قيل قديماً: «الرفيق قبل الطريق».... وليس هناك أبلغ من قول الحق سبحانه وتعالى في تحذيره من خليل السوء، عندما قال: (.. ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا). معلم البشرية الأول ينبهنا إلى أهمية انتقاء الصديق، عندما يقول عليه الصلاة والسلام: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، بل يمعن في تجسيد تأثيره في تشبيه بليغ رائع، ويقول صلاة الله وسلامه عليه: «الصديق مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما يحذيك، وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق بدنك وثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة». خورشيد حرفوش (أبوظبي) - تزامناً والحملة الوطنية التي تنهض بها جهات عديدة في الدولة تحت شعار «لا.. لصديق السوء» وتستمر حتى 21 فبراير المقبل، نفتح هذا الملف المهم، حيث نناقش من خلاله أهم الجوانب المؤثرة التي تتعلق باختيار الصديق على الصعيد الأخلاقي والتربوي والسلوكي والاجتماعي. نحن أمام لغة رقمية لها دلالاتها على أرض الواقع، فإذا كانت دراسة مركز الدراسات ودعم اتخاذ القرار في شرطة دبي تشير إلى أن 88% من متعاطي المخدرات في الدولة قد بدأوا مشوار الإدمان من خلال أصدقاء السوء، وأن هذه النسبة تتفق والدراسات العالمية لمنظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن 92% هي متوسط النسبة العالمية لتأثير أصدقاء السوء على رفاقهم نحو تعاطي المخدرات والمسكرات والإدمان عليها. جرائم العنف وفي آخر دراسة عربية منشورة، كانت لجامعة نايف للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية، تذهب إلى أن 17,5% من جرائم القتل والعنف في العالم العربي تتم بتأثير من أصدقاء السوء، كما أن تذهب نفس الدراسة إلى أبعد من ذلك وتشير إلى أن 76% من المراهقين يستمدون سلوكهم العدواني، وتكوين آرائهم من أصدقائهم حول كثير من قضايا ومجالات حيوية مؤثرة تتعلق بأنماط السلوك والملبس والبرنامج اليومي وممارسة الهوايات. من ثم كانت أهمية إطلاق الحملة الوطنية التي ترفع شعار «لا..لأصدقاء السوء» التي تحذر الآباء والأمهات وكافة مؤسسات المجتمع بدءاً من جمعية توعية ورعاية الأحداث، وبمشاركة 28 جهة ودائرة في إمارات لتنفيذ برامج توعية يقدمها الخبراء والمتخصصون في مجال العلوم التربوية والتعليمية والسلوكية والثقافة والاجتماع والصحة والأمن والرياضة وغيرها عبر كافة وسائل الإعلام ووسائله، ومواقع التواصل الاجتماعي، والتحذير من مخاطر ما يعرف ب «صديق السوء الافتراضي» الذي يهدد الصغار والصبية والمراهقين عبر الإنترنت، ويكون له تأثير أكثر تدميراً عن صديق السوء الفعلي. صحبة الأشرار ... المزيد