تستمر موجة العنف الاحتجاجي في عدة محافظات مصرية خصوصًا في الليل. وقتل شخصان الاربعاء في اشتباكات بالقرب من ميدان التحرير فيما شهدت القاهرة مشاورات سياسية مكثفة للخروج من الأزمة السياسية. القاهرة: تتواصل الصدامات بين الشرطة والمتظاهرين خصوصا ليلاً في القاهرة وعدة محافظات مصرية منذ الجمعة الماضي. وأكدت وزارة الصحة بعد ظهر الاربعاء مقتل شخصين في القاهرة. وفاد مصدر في جهاز الاسعاف ان شخصين قتلا في اشتباكات بين متظاهرين والشرطة على كورنيش النيل بالقرب من ميدان التحرير اثر اصابتهما بطلقات خرطوش (من بنادق صيد). وأكد المصدر ان شخصًا أصيب فجرًا وتوفي متأثرًا بجراحه اثر نقله إلى المستشفى اما الاخر فاصيب بجرح قاتل اثناء الصدامات، بحسب المصدر نفسه (جهاز الاسعاف). وبذلك ترتفع حصيلة القتلى في القاهرة منذ بدء الصدامات الجمعة الماضي إلى اربعة اشخاص وتصل حصيلة الضحايا في مصر إلى 54 قتيلا سقط معظمهم في مدينة بورسعيد. وقال مصدر طبي إن وحدات الإسعاف المتواجدة في محيط ميدان التحرير استقبلت 40 حالة إصابة بطلقات نارية من نوع "الخرطوش" في الاشتباكات مساء الدائرة بين محتجين والشرطة. وقال رئيس فريق المسعفين في محيط ميدان التحرير، الذي رفض الكشف عن هويته، إن الإصابات بسيطة، وتم علاجها في موقع الأحداث. وتجددت الاشتباكات بين محتجين مناهضين للرئيس المصري محمد مرسي والشرطة مساء الأربعاء في ميدان "سيمون بوليفار" القريب من ميدان التحرير ومحيط سفارات أجنبية في قلب القاهرة. كما القت الشرطة القبض على اربعة على الاقل ممن يشتبه في انتمائهم إلى جماعة "بلاك بلوك" امام مكتب النائب العام طلعت عبد الله بعد دعوات نشرت باسمها على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو للتظاهر امام مكتب عبد الله احتجاجا على قرار اصدره الثلاثاء بملاحقتهم. اشتباكات شمال دلتا مصر وأصيب مساء أمس 50 شخصًا من بينهم عناصر شرطة، في محافظة كفر الشيخ، شمال دلتا مصر، خلال اشتباكات وقعت مساء ين الشرطة ومحتجين، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية وطبية لوكالة الأناضول للأنباء. وتصاعدت حدة الاشتباكات بين الشرطة وعشرات المحتجين بمنطقة وسط المدينة التي تضم عدة مبان حكومية؛ حيث ألقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة، ورد المحتجون بالحجارة في حالة من الكر والفر بين الطرفين. مشاورات تسوية في هذه الأثناء، شهدت القاهرة مشاورات سياسية مكثفة للخروج من الازمة السياسية المصحوبة بمواجهات دامية تعصف بالبلاد منذ عدة ايام فيما دعا اثنان من قيادات جبهة الانقاذ الوطني إلى تسوية سياسية تكفل وقف العنف الذي اوقع الاربعاء قتيلين جديدين في العاصمة المصرية. وعقد قادة جبهة الانقاذ الوطني (ائتلاف المعارضة الرئيسي) اجتماعا مع قيادات حزب النور اكبر الاحزاب السلفية لبحث مبادرة طرحها الاخير لتسوية الازمة ولاقت ترحيبا من عدد من مسؤولي جبهة الانقاذ. وقال رئيس حزب الوفد (عضو جبهة الانقاذ) السيد بدوي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حزب النور يونس مخيون بعد الاجتماع ان "هناك ارضية مشتركة" حول النقاط التي تمت مناقشتها وهي "تشكيل حكومة وحدة وطنية" و"تشكيل لجنة" لتعديل الدستور" و"تعيين نائب عام جديد" وتشكيل "لجنة تحقيق قضائية" في الاحداث الاخيرة. وأضاف "اتفق الجميع على أن فصيلا واحدا لا يستطيع أن يقود البلاد منفردا وأن ما تمر به البلاد يحتاج إلى تضافر كافة القوى على الساحة السياسية" وعلى "ادانة بكل قوة أي شكل من أشكال العنف أو الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة مع التأكيد على حق الاحتجاج والتظاهر السلمي". واوضح انه تم كذلك "الاتفاق على مدونة للسلوك السياسي بين الأطراف جميعا لايقاف الحروب الكلامية التي تسيء للجميع". من جهته، أكد رئيس حزب النور ان الاجتماع كان "ايجابيا وبداية طيبة" وان حزبه "سيعرض على الاحزاب الاخرى ما تم التوصل اليه". حوار وطني وقبيل بدء هذا الاجتماع دعا قياديا جبهة الانقاذ محمد البرادعي وعمرو موسى إلى حوار وطني. وكتب البرادعي في تغريدة على موقع تويتر "نحتاج فورا لاجتماع بين الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفي وجبهة الانقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد". وأضاف البرادعي ان "وقف العنف هو الاولوية" مشترطا "بدء حوار جاد يتطلب الالتزام بالضمانات التي طرحتها جبهة الانقاذ وفي مقدمتها حكومة انقاذ وطني ولجنة لتعديل الدستور". وأكد عمرو موسى في بيان ان "الموقف الخطير الحالي يتطلب قبول الدعوة التي وجهها مجلس الدفاع الوطني بالأهداف التي حددها وفي إطار النقاط الأساسية التي اقترحتها جبهة الإنقاذ الوطني بشأن التعامل مع الموقف الحالي في البلاد". وكان مجلس الدفاع الوطني الذي يترأسه الرئيس المصري محمد مرسي ويضم في عضويته وزير الدفاع ورئيس المخابرات وعددا من الوزراء، دعا عقب اجتماع عقده السبت الماضي إلى "حوار وطني موسع تقوده شخصيات وطنية مستقلة لمناقشة قضايا الخلاف السياسي المطروح على الساحة والوصول إلى توافق وطني بشأنها والتوافق على كافة الآليات التي تضمن استقرار وتطوير إجراء انتخابات برلمانية نزيهة وشفافة". وتأتي هذه التطورات السياسية غداة تحذير قوي اللهجة من الجيش إلى "كل القوى السياسية" من ان تناحرها يهدد امن البلاد. وحذر وزير الدفاع القائد العام للجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي الثلاثاء من "انهيار الدولة" اذا ما استمر الوضع الحالي في البلاد، وطالب "كل القوى السياسية" بتنحية نزاعها وخلافاتها جانبا من اجل ايجاد حل "للتحديات والإشكاليات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية التي تواجه مصر حاليا". خفض مدة حظر التجول ومن جهة اخرى، تقرر رسميا خفض مدة حظر التجول الليلي في مدينة الاسماعيلية لثلاث ساعات فقط (من الثانية صباحا إلى الخامسة) وكذلك في مدينة السويس لست ساعات فقط (من منتصف الليل حتى السادسة صباحا). وكان مرسي قرر الاحد فرض حالة الطوارئ وحظر تجول ليلي لمدة ثلاث ساعات في محافظات القناة الثلاث، بورسعيد والسويس والاسماعيلية الا ان اهالي هذه المحافظات اخترقوا هذا الحظر خلال اليومين الماضيين بتنظيم مسيرات ليلية ومباريات كرة قدم. من جهة اخرى، خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني درجة مصر على المدى الطويل من "بي+" إلى "بي" مع افاق سلبية، مستندة في قرارها إلى حالة عدم الاستقرار السياسي وضعف الاقتصاد وتراجع احتياط العملات الاجنية.