اختتم مؤتمر"خطوة نحو الريادة بداية صغيرة، أحلام كبيرة" فعالياته التي استمرت على مدار يومين برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة . حيث جرى تناول كيفية الارتقاء بقطاع ريادة الأعمال بما يحقق خلق فرص استثمارية جديدة . وانعقد المؤتمر بتنظيم من منتدى الشارقة للتطوير، سعياً إلى الوقوف على أفضل الممارسات المتبعة عالمياً للارتقاء بمخرجات قطاع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة ودورها في تحقيق نماء اقتصادي مستدام . ألقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كلمة استعرض فيها ضرورة ربط مخرجات التعليم بمختلف مراحله لاسيما التعليم العالي، بالمنظومة الاقتصادية الحديثة بوصفها الخطوة الأولى على طريق تحقيق ازدهار اقتصادي وتوسيع دائرة التعاون لتشمل مختلف الوزارات والدوائر الحكومية لتعزيز هذا القطاع . وأكد أن إنشاء قاعدة بيانات اقتصادية تكون بمثابة منصة للمقبلين على الاستثمار في مجال المشاريع المتوسطة والصغيرة من أبرز معالم المرحلة المقبلة في هذا القطاع، لأنها ستعمل كخريطة طريق تساعد على اختيار النشاط الاقتصادي الأمثل للمواطنين الشباب . ونظراً للدور الحيوي الذي تضطلع به وزارة الاقتصاد، فقد استمع الحضور إلى كلمة مسجلة للمهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد أكد فيها أن الوزراة تسعى إلى الدفع قدماً باتجاه فتح قنوات استثمارية جديدة تكون بمنزلة الرافد للاقتصاد الوطني . ولفت المنصوري إلى أن الوزراة تسعى جاهدةً إلى وضع إطار قانوني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة يسهم في تعزيز العمليات الاستثمارية على الأرض ويحقق مزيداً من الاستقرار والاستدامة للمشهد الاقتصادي الإماراتي، لا سيما أن هذا القطاع أثبت فعالية كبيرة خلال الأزمات المالية . من جانبه أكد محمد الشحي وكيل وزارة الاقتصاد الذي حضر المؤتمر، أن الحكومة تعكف على وضع أطر قانونية تكون الدافع باتجاه تحقيق ثورة اقتصادية جديدة عبر تكريس ثقافة ريادة الأعمال، ودفع المواطنين الشباب لشق طريقهم واستهلال حياتهم العملية بنجاحات تكرس ريادة الإمارات للمشهد الاقتصادي في المنطقة . ومن بين الحضور، القنصل العام الأمريكي، روب والر، الذي أبدى إعجابه بالجهود الإماراتية في مجال ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، لافتاً في الوقت ذاته إلى إمكان التعاون بين البلدين لاسيما أن الولاياتالمتحدة لها تجربة سابقة في هذا المجال . وقال والر إن قطاع ريادة الأعمال بات يأخذ حيزاً متنامياً في الخطط التنموية الحكومية لمختلف دول العالم، مشيراً إلى مبادرة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في هذا المجال . ولفت والر إلى أن حضوره مؤتمر "خطوة نحو الريادة بداية صغيرة، أحلام كبيرة" نابع من ضرورة فتح قنوات تواصل يتم من خلالها تبادل الآراء والأفكار بما يحقق الأهداف المنشودة . وعُرض أثناء المؤتمر فيلم قصير تضمن صورة مختصرة عما آلت إليه الشارقة في عهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حيث تحدثت الصورة عن القفزة النوعية التي حققتها الإمارة والمشهد الذي آل إليه الوضع الاقتصادي من حيث تنوع مصادر الدخل فيه واعتماده على جملة من الدعائم المتينة التي تستند إلى نهج مدروس حقق الارتقاء المنشود على الأرض . يُذكر أن المؤتمر استضاف عدداً من الفعاليات الاقتصادية المهمة والشخصيات البارزة في قطاع ريادة الأعمال . ووجه القائمون كذلك الدعوة إلى عدد من رجال الأعمال والشباب الإماراتيين الذين خاضوا غمار تجربة الدخول إلى قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث استمع الحضور إلى التجارب الناجحة في هذا المضمار لتكون بمثابة خريطة طريق للشباب الراغب في الاستقلال بمشاريعه الخاصة والانطلاق في عالم الأعمال . وتصدر قائمة المتحدثين جاسم البلوشي، رئيس مجلس إدارة منتدى الشارقة للتطوير، حيث أشار إلى جهود مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية في إمارة الشارقة لتكريس رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، كلٌ من موقعه . ولفت إلى مساعي المنتدى إلى تعميق مفهوم ريادة الأعمال بمختلف أشكاله وأنواعه سواء كان الريادة الاجتماعية، الربحية، المعرفية أو الرقمية . وأشار في الوقت ذاته إلى جملة من القضايا الجوهرية التي تستند إليها ريادة الأعمال، مؤكداً أن المعرفة هي أولى مقومات النجاح . وضمت قائمة المتحدثين في المؤتمر يسار جرار، الشريك في "باين وشركاه"، حيث ألقى الضوء على الفرص الاستثمارية في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وضرورة أخذ زمام المبادرة للاستفادة من هذه الفرص . وتحدثت في المؤتمر العديد من الفعاليات الاقتصادية التي خاضت تجربة قطاع ريادة الأعمال كلٌ في مجاله . وفي ثاني أيام المؤتمر تحدث محمد الشاعر، المدير الإقليمي لمصرف الإمارات الإسلامي عن الفرص التي تنتظر استثمارها من الشباب الإماراتي . وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة من الشباب طرحت بعض الأفكار في قطاع المال والأعمال أمام لجنة من المستثمرين والمصارف وصناديق الدولة والمؤسسات الداعمة، حيث قامت لجنة التقييم بتحديد مواعيد مع كل مشروع على حدة لتقديم التمويل والدعم الفني والتسهيلات المختلفة .