أطل علينا مولد منقذ البشرية وهادي الخلق ونور الظلمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العام وقد برزت وجوه لم تكن معهودة للظهور فيه وارتفعت أصوات قد تكون دائمة الترديد لمثل هذه الكلمات والعبارات مع تقعر في اللفظ وفصاحة في اللسان وإنكار على المحتفلين بإلقاء تهم البدعة والشرك والكفر ومخالفة السنة....الخ بالإضافة إلى ازدياد احتفالات المحبين في كل أنحاء العالم وخاصة بلاد الإسلام من إندونيسيا حتى السنغال بكل الطرق والوسائل والعادات والأساليب التي اعتادوا عليها عبر القرون سواء بقراءة السيرة النبوية العطرة أو إنشاد المدائح في حق مقامه الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وإلقاء الخطب والتذكير بميلاد صاحب المناسبة صلى الله عليه واله وسلم أو إظهار البهجة والسرور بالتوسعة على الأبناء والعيال أو توزيع الحلوى وإطعام الطعام أو تعليق الزينات أو ....أو .... الخ . فينشأ لنا من هذا المشهد الإسلامي صورتين متناقضتين مع شيء من التشابه في الصورة أن صاحب كل صورة يقول أنه مسلم ويدعي أنه محب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فلننظر إليهما بشكل فاحص مدقق ونمعن البحث في تطابق المصداق بين الدعوى خبرها وهل المدعي صادق في دعواه أم كاذب . فإذا نظرنا لصورة المنكر نجده ينفث سموم التضليل والتكفير لبني ملته ودينه برفع صوته على رؤوس المنابر وفي القنوات الفضائية ويستدل بالشواهد والأدلة المزوقة بلفظ فصيح إلا عند وصول لسانه للصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكأن لسانه قد تلعثم والتوى فظهرت صيغة مخالفة ونغمة نشاز فيقول( سسلم أو سعسلم أو صعصلم أو صلعصلم) فلا أعلم أدافع هذا البغض ؟ أم انتكاس الخلق ؟ أو عيب مرضي مصدره النفس أو اللسان !!!؟ وفي بعض الدول يقومون بما يعتقدون أنه إنكاراً للمنكر بالمنع أو الإيذاء البدني أو بسفك الدم قد يكون هذا احتفال على طريقتهم الخاصة !!! أو إعلان حرب على شركاؤهم في الملة !!! أو عداء لصاحب المناسبة !!! وللقارئ أن يتخير أيهم مناسباً له . أما ذلك المحتفل فقد فرح بدافع الحب لنبيه وأحيى أصلاً شريفاً وهو الفرح بنعمة الله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)يونس) وهل هناك نعمة أعظم من بروز نور سيد الخلق ومنقذ البشرية إلى عالم الوجود . والمفاجأة الكبرى أنه رغم الأبواق الناعقة والأموال المبذولة لحرب هذه الاحتفالات إلا أنها في ازدياد وما رأيناه بالأمس في صنعاء والقاهرة ما هو إلا تطور غير مسبوق لإحياء هذا الوجه الحضاري لرسول الإنسانية صلى الله عليه واله وسلم . * السيد محمد سقاف الكاف اتبعنا على فيسبوك