علاء محمود استطاعت الإعلامية والروائية السعودية روزانا اليامي أن تصنع لنفسها اسماً في الساحتين السعودية والخليجية فتنقلت بين أكثر من قناة، وتقدّم حالياً برنامجاً على قناة متخخصة بالشعر والأدب العربي لتكون أول امرأة تقتحم هذا النوع من القنوات التي كانت حكراً على الرجال فقط. اليامي اعتبرت - في حوار مع «الراي» - أن ما يميّزها هو رفضها أن تكون من «المطبّلين» في الإعلام المحلي، وقالت «أنا إعلامية حرة قائدة لا أخاف شيئاً، فالخوف لم يخلق في قلب قائد مؤمن بقراره ورسالته». وأشارت إلى أن عدم استمرارها في إعداد «أنت تستاهل» يرجع إلى أسباب خاصة بها، وكشفت أن الفنان عبادي الجوهر وعدها بلحن إذا احترفت الغناء. حدثينا عن تجريتك مع «روتانا»؟ - العمل مع «روتانا» متعب، ولكنه ممتع، وتجربتي كانت تعتبر نقطة تحوّل في مسيرتي الإعلامية. هل تفكرين بالعودة إليها؟ - الموضوع غير مطروح حالياً، فأنا مشغولة بروايتي «للظلام وجوه كثيرة» والتي تعتبر نتاجي الأدبي الثاني بعد «ألف رجل في ليلة واحدة»، إلى جانب تقديم برنامج «الديوانية» وإكمال دراستي الجامعية. ماذا عن تعاونك مع قناة «MBC»، وما سبب عدم استمرارك في إعداد برنامج «أنت تستاهل»؟ - تعاوني في إعداد بعض البرامج أسعدني كثيراً لأنني عاشقة جداً للصحافة، والإعداد قريب جداً من «بلاط صاحبة الجلالة». أما عن عدم استمراريتي في إعداد برنامج «أنت تستاهل» فيرجع إلى أسباب خاصة بي فقط. تقدمين حالياً برنامج «الديوانية» على قناة «السيوف الشعرية»، كيف تقيّمين هذه التجربة؟ - هي تجربة من نوع آخر، خصوصاً أنني أول امرأة تقتحم هذا النوع من القنوات التي كانت حكراً على الرجال فقط. وما الذي يضيفه هذا البرنامج إليك؟ - كل عمل إعلامي جيد يحمل فكراً يفيد مشاهديه يضيف إلى مسيرة من قدّمه وأعدّه، وأنا متأكدة من أن ما نقدمه يفيد مشاهدي برنامج «الديوانية» في مجال الشعر والتراث والفن والنقد والأدب والإعلام. ما نوعية البرامج التي تستمتعين بتقديمها؟ - أعشق برامج «التوك شو» والبرامج الحوارية. هل تعتقدين أن الإعلامية السعودية مظلومة؟ - رغم ما تتعرض له الإعلامية السعودية من مصاعب ومعوقات إلا أنها قادرة على التواجد والعطاء، فهي صاحبة فكر من الدرجة الأولى ومحاربة في سبيل ما تؤمن به، وهذا ما يجعلها مستمرة في التواجد والإبداع، ومن هنا أحييّ كل زميلاتي المتواجدات على الساحة الإعلامية. شخصياً... هل أخذت فرصتك الكاملة في إثبات الوجود على الساحة الخليجية؟ - ليس هناك أي شخص أخذ فرصته الكاملة إعلامياً، ولست راضية عما وصلت إليه لأنني ما زلت أحلم بالمزيد، فبداخلي «بركان لا يهدأ» وأحلامي لا حدود لها. ما دور التلفزيون السعودي في إبراز الطاقات النسائية في المملكة؟ - دوره خجول جداً ودون المأمول، ولا أعلم إلى متى سيظل التلفزيون السعودي سبباً في هجرة العديد من الكفاءات إلى الخارج. نلاحظ وجود انفتاح في القنوات السعودية، ألا يشجعك ذلك على الظهور عبر القنوات المحلية؟ - قد أفكر بالموضوع إن رأيت تغيّراً حقيقياً فعلياً في قنواتنا المحلية، ولكنني أعتقد أن نوعية الإعلام الذي أقدمه لا يمكن أن يعرض على تلفزيوننا المحلي، فأنا لست من «المطبّلين» و«المنحنين»، أنا إعلامية حرة قائدة لا أخاف شيئاً، فالخوف لم يخلق في قلب قائد مؤمن بقراره ورسالته. كيف دخلت مجال الغناء والذي كان ب«ديو» للأطفال مع مروة محمد؟ - لم أدخل عالم الغناء، لأن غنائي مع صديقتي مروة محمد كان بمحض الصدفة في إحدى الحفلات الخيرية لصالح الأطفال، مع أنني أمتلك وعداً من الفنان عبادي الجوهر أنني لو فكرت بدخول عالم الغناء سيهديني لحناً، ولكن فكرة دخولي عالم الغناء غير مطروحة أبداً. لك مشاركة في التمثيل التلفزيوني عبر مسلسل «من عيوني» مع الفنانين حسن عسيري وحبيب الحبيب، هل تفكرين بتكرارها؟ ومع من تحلمين في التمثيل؟ - لم أمثّل، بل ما فعلته كان تجسيداً لشخصيتي الإعلامية من خلال المسلسل الذي تطلّب وجود إعلامية تحمل نفس شخصيتي، وظهرت باسمي الحقيقي وشخصيتي الحقيقية كإعلامية. كذلك لك مشاركة في كتابة حلقات من مسلسل «فينك»، هل تعتبرينها ناجحة؟ - مسلسل «فينك» من أجمل أعمالي، وكنت سعيدة جداً بكتابة أفكاره، وتابعت مراحله من التصوير إلى المونتاج الى حين العرض، وسعدت بأصداء نجاحه، خصوصاً أنه كان أول «سيتكوم» سعودي يضم مروة محمد، تركي اليوسف، ميس حمدان، حسن حسني، جميل علي، رانيا محمد، طلعت زكريا، بشير غنيم وأسعد الزهراني. وبالطبع سأكون سعيدة بتكرار التجربة في أعمال أخرى درامية أو كوميدية على مستوى السعودية أو الخليج. متنقلة ما بين التقديم والتمثيل والغناء والصحافة والكتابة، أين تجدين نفسك؟ - أود توضيح نقطة بأنني لم ولن أكون مطربة، وأجد نفسي روزانا المعتكفة في الصحافة عشقي الأول ونبض عقلي، أعتبر نفسي صاحبة فكر من نوع خاص لا يرضيه إلا قلمي. ألا تشعرين بالتشتت؟ - من يشعر بالتشتت الشخص الذي لا هدف له، أما أنا فهدفي أمامي واضح مؤمنة به وبإرادتي سأحققه. من الداعم الأول لك؟ - داعمي الاول كان والدي - رحمة الله عليه - حين زرع في داخلي الثقة، إضافة إلى دعم جدّي الذي ساندني وتابع خطواتي وقدّم لي الأمان، ودعم والدتي التي وضعت في جدول أعمالها أعمالي وقاسمتني كل شيء. أعترف بأنهم السبب في كل نجاح وصلت إليه، أما الإخفاق فأنا السبب الوحيد له. ألا تعتقدين أنك إعلامية مشاكسة؟ - مشاكسة ومغامرة، ومختلفة، ولا يشبهني أحد من الإعلاميين. ما الذي يميّز روزانا عن غيرها من الإعلاميات السعوديات والخليجيات؟ - لست بموقع تقييم لنفسي، أعتقد أن جرأتي و«خلطاتي الخاصة» وأدواتي الإعلامية المختلفة التي تأثرت نوعاً ما بالعديد من المدارس الإعلامية أنتجت لي أسلوباً خاصاً. أين الحب من حياة روزانا اليامي؟ هل من زواج قريب؟ - الحب موجود في أحضان أمي وعين جدّي وتواجد صديقاتي وأحبابي والمهتمين بشأني، أما عن الزواج، فلم ألتق الرجل الذي أكون نصفه ويكون كلّي. ما مواصفات زوج المستقبل؟ - لا أريد رجلاً «حسب الطلب» أو«تفصيل»، بل أرغب في رجل ينبض قلبي به ويبهر عقلي بتعامله وأخلاقياته، والذي يؤمن بأني أنثى مختلفة ولن تتكرر. لماذا يبرز اسم الإعلامي السعودي بمجرد تواجده خارج بلده؟ - لأن الإعلام السعودي لا يزال مبتدئاً - للأسف - لناحية القواعد الإعلامية والتأهيل والخبرة، فهو يخضع للمحسوبيات ويسمح بالتالي لفئة معيّنة بالظهور على سطحه دون سواها وليس هناك أي مبرر لهذه السياسة الاحتكارية. كما أنه بطيء في توصيل النجاح الذي يطمح إليه كل إعلامي أو فنان أو شاعر نظراً لعدم استيعابه لمفهوم الإبداع والتجدد، وتشبّثه بمفاهيم معينة ضيقة الأفق، لكن لا يجوز إغفال أن هناك بوادر تحسن تدريجي في الإعلام السعودي ويحتاج مزيداً من الوقت.