرائم الكراهية العنصرية في البلاد موجهة ضد مسلمين». وقالت إن هذا وضع «تسبب فيه الئك الذين لا يكفّون عن مهاجمة الإسلام بغرض تأجيج نيران الكراهية». وكانت وارسي قد قالت قبل عامين إن أسلوب التعامل البريطاني في ما يتعلق بالأديان «جعل من «الخوف المَرَضي من الإسلام» أمرا مقبولا في المجتمع». وهي تتهم في خطابها الأخير (يوم الخميس) الذي تداولت فحواه الصحف اولئك الذين ينتقدون الإسلام بأنهم أنقسهم «غير بريطانيين» لأنهم «يضعون المسلمين والإرهابيين في بوتقة واحدة» على حد قولها. وكشفت وارسي، وهي وزيرة الأديان والجاليات في الحكومة الائتلافية، نتيجة استطلاع أجرته مؤسسة «يو غوف» ووجد أن 24 في المئة فقط من البريطانيين يعتقدون أن الإسلام يتماشى مع أسلوب الحياة البريطانية بينما اختلف مع هذا الرأي أكثر من نصفهم. وفي الوقت نفسه قال 32 في المئة فقط إنهم لا يعتبرون في الإسلام تهديدا للحضارة الغربية. والهدف الواضح من استشهاد البارونة السلمة بهذه الأرقام هو سعيها لتأكيد أن أغلبية المسلمين في البلاد ضحية لتصور عام خاطئ عن دينهم. ولذا فقد سارعت في خطابها، الذي ألقته أمام جماعة «قياس الهجمات على المسلمين»، الى مهاجمة «وسائل الإعلام والساسة (البريطانيين) الذين ما فتئوا يعسكون صورة سلبية عن الإسلام والمسلمين، ويساهمون هم أنفسهم في تأجيج التطرف وسط الشباب في البلاد». وقالت وارسي في خطابها أيضا إن الأرقام التي حصلت عليها من الشرطة تظهر إن ما بين 50 و60 في المئة من جرائم الكراهية الدينية موجهة ضد مسلمين. وألقت باللائمة - في هذا الوضع وفي اعتقاد معظم البريطانيين أن الإسلام خطر على حضارتهم - على «المناخ الثقافي العام وتحوله الى تربة صالحة لنمو المشاعر المعادية للإسلام».