عواصم (الاتحاد، وكالات) - تعهدت منظمات خيرية خليجية شاركت في مؤتمر عقد بالكويت أمس عشية مؤتمر المانحي، بدفع 183 مليون دولار لإغاثة اللاجئين السوريين. بينما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مساعدة إضافية بقيمة 155 مليون دولار للاجئين السوريين الذين يواجهون «وحشية» نظام الرئيس بشار الأسد، قائلاً في شريط فيديو نشر على يوتيوب «أريد التحدث مباشرة إلى الشعب السوري..هذه المساعدة الجديدة ستعني مزيداً من الملابس الدافئة للأطفال ومزيداً من الأدوية للمسنين إضافة إلى طحين وقمح لعائلاتكم وأغطية وأحذية وسخانات للذين يعيشون في أبنية متضررة». وفي وقت سابق أمس، قالت المفوضية الأوروبية إن الاتحاد سيتعهد بتقديم 100 مليون يورو (135 مليون دولار) مساعدة إضافية للسوريين، وذلك خلال مؤتمر للمانحين في الكويت اليوم. في الأثناء، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، أن أكثر من 712 ألف لاجئ سوري مسجل بعد فرارهم إلى البلدان المجاورة لسوريا، موضحة أن تدفقهم الكثيف يحملها على مضاعفة جهودها لاستضافتهم. وكانت المنظمة الدولية أكد في وقت متأخر أمس الأول، أنها لن يكون بمقدورها مساعدة ملايين السوريين المتضررين من الحرب دون أن تتلقى المزيد من الأموال داعية إلى تقديم تبرعات في مؤتمر المانحين بالكويت الرامي لجمع 1.5 مليار دولار، لم يتوفر منها حتى ليل الاثنين الثلاثاء سوى 3٪ فقط. في عمان، عبر مسؤولون أردنيون عن تخوفهم من نزوح جماعي للسوريين إلى المملكة مع تزايد العنف وانتشاره في أغلب المدن السورية، مؤكدين أن «ارتفاع تدفق اللاجئين خلال الشهر الحالي إلى أرقام غير مسبوقه، ينذر بالخطر». وقالت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت التي نظمت لقاء المنظمات الخيرية أمس، في بيان صحفي «بلغ حجم التعهدات التي التزمت بها الجمعيات الخيرية مجتمعة 183 مليون دولار بينها 100 مليون دولار التزمت بها الجمعيات الخيرية الكويتية». كما أعلن رجل الأعمال الكويتي محمد ناصر الساير عن تبرعه بمليون دينار كويتي (3.55 مليون دولار). وشارك في المؤتمر 63 منظمة كويتية وخليجية وعربية وإسلامية وعدد من منظمات الأممالمتحدة المعنية. في غضون ذلك، قال الرئيس أوباما إن مبلغ ال155 مليون دولار الإضافية ستتضمن «علاجات لضحايا العنف الجنسي ومراكز طبية متقدمة للجرحى. وفي الوقت الذي نعمل فيه من أجل وضع حد لأعمال العنف التي تتعرضون لها، فإن هذه المساعدة ستلبي بعض احتياجاتكم المباشرة واليومية». بدورها، قالت مفوضة شؤون المساعدات الإنسانية بالاتحاد الأوروبي كريستالينا جورجيفا «يعاني الشعب السوري من البرد والجوع والذعر. هؤلاء الذين نجحوا في عبور الحدود يصلون في الغالب دون شيء سوى ما يرتدون من ملابس». وأوضحت أن المساعدة الجديدة البالغة 100 مليون يورو تضاف إلى 100 مليون يورو قدمتها المفوضية الأوروبية العام الماضي، داعية المانحين الدوليين الآخرين الى مزيد من السخاء في المساعدات. وستقدم المفوضية الأوروبية هذا العرض في الكويت اليوم خلال اجتماع الجهات المانحة. وأكدت جورجيفا التي ستمثل الاتحاد في مؤتمر الكويت أن «هذه المئة مليون يورو إضافي ضرورية جداً». وأشادت المسؤولة الأوروبية بسخاء لبنانوتركياوالعراق حيال اللاجئين الفارين من سوريا، وأشارت إلى أن هذه البلدان التي تواجه التدفق المتزايد للاجئين «تحتاج إلى مزيد من الدعم». وسيشارك 60 بلداً في اجتماع الكويت اليوم بما فيها روسيا وإيران، الداعمان الأساسيان لنظام الرئيس بشار الأسد. ومن المقرر أن يحضر اللقاء أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون كما تم توجيه الدعوة للحضور لعدد من قادة دول العالم. وقالت المنظمة الدولية أمس، إنه تم تسجيل أكثر من 700 ألف لاجئ سوري في دول الجوار أو ينتظرون التسجيل هناك وأن موظفي الإغاثة يكافحون من أجل التعامل مع مشكلة النزوح الجماعي. وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة سيبيلا ويلكس «رأينا تدفقاً كبيراً للاجئين عبر كل الحدود. ننظم نوبات عمل مزدوجة لتسجيل الناس». وأوضحت أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن نحو 712 ألف لاجئ سجلوا في دول بالمنطقة أو ينتظرون عملية التسجيل وذلك حتى أمس. ويستضيف الأردن 171033 لاجئاً سورياً مسجلًا بالإضافة إلى 51729 لاجئاً ينتظرون التسجيل عدد كبير منهم فروا من القتال حول بلدة درعا جنوبسوريا الشهر الحالي. بينما يستضيف لبنان 158973 لاجئاً سورياً إلى جانب 69963 لاجئاً ينتظرون تسجيلهم. وقالت ويلكس «نحاول التعامل مع تراكم الأعداد لأن الأعداد ارتفعت بشكل كبير في الأردنولبنان». وذكرت المفوضية أنه يوجد في تركيا 163161 لاجئاً سورياً يعيشون في 15 مخيماً بينما يستضيف العراق 77415 لاجئاً. كما يوجد في مصر 14312 لاجئاً إلى جانب 5417 مسجلين في باقي دول شمال أفريقيا. ونقلت ويلكس عن نينيت كيلي ممثلة المفوضية العليا في لبنان قولها أمس، «الاحتياجات هائلة ولا نستطيع الوصول إلى الجميع بالسرعة الكافية».