تواجه مصر حاليا أزمة كبيرة فى توفير النقد الأجنبى اللازم لعمليات استيراد المنتجات البترولية "السولار، والبنزين، والبوتاجاز"، طبقا لمصادر بالهيئة العامة للبترول، مؤكداً خطورة الموقف خاصة مع توافر كافة المخصصات المالية بالجنيه المصرى. وكان أحدث تقرير للبنك المركزى المصرى قد أكد فقد الاحتياطى من النقد الأجنبى 9.5 مليار دولار فى النصف الأول من العام الجارى، ليسجل 26.7 مليار دولار بنهاية شهر يونيو الماضى، من مستوى 36 مليار دولار فى ديسمبر الماضى، ومتراجعاً بمقدار 660 مليون دولار خلال شهر يونيو الماضى، وهو أقل معدل للتآكل فى الاحتياطى منذ ثورة يناير، بعد أن فقد نحو 800 مليون دولار فى مايو، وكان البنك المركزى قد أكد أن تراجع النقد الأجنبى قد اقترب من مرحلة الخطر. فيما تواجه حاليا الأسواق المصرية حالة من نقص المعروض من البنزين والسولار، مع ازدهار السوق السوداء، حيث يتم بيع لتر السولار بواقع 3 جنيهات. وأكد المهندس شريف هدارة الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للبترول، نقص كميات السولار داخل محطات الوقود بنسبة تصل إلى 20%، نتيجة للأحداث السياسية التى تشهدها البلاد حاليا فى ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث يتم حاليا ضخ 80% من الكميات المعتادة. وقال هدارة فى تصريحات خاصة إن بعض المتعهدين رفضوا استقبال الحصص المخصصة لهم خوفا من الاحتكاك بينهم وبين المواطنين، وأن محطات الوقود لم تطلب كميات إضافية من السولار والمنتجات البترولية، تخوفا من الأحداث الأخيرة، مع صعوبة تأمين المحطات. وكشفت مصادر حكومية أن قوات الجيش التى تأمين مداخل مدينة بورسعيد قامت بمنع شاحنات المنتجات البترولية من دخول بورسعيد، نتيجة لأحداث السياسية التى تشهدها المدينة حاليا بعد الحكم بإعدام مرتكبى مجزرة بورسعيد. وتوقعت المصادر تعرض بورسعيد لأزمة كبيرة فى نقص المنتجات البترولية بسبب نقص المنتجات، لافتا إلى أنه تم عقد اجتماع عاجل برؤساء شركات ومعامل البترول بمدينة السويس، للاستعراض خطة لتأمين المستودعات ومعامل التكرير هناك، خاصة وأنها تغطى ب 20% من الاحتياجات المحلية من المنتجات البترولية. وقال المصدر، إن المعامل تعمل حاليا بكامل طاقتها الإنتاجية، مؤكدا أن أزمة نقص المنتجات البترولية الحالى نتيجة لصعوبة توفير النقد الأجنبى، رغم توافر المخصصات بالمطلوبة للاستيراد بالعملة المحلية، ونتج عنها تأخر وصول مراكب الشحن. وكشف المصدر أن معامل ومستودعات الإسكندرية مغلقة منذ يوم الجمعة الماضى، نتيجة للمظاهرات التى شهدتها المدينة وأن معامل مستورد تعمل بكفاءتها بعد احكام تأمينها. وأكد المصدر أن الإنتاج يسير بصورته الطبيعية وأن المعامل تعمل بكافة طاقتها، حيث ضخ كميات من السولار يوميا بواقع 35 ألف طن، وبين 15.5 و16 ألف طن يوميا من البنزين بكافة أنواعه. وفى سياقا متصل نفى المهندس أسامة كمال وزير البترول وجود أى نية لتأجيل تطبيق خطة الدعم وترشيد للمنتجات البترولية المقرر تطبيقها بالكارت الذكى إبريل المقبل، موضحا أنه لا توجد علاقة بين الأحداث الجارية وبين خطة دعم المنتجات البترولية، قائلا إن الحكومة الحالية ليست لها أهداف سياسية وحساباتنا اقتصادية تصب فى مصلحة المواطن لضمان افضل الخدمات لهم.
